-9-

8.4K 383 15
                                    

*ادم :

انتهى اليوم اخيرا ، لقد كان يوم متعب ملئ بالتدريبات للمتطوعين و حتى أكون صريح لا أظن اننا سنفوز بالمعركة بهذا العدد من المتطوعين و قدرتهم الجسدية الضعيفة.

تمددت اخيرا على الفراش، ليبدأ النعاس يتسلل الي، و اقتربت جفوني من بعضها و لكن سرعنما سمعت دقدقة على باب غرفتي، لاتجهى نحوه بتثاقل فاتحاً اياه و انا اقول :
-« الا تنتهي هذه مهمات؟»
وعلى مسامع هذه الجملة  رأيت سرينا تقف أمامي وهي ترتجف من البرد لاردف قائلا :
-« ما الذي تفعلينه هنا؟ اتعلمين لو يراك أحد ماذا سيحدث لنا؟»
-«ماذا سيحدث؟»
-«العلاقات ممنوعة هنا، ولو يراك أحد هنا سيظنونا بينا سوءا، ادخلي إلى غرفة بسرعة»
أغلقت باب غرفتي بعد أن تأكدت من عدم وجود أحد ما لالتفت إليها و اقول بنبرة غاضبة و وجه جدي :
-«ما الذي أتى بك في هذا الوقت إلى هنا بحق السماء؟ الا تعرفي العواقب؟ أخبريني من أين لك هذه الأخلاق التي تجعل تتسللين إلى غرفة رجل في الليل، آت...»

لم تتركني اكمل جميلتي لتقول بخجل و هي تنظر إلى رجلها :
-«بدأ الجرح الذي في وجهك عميق و قد تم بشئ حاد، و من الظاهر انه بسببي... أعني لما تكلمت مع أبي في الصباح، فاردت أن اتفقده و انا لم أجد وقت مناسب غير هذا، اسفة... جدا»
-« اتيتي من أجل هذا؟»

لم تجب على سؤالي و اقتربت نحوي لتضع ابهمها على خدي ملامسة بذلك الجرح، ممعنتاً النظر إليه، و للحظة أحسست انا قلبي سيتوقف، لم أعد استطيع التنفس بانتظام حتى.
-« انه ليس عميق كما ظننت، لابأس لا حاجة للعلاج ستشفى مع مرور الوقت، إذن إلى اللقاء»  قالت و هي تتجه نحو الباب لتنصرف.
ما كان هذا بحق السماء.

*سرينا :
  بعد أن تفقدت آدم عدت مباشرة إلى مكاني لاخلود إلى النوم و استيقظ بعد ساعات قليلة على اسوء صوت على الإطلاق، لاستعد للتدريب.
اتجهنا نحو ساحة العلم ليجتمع كل جنود هناك من أجل تحية العلم، و سماع لخطاب الحماسي الذي بدأنا بعده مباشرة بركض و نحن نردد لإضافة نوع من الحماس :
-« صاعقة، صاعقة نار حارقة انظر يمينك انظر شمالك ترى رجال صاعقة أمامك.....»
في الحقيقة هذه الأغنية لاتزيد من حماس احد و إنما تجعلنا نشعر بنوع من  الاستغباء.

بعد الركض لمدة ساعتان،قمنا بتناول فطور الصباح لنعود لتدريب على المقاتلة بدون سلاح و التحمل و التسلق إلى غاية منتصف النهار لنحظي بقسط من الراحة بعد الغذاء و نعود لتدريب في حدود الثالثة زولا على الأسلحة و التصويب.
مر شهر على هذا المنوال، نفس الروتين يتكرر يوميا، تغيرت معاملة آدم لي بين الأوقات، ففي وقت التدريب يعاملني كأي جندي و بصرامة حتى أنه لا يناديني باسمي بل ب"جندية"، و في غير ذلك يتعامل معي بطريقة مهذبة.

تم إعطاء كل منا يوم لزيارة أهله، الكل ذهب الا انا فلم تعد لي عائلة، لذا ها أنا مستلقية على الفراش احدق في السقف محاولتا تخيل أشياء تروقني، فطالما فعلت هذا في غرفتي حيث انني اتخيل مكان جميل و ما احتاجه أيضا هناك، انا اكتفي بحصول أشياء جميلة في مخيلتي فقط.
لما كنت بالثانوية أو الجامعة كنت استلقي و اتخيل شخص يحضنني عندما اتحصل على علامة سيئة أو تحدث لي اشياء سيئة، أروى لصديقي و حبيبي الخيالي "رسيم" كل ما يحدث لي و نحن نحتسي القهوة او الشاي معا.
لطالما شككت بأني أعان من مرض نفسي و لكني لا أريد أن اعرفه أو اتعالج فأنا أحب قدرتي على جعل الخيال حقيقة.

قاطع تفكري صوت دقدقة على نافذة بجواري لانهض و اتجه نحوها أين وجدت آدم يقف وهو يشير بيده إلى النافذة المليئة بالغبار الذي كتب عليه "جهزي نفسك و تعالى انا انتظرك في أول مقهى خارج المعسكر"  أكملت قرأت الجملة لارفع رأسي نحوه محاولت الاستفسار، لكني وجدت أنه رحل بالفعل.

قمت بارتداء ملابسي المدنية التي كانت عبارة عن سروال اسود و قميص بنفس اللون بالإضافة إلى حذاء رياضي ابيض و اتجهت إلى المقهى أين وجدته ينتظرني،لاجلس معه على الطاولة و قلت :
-«ماذا تريد سيدي؟»
-« نحن لسنا في معسكر فلتكتفي بادم، غير هذا أخبرني لما لم تذهبي للمنزل؟»
-« و كأنني أملك واحد، انت تعلم لم أعد منهم، ماذا عنك؟ لماذا لم تذهب؟»
-« ذهبت الأسبوع الماضي»
-«امممم لم الاحظ ذلك»
-« إذن أين تردين الذهاب، سينما؟ ملاهي؟...  »
-« هل اعتبر هذا موعد غرامي» قلت و انا ابتسم تلك الابتسامة الساذجة
-«لا، بالتأكيد لا»

خرجنا بعد ذلك من المقهى لنتجه نحو السوق أين بدأنا في تجربت الملابس و اكسورات دون شراء أين منها، لأننا سنعود إلى المكان الذي يمنع منعا بتا لبس هذه الأشياء.
ومن ثم اتجهنا إلى المطعم أين تناولنا الغذاء و نحن نلعب لعبة تحليل الشخصيات، فكلما دخل احد المطعم بدأنا بمحاولة تحديد عمره، حالته الاجتماعية و المادية، مهنته أو تخصصه كان الأمر في غاية المتعة، و من ثمة إلى سينما أين شاهدنا احد الأفلام لنعود إلى المعسكر قبل غروب الشمس بحوالي ساعتان أو أكثر.

بعد غروب الشمس، بدأ الجنود بالدخول للمعسكر واحد تلو الآخر، لتمتلئ الثكنة العسكرية مرة أخرى.

احببت قائدي ( مكتملة) Where stories live. Discover now