-11-

8.3K 405 5
                                    

ابعدي عنه بلطف ليقول بابتسامة :
أظن اننا نجونا.... هل يمكنك مساعدتي للذهاب إلى غرفتي، فالقادة سيأتون قريبا لأخذ تقرير»
-«حسنا»
قمت بمرافقته إلى غرفته أين انتظرته أمام الباب في حين هو قام بتغير زيه العسكري فالأول كان ممزق من كل ناحية.
لم يلبث طويلا حتى نادى باسمي حتى اساعده على الذهاب لمكتب ابي ، وبقروبنا إلى المكتب بدأت أصوات النقاش القادة تتعالى و أهمها بالنسبتي لي صوت ابي الذي و فور سماع صوته بدأت بارتجاف لاشعر بيد آدم المستندة على يدي تضغط على هذه الأخيرة، وهو يقول :
-« لا بأس تصرفي كأي جندي»
-« حاضر سيدي»

وصلنا اخير إلى الباب المكتب، أين دقدقت عليه لاسمع صوت ابي وهو يردد:
-« تفضل»
اوما آدم رأسه مشجعا، لافتح انا الباب و اساعده على الدخول و الوقوف باستعداد، ليقوم كلنا بتحية التي تلها قول آدم :
-« اعتذر على التأخير سيدي، هذا بسبب الإصابة»
-« لابأس تفضل بالجلوس» ثم التفت إلى و هو يقول :« يمكنك الانصراف جندية».

خرجت من المكتب و أسندت رأسي على الباب، للبقاء في انتظار خروج آدم .
وضعيتي كانت تسمح لي بسماع الحوار الجاري بالداخل أين بدأ ابي في الحديث مخاطبا بذلك آدم :
-«أخبرني رائد نڨاد، كيف تمت إصابتك»
-« لقد كنت أحاول توجيه الجنود في ساحة لاتفاجئ بسقوط احد الصواريخ بالقرب مني من ما أدى إلى احتراقي و ظهور بعض الجروح على ساقي»  قال مغير للحادثة الحقيقية فهو أصيب في محاولته لانقاذي
-« سمعت انك أمرت بذهاب الجنود إلى القبو؟»
-«نعم سيدي، لقد لاحظت الجندية كروك أن الهجوم كان عبارة عن قصف جوي فقط ولا ووجود للاعداء فامرت بالاخباء لتفادي الخسائر البشرية»
-« لم تكن في قبو عند وصولي، أين كنت؟»
-«دخل كل جنود للقبو ماعدا جندية كروك التي كانت تتأكد من إتمام المهمة التي أوكلتها لها، لذلك قامت بتفقد إن كان كل جنود مختبئين و هناك وجدتني مصاب، حاولنا ذهاب إلى القبو لكن الطريق إليه كان عرضة للصواريخ تلك اللحظة، لذلك عدنا إلى مستوصف أين تمت معالجي، سيدي»
-« أتجمعك علاقة ما بتلك الجندية؟»
-« علاقة قائد مع جنديه، سيدي»
-« اجمع تقرير عن حادثة اليوم و ارسله لي غدا صباحا، تكلم مع طبيب حول مدة اللازمة للشفاءك و خذ استراحة من مهام التي تتطلب جهد»
-«حاضر سيدي»

ماهي إلا لحظات و باب المكتب يفتح، ليخرج آدم منه أين أمسكته فور خروجه ليستند علي وهو يطبع ابتسامة خفيفة، ليبدأ بكلام بعد أن ابتعدنا ببضعت أمتار من المكتب، قائلا :
-«اصدرتي أوامر باسمي، إذن؟»
-« اسفة»
-« لابأس»
-« شكرا ، لأنك لم تخبرهم أنني سبب إصابتك»
-« توقفي عن لوم نفسك» قال بابتسامة.

*ادم :

مر اسبوع منذ حدوث الهجوم، لحسن حظنا اعلمنا مسبقا السكان باختباء في القبو في حالة حدوث هجوم ما و هذا ماجعل عدد الضحايا قليل جيدا و لكن لا أنكر أن جزء من المدينة و المعسكر تم تحطيمهم كليا، إلى أن عملية الترميم بدأت في يوم الذي يلي الهجوم مما أدى إلى تقدم في أعادت ماهدم بسرعة و لم يبقى إلى القليل.

طوال الأسبوع و انا ممددد في سرير المستوصف دون عمل اي جهد جسدي و هذا ماجعلني أشعر بالملل الشديد و لكن فكرة ان اليوم مناوبة الجندية أو بالأحرى الدكتورة كروك سيرينا للعمل في مستوصف، جعلتني سعيدا نوعا ما و انا انتظر قدومها.

ماهي إلى لحظات و طبيبة سيرينا تقف أمامي و هي مرتدية المئزر الأبيض فوق الزي العسكري لتقول :
-«صباح الخير سيدي، سأقوم بتفقد إصابتك»
-«حسنا»
بدأت مباشرة بتفقد جراحي بعد أن أزالت الشاش المعقم عنهم، لتضع مرهم بعد ذلك و تعيد لفهم بالشاش و هي تقول :
-« سيكون بإمكانك غدا مغادرت سرير المستوصف، سيدي»
-« شكرا»
-« العفو.... اااا... هل... هل يمكنني أن أسألك سؤال، سيدي..... شخصي نوعا ما» قالت بنوع من الخجل
-«تفضلي»
-« انت تساعدني كل مرة لاني أشبه إحداهن، هل يمكنني أن أعرف من هي؟ »
-« انقظتك في مرة الماضية، لأنك سيرينا و ليس لأنك تشبهين احد» 
-« شكرا ، اسفة على السؤال» قالت و هي تصرف من مكانها.

لاعود بذاكرتي سنوات إلى الماضي، إلى ايام الثانوية بالتحديد، في تلك الأيام و نظرا لوضع عائلتي المادي المتدني كنت أعمل في دوام جزئي بإحدى محلات ملابس الأطفال و كانت هناك فتاة - شبيهة سيرينا-تصغرني ببضع سنوات تأتي مع امها كل ثلاثاء لتشتري ليشترو طقم من الملابس.
لا أعرف السبب ذلك ابدا، ولكن كل ما تدركه اني كنت واقع في غرام تلك الفتاة و كنت انتظر كل يوم ثلاثاء لاقوم بلبس ملابس نظيفة و تصفيف شعري و وضع بعض من العطر، لمدة عام.
في احد الايام مرت من أمام منزلي اين كنت أحاول أن اوهم عائلتي أنني سأتي بطعام قريبا.

خرجت من هناك لاجلس على أرض بعد أن ابتعدت عن المنزل ببضع امتار أين تركت المجال لدموعي بسقوط فأنا لا أعلم من أين سأتي لهم بطعام.

و ماهي إلى ثواني حتى أحسست بيدها و هي تلامس كتفي لتقول وهي تمد يدها إلى :
-« خذ انه بعض من المال اشتري لك و لعائلتك بعض من طعام»
-« شكرا ، لا يمكنني أخذه»
-« انه دين، سترده يوم ما لي»
-«أعدك سارجعهم لك» قلت و انا اخذ منها النقود لتكتفي هي بالابتسامة ثم تصرف بعد ذلك.

في اليوم التالي وصلت كمية كبيرة من الطعام و الملابس و غيرها مستلزمات إلى المنزل مصاحبة ذلك ملصق صغير كتب عليه

"يمكنك إدراج هذا الي الدين أيضا، لكن تذكر لست مضطر لتسديد"

منذ ذلك اليوم و كل أسبوع تصلنا كمية من طعام و كل شهر بعض الملابس و غيرها من اشياء لمدة خمسة سنوات متتالية، ولكني منذ ذلك اليوم انا لم أراها مجددا "

هل كان يجب أن اجيب سرينا بتلك طريقة ياترى؟ لماذا تفاديت أخبارها، لقد وعدت نفسي انا لا أخجل من الفقر الذي كنت فيه لكني مازلت أرفض أخبار الناس بحياتي الماضية.... بعد كل شي مكان يجب أن أخبر سرينا أنني اساعدها لأنها تشبه احد، رغم اني كنت اقصد ماقلته لها قبل قليل، انا انقذتها لأنها سرينا فقط

احببت قائدي ( مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن