-5-

9.3K 424 15
                                    

خرجت من مكتب ابيها بمساعدة من ادم و كلها احباط ، لم تكن تتوقع هذا ابدا ، ربما بعض الغضب لعدم مناقشته بالامر و لكن لا ان يتبرأ منها ، هي تعلم انه ضد الفكرة فقط بسبب كونها فتاة ، فهو معارض لفكرة دخول فتاة في صفوف الجيش .

اخرجها من تفكيرها ، صوت الظابط ادم و هو يقول مشيرا بيده الى باب المكتب:
تفضلي سأتي بعد لحظات »

دخلت المكتب في حين ذهب ادم الى المستوصف ليخضر بعض الادوية الطبية و لم يلبث طويلا حتى كان جالس امامها ، كاسر الصمت و هو يقول :
اغمضي عينيك دعني انظف هذا الدم »
-« يمكنني ان افعل هذا بمفردي...انا طبيبة»
-« لست ممرضة ...»
لم تجب و اغمضت عينها لتتركه ، يغطي وجهها بمطهر الطبي و من ثم يمسح بقطعت من القطن ، ليعيد الكرة مرة ثانية ، الى ان اصبح وجهها نظيف كليا .
اخذ قطع الثلج من العلبة امامه ليضعها وسط قطعة من القماش التي بدورها وضعها على و جهها ، ثم هما قائلا بنوع من مرح محاولا التخفيف عنها :
ربما انا لست طبيب و لكن اعلم ان ثلج مفيد لمثل هذه المواقف»
-« لا اعلم لما تفعل هذا لكن شكرا»
-«لانك تشبهينها»
لم تجب ولم يحرضها فضولها لسؤاله من تشبه ، لم تهتم اصلا لما يقول .

بعد ساعات من العمل و تخطيط عاد اخيرا الى منزله ، اين وجد زوجته تجلس على اريكة الصالون ، و هي تضم ساقيها الى صدرها و تسند رأسها الى ركبتيها تاركتا شعرها اسود الذي تتخلله بعض الخصلات البيضاء .
لم يتكلم معها و دنى منها بخطى ضعيفة لا تتماشى مع شخصيته و لا نظراته . ليقف امامها واضعا يده الكبيرة فوق رأسها بلطف و قال بنوع من رقة :
- «ليس باليد حيلة ...لقد اختارت وطن بدل العائلة ، لقد خانت تربيتي لها و اختارت اكثر شئ امقته في فتاة و هو تشبه بالرجال ، لقد التحقت بلجيش رغم معرفتها لانني ضد ذلك »
- « هل يمكنك تغير ذلك ، و ارجاعها »
مستحيل ...دعيها تموت في حرب لتتعلم درس »
- « هل تتمنى لابنتك الموت »
-« هي ليست ابنتي بعد الان ...»
-« ماذا تقول.....ما الذي اصابك» قالت و هي تقف من مكانها لتمسك قمصه و تكمل « هل تخليت عن ابنتك التي لطالما كان مصدر فخر لك بسبب حبها لوطنها »
- « هي لم تلتحق بالجيش لانها تحب الوطن ، بل لانها و على حسب رأيها من ضعف انتظار حماية الاخرين ، هي لا تهتم للوطن هي تريد ان تكون مصدر فخر مرة اخرى ، تريد تظهر تميزها تريد ان تكون الافضل ، كرمتها لا تسمح لها بانتظار حماية من نساء مثلها ...انها ابنتك انتي تعريفها » قال وهو يصرخ
انا ذاهبة الى بيت الجبل اريد ان ابقى وحدي قليلا لا يمكنني تحمل ذهاب ابنتي و كلماتك هذه »
-« هذا هو سبب التحاقها بالجيش ، انها مثلك تريد ان تكون مرأة مستقيلة و قوية ....كلمتان و ها انتِ ذاهبت ....ف..فقط اذهب لم اعد اهتم »

استيقظت في اليوم التالي على اكثر صوت ازعاج سمعته في حيتها ، كان عبارة عن رنين جرس حاد و عالي ، فتحت عينها بصعوبة و هي تقول :
-«كم الساعة»
-«لم تشرق الشمس بعد». ردت عليها ، احدى الفتيات و لتي كان فراشيهما متقابلين .
-« انها الرابعة و نصف صباحا » قالت اخرى
لم ترد عليها و همت واقفت ، لتبدأ في ارتداء زيها العسكري و ما ان بدأت في لبس الحذاء حتى سمعت ، صراخ احد الظباط :
-«استعداد ، الكل في مكانه»

وقفنا جميعا في مكانهن ليمر الظابط بين الصفوف و هو يقول :
-« سنبدأ التدريب الان ، اخرجوا للركض الان »

احببت قائدي ( مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن