-10-

8.2K 375 13
                                    

تمددت على السرير لاخلود إلى النوم بعد يوم متعب و لا أنكر انه كان ممتع، أعلم جيدا انا آدم رافقني اليوم بدافع الشفقة لاني فقدت عائلتي بين ليلة وضحاها بسبب طيشي و تمردي على مبادئها .

استيقظت على صوت مزعج مرة أخرى و لكنه لا يشبه المعتاد ابدا، انه جرس الطوارئ هناك شئ ما يحدث، لم استوعب الأمر إلى بعد لحظات لأقفز من مكاني و ارتدى الزي العسكري بأسرع مايمكن، وانا اصرخ :
-«فليستيقظ الجميع، نحن نتعرض للهجوم «. قلت ذلك و انا على دراية تامة انا هناك من استيقظ بالفعل.

خرجت بسرعة من الغرفة النوم باتجاه مستودع السلاح و عدة الطبية و لكن سرعنما ماستوعبت الأمر و وقفت متسمرت في مكاني، كانت الأرض تشتعل نارا و السماء مغطات بالدخان ، نظرت من حولي الجنود يركضون في كل مكان  بدون وجهة محددة، و هم يحملون سلاحهم مستعدين أتم الاستعداد لإطلاق النار على كل من لا يتكلم العربية، ولكن المشكلة تكمن هنا لم الاحظ ولا عدو، لقد كان قصف جوي، لماذا بحق الجحيم نحن نركض خارجا؟ هذا سيزيد من اصاباتنا.

لم أشعر بنفسي إلى و انا ارتطم على الأرض و يدا أحدهم تحيط بي، التفت لاري بوضوح من يكون، لأجد آدم فوقي محاولا حمايتي وهو يقول :
-«في ما كنتِ تفكرين ؟ كانو على وشك إصابتك»
-«يجب أن نجعل الجميع يذهب إلى القبو، لا وجود للاعداء هنا انه قصف جوي، سنموت بدون فائدة و نحن نركض هكذا.... انهض دعنا نعلم الباقي»  قلت وانا ازيح بجسده عني.

لم التفت إلى وراء و بدأت بركض نحو كل فرد و انا اصرخ :
رائد آدم، يأمركم بذهاب إلى القبو و احتماء فيه، أخبروا كلم من تصادفوه في طريقكم»

بدأ الجنود يعلمون بعضهم، بأمر الرائد الذي قمت انا باصداره لتفرغ الساحة بعد دقائق معدودة واتجه بدوري إلى القبو أين انتبهت لغياب آدم هناك، هل يمكن انه مازال ساحة المعسكر ؟.

التفت للوراء لاعود إلى أين تركته و هناك و جدته جالس في احد الزاوية.
اتجهت بسرعت نحوه لأقول فور وصولي :
-« لماذا انت هنا سيدي؟ يجب أن تكون في القبو»
-« لا يمكنني الذهاب، فقط اذهبي انتِ و ادعي ان لا أصاب أكثر»
ازحت بنظري نحو ساقه لاجدها محترقة و ممتلئة بدماء، اقتربت نحوها و انا مدرك انه أصيب لما حاول انقاذي و انا لم التفت إليه حتى، لتبدأ دموعي بتسلل من بين رموشي نحو خدي لا اراديا.
انتشلني صوته من تأنيب ضميري و هو يقول :
-« لا تلومي نفسك و اهربي من هنا»
-«أجل، لكن ستأتي معي»  قلت وانا احاول مساعدته على الوقف، لاضع يده حول رقبتي و يدي حول ظهره و بدأت في مساعدته على مشي تجاه القبو، ولكن و نحن في طريق قابلنا سقوط كومة من نار الملتهبة و كأنها نيزك من فضاء.
استدرت مباشرت و انا اقول :
-« المستوصف أقرب من القبو و طريق إليه أامن، فلنذهب هناك أفضل، على الأقل سيتسنى لي معالجتك»
لم اتلقى منه أي جواب عدا اماء رأسه إيجابا، لنتجه نحو المستوصف، الذي كنا بيه بعد دقائق.

قمت بمساعدته على الاستلقاء،  ومن ثم بدأت بالبحث عن المورفين التي حقنتها بساقه فور ايجادي لها من أجل تخفيف من ألمه.
من بعد ذلك قمت بسكب الماء البارد على ساقة و انا ازيح بيدي كل من الجلد المحترق و الدماء، لاضع بعد ذالك مرهم للحريق و تغطيت ساقه بشاش المعقم.
لا أنكر أنني كنت افعل ذلك بيدان مرتجفان، فكل من تأنيب ضمير و خطورة الجرح و أصوات صواريخ و ارتطامها بالقرب مني كان يؤثر في تركيزي و ثباتي.

أكملت معالجة الجروح لأتلتفت إلى ادم الذي كان يراقبني طيلة الوقت، و انا أقول :
-« لقد زال الألم أليس كذلك؟..... انا حقا اسفة» قلت و انا احاول حبس دموعي من سقوط، لأنني اعرف ان هذا بسببِ، هو لن يتمكن من المشي لأيام، هذا إن نجونا و نحن في المستوصف حتى.

جلست على حافة السرير الذي كان يستلقي بيه، و طأطأت برأس لأرى صوب الأرض محاولتنا تقليل من توتري و خوفي شديد من الصواريخ فأنا لست في مكان الأمن، لقد كنت شجاعة قبل قليل و انا اعلم الناس بحاجة إلى ذهاب و اختباء بالقبو و عودتي إلى آدم، أين ذهبت الان هذه الشجاعة.
لحظات وشعرت بيدا آدم تحيط بي و أنفاسه تقترب من خلفي، ليلتصق صدره بظهري و هو يضمني بشدة ليقول :
-«لا داعي للخوف سوف ننجو، لاداعي لأن تلومي نفسك على اصابتي انا سعيد بذلك »
لم أرد عليه و كتفيت باستدار نحوه، ليجلس هو على حافة السرير و أقف انا مقابلة له ملقية بجسدي بين أحضانه، التي رحبت بي بكل حنان حيث ضمتني يداه بشدة إلى صدره، وكأنه يقول انه هو الأخير خائف و لكن و جودنا معا سيقلل من توترنا.

بقينا على تلك الحالة إلى أن توقف صوت الصواريخ بحوالي ربع ساعة أو أكثر، لقد كانت تلك الوضعية مريحة جدا رغم أنني كنت شبه واقفة.

احببت قائدي ( مكتملة) Where stories live. Discover now