النهَاِيةُ||رفقٌ

1.4K 125 10
                                    

"سِيدِي ،هل تستطِيع سمَاعِي جِيدًا؟ ،سِيدِي هل وَاضح مَا اقُولُه لكَ؟"صُوتٌ صدح بالمكَان يتُوغلُ بِين مسَامعِي

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

"سِيدِي ،هل تستطِيع سمَاعِي جِيدًا؟ ،سِيدِي هل وَاضح مَا اقُولُه لكَ؟"
صُوتٌ صدح بالمكَان يتُوغلُ بِين مسَامعِي

مَاذَا؟!
لقد سمعت مَا قَاله
لقد سمعت كُل حرف نطق بِهِ

"زِين هل تسمعُنَا؟"
سأل لِيَام بِينمَا يطقطق بأصَابعِهِ بجَانبِ اذنِي

لَا استطِيع النُطق بأيِ حرف
الصدمةُ احتلتنِي كمحتلٍ و سكُنتْ ملَامح وجهِي
جمِيعهُم اخفضُوا رُؤسهُم بحُزنٍ و قلةِ حِيلة عندمَا لم يتلقُوا أي أجَابة

"نعم ،أنَا استطِيعُ سمَاعكم بُوضُوحٍ تَام"
نبستْ بسعَادةٍ
و ابتسَامة ارتسمت علَى وجهِي المنطفئ تُنِيرُهُ بسعَادةٍ

••••

ابتسَامةٌ سعِيدةٌ أُرتسمتْ
دمُوعٌ فرحةٌ سقطتْ
كلمَاتُ تهنئةٌ قِيلتْ

جمِيعهُم اخرجُوا كُل كلمَات الفرح التِي يملكُوها
و لكن ،هُو لم يُخرج كُل مَا بجعبتِهِ

فالكلمَاتُ بتلك اللحظةِ ،لن تشرحُ مَا بدَاخلهِ البتةِ
كغرِيقٍ ببحرٍ يملُؤه السرُور و السعَادة
و هُو لَا يُرِيد أنقَاظ نفسِهِ مِن الغرقِ

مَا قضَاه سنِين طُوِيلة
أنتهَى بلحظةٍ تملُؤهَا الفرحة

مَن ظن أن السُوء طُوِيل لَا ينتهي؟
فهُو انتهَى الان بلمحِ البصرِ
و حِيَاته التِي يغمرُهَا البؤسُ ،و الحُزنُ السرمدِي ،و شتَى الافكَارُ الِيَائسةُ
و السُوَاد الذِي ملء حِيَاته

تحُول الان الَى فرحةٍ ،و سرُورٍ سرمدِي ،و شتَى الافكَارِ السعِيدةِ
و الالُوَان اصبحت تملءُ حِيَاته

يفكرُ
مَا أول شئ سِيفعلهُ؟
بالتأكِيد كُل مَا كَان يحلمُ بِهِ

••••

اقفلَ مُذكرَاتهُ ،تحت عُنُوَان
"منطقةٌ صَامتة"
التِي كَانت فمهُ الذِي يشرحُ مَا يُعَانِيه عُوضًا عنه

وضعَ مُذكرَاته علَى مكتبِهِ الخشبِي
و استلقَى علَى سرِيرِهِ

تنهدَ مُخرجًا ثُقلًا تخلصَ منه
رَاضِيٌ تمَامًا لمَا احتُوت صفحته الاخِيرة مِن كلمَاتٍ

اغلقَ عِينِيه ليستسلم للنُومِ برَاحةٍ ،كمَن تغلبَ علَى خصمِهِ

"رُوحٌ فقْدت السَمعَ ،عَالِيًا بصُوتِيهَا صرختْ طَالبتًا النجَاة ،مُعتقدةٌ أن هَذه النهَاِية لقصتِها المُرة ،المُرةُ كمرَارةِ مَا تلقته مِن سُخرِيةٍ

حِيَاة مُهترئة عَاشتْ ،و اصبحتْ هشة قَابلةٌ للرحِيلِ ،تَاركةٌ جسدُهَا مِيتًا

كم مِن صرخَاتٍ اخرجتْ وقت ضعفِي! ،و لم يُنجدنِي أحد

و لكن وجدتُ مُنَاجِي!
لم اصدقهُم عندمَا اخبرُونِي انهُم تحملُوا تكفلة العملِيةِ مِن أجلِي
فهل هُنَاك مَن يهتمُ بِي ؟

غِير معقُول ،و يصعبُ تصدِيقُهُ !
و لكن لَازَال هُنَاك مَن يُسعدك كمَن يُحزنُك

هُنَاك مَن يبنِيك بكذبةٍ ثُم يهدمُك عندمَا تعلمُ حقيقته ،و هُنَاك مَن يبنِيك بصدقٍ
و لن يستطعُ أن يهدمُك
لأن هَذَا سِيُهدمُه كمَا يُهدمُك

فرفقٌ بروحٍ فَقْدت السَمعَ
فهِي تُرِيدُ سمَاعَ نصَائحكُم
و لكن دُون أن تُشعرُوهَا بالاعَاقةِ"

هَذَا مَا احتضنَ مُذكرَاته مِن كلمَاتٍ
و لم تكُن كلمَات للعبثِ
و إنمَا كلمَاتٌ تبعثٌ الروحُ لمُفتقدِيهَا
و الاملُ لحِيَاةٍ يخلُوهَا الحِيَاةَ

SILENT AREA|| Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن