-4-

9.9K 447 20
                                    

عم الهدوء في القاعة ، حيث بدأ المتطوعين يبادلون نظرات تسأل ، حول ردود فعل القادى و نظراتهم المصوبة نحو اللواء المتربع على عرش القيادة كبرى .
لم يكمل ادم قرأت القائمة و ابقى نظره  مصوب على سرينا ، لم يعرف سبب عدم قدرته على اكمال القائمة ، أبسبب خوفيه من اللواء ؟ او لانه تذكر تلك الفتاة التى اعجب بكلماتها بالامس ؟ ام بسبب معرفته الى اسمها الكامل ؟.

لم يدم الهدوء كثيراً في قاعة حتى هبت عاصفة غضب اللواء بعد ان اعطاها اشارة الانطلاق برطميه لكلتا يداه بقوة على الطاولة التى انهارت امام قدماه  و قال و هو يعض على اسنانه بغضب :
-«سريّنا ....ما الذي تفعلينه هنا بحق الجحيم ؟ »
- «انا متطوعة بالجيش سيدي ». قالت محاولتا اخفاء ارتبكها الى ان الاترجاف غلب على صوتها مبحوح
-«اخرجي من هنا و حالا ....انتظرني امام باب القاعة »
-«حاضر سيدي »
خرجت من القاعة فور خروج هذه الكلمات من فمها ، فهذه اول مرة ترى فيها غضب ابوها " غضب الذئب المفترس " ، كما يطلقون عليه بعض الظباط .

كانت غالبا ماتكذب اصدقاء ابوها لما يسردون لها قصصه في المعسكر و هو غاضب و لكنها في هذه اللحظات فقط استطاعت  ان تفهم معنى مصطلح  "غضب الذئب المفترس" ، لقد كانت عينا ابوها تطلق شرارة الغضب  صوبها الى ان تحول لونها للون الاحمر الدامي ، من تحت تقطب حاجباه الكثيفان .
رغم خروجها من القاعة الى انها لازالت قادرة على رؤيت الطاولة و هي تسقط ارضا بعد ضرب ابوها عليها .

مرت نصف ساعة من الزمن لتنفتح ابواب القاعة امامها و يخرج ابوها ، الذي قال دون ان يلتفت اليها :
-"اتبعني "

بخوطاها المرتجفة ، العشوائية  و السريعة تبعت ابوها الى مكتبه اين استدار نحوها فور وصولهما له و قال بغضب :
- «سرينا ، ماهذا الهراء ؟...كيف لك ان تتجرأي و تتطوعي في الجيش ؟»

لم تجبه  و صوبت نظرها الى امام نحو اللاشئ ، الى ان قال ابوها مرة اخرى :
-« اجبيني !!..قبل ان افقد اعصابي »
-« اظن انه من واجبي ان اتطوع ، كما ان حسب احصائيات  السيد نڨاد فان عدد الاطباء قليل ، كان من مفروض و كواجبك كلواء ان تأتي بابنتك هنا و ل...»

هي لن تكمل كلمها حتى شعرت بشئ قوى و مؤلم يرتطم بوجهها ، مما ادى الى دورانه الى غاية تشنج  عضلات رقبتها ، لتقول ببرودة  بعد استقامة مجددا و و ضعت يدها على رقبتها و هي تحركها يمينا و يسارا :
-« هاه ..هذه هي قوة الذئب المفترس عند الغضب اذن ، كنت اتوقع اكثر » .
-«منذ متى اصبحت تتكلمين بهذه طريقة ؟ »
-«اليس لكل شخص و جه ثاني في المعسكر ، فانا لم ارى وجهك هذا في البيت ابدأ ، ابي.»
-«انت ستعودين للمنزل اليوم »
- « لقد امضيت المعاهدة بالفعل ، و انت تعرف عواقب نقضها ، حسنا يمكنك ان تستعمل نفوذك ، لكن ماذا تظن ستكون ردت فعل القيادات العليا و متطوعين الذين سيغادرون كلهم ، فمنع لواء لابنتهم من تطوع و هو ادرى بالاوضاع ليس في صالحهم ، انت لن تستطيع منعهم فكما تركتني اذهب ، ستتركهم ايضا و لا تنسى الصحافة »
لم يرد ابوها عليها و بقى ينظر اليها بنظرات سوداء ، لكنها اكملت :
واين مشكل ان تطوعت ، اموت ؟  سيكون هذا في صالحك " ابنت اللواء كروك تضحي بنفسها من اجل الوطن " اليس هذه العناوين رائعة لك ، ب...»
لم تكمل جملتها ، حتى اتتهى لكمة الى وجهها ، الذي استدار لليسار مباشرة و بسرعة ، لكنها حاولت جاهدة البقاء واقفة في مكانها ، لتستقيم مرة اخرى و مذاق الدماءها المالحة في فمها ، لم تستعد تركيزها و صفاء نظرها حتى تبعت اللكمة الاولى لكمة ثانية ، التى ادت الى اختلال توازنها ، و بعد ان استقامت و فتحت عينها لم ترى سوى العتمة بسب دماء التي غطت عينها .

رفعت يدها لتضع ابهامها على عينها و سبابة على العين الثانية محاولتا ازالت الدماء من عليهما ، و في هذه الاثناء احست بلكمة الثالثة تتوقف امامها دون مساس بيها .  لتسمع صوت خشين بدى مؤلوفا لها يقول :
-«سيدي ربما هي امور عائلية و لا يجب ان اتدخل فيها ، لكن ضربها و ايقافها الان لن يزيد الطين الا بلة ، فبتصرفك هذا سيهروب المتطوعين ، و ستتلطخ سمعتك بما لا تشتهيه ، ماذا تظن ستكون ردت فعل العامة من اقافها او ضربها ؟ ، كما ان لو كان مقدر ان تموت في  هذه الفترة ستموت هنا او في مكان اخر »
- « ادم لا تتدخل و اخرج من هما ». قال ابوها
-«سيدي ، من فضلك انت تفسد كل ماقدمناه للبلد »
-« انت مستعد لتضحية بكل شعب و لكن ليس ابنتك ، اي نوع من القادى انت ؟ ، انانين ؟ الجبناء ؟ ...أليست ابنتك احد مواطنين ؟ لماذا لا تستطيع تضحية بيها اذن ؟ »  قالت ببرودة و هي تحاول ان تراه بين الدماء
-«سيدي هي على حق ، أتضحي بينا نحن و هي لا ؟ »
- « حسنا ، لكن اخرجا من هنا لا اريد رؤيتها »
-«شكرا اب...»
-«اياك..اياك ثم اياك و ان تقولي كلمت ابي  مجددا ، انا لست بأبوك بعد الان » قال اللواء بعد ان قاطع كلامها.

احببت قائدي ( مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن