سطوت الحب الفصل الثالث

15.4K 211 1
                                    

الفصل الثالث

الفصل الثالث:
في منزل الحاج عبدالله"
في الرواق حيث إنتهي الدكتور شوقي من وضع العلاج والقطن والشاش علي يد هند فأخذ هذا منه مجهود مُضني . لقد كان في وضع لا يُحسد عليه فكان كل جزء في جسده يرتجف حيث كانت تسير قشعريره في جسده في كل مرة يمسك فيها يد هند… كانت هند في حيرة من أمرهاوهمست بلسان حالها(الدكتور ده ماله كده طري وكيوت ووشه أحمر ياحبة عيني زي الطمطمايه المفقعه كأنه عمره ماشاف بنات،،،أوووووه ياربي أنا فإيه ولا فإيه. يارب يخلص بقه) فقال شوقي بخفوت خطير قد بدأ يرمش بعينيه دون قصد(بيسبل) (بتقولي حاجه،يا أنسه هند )وقد إستشعرت مقصده من هذه النظره وعلي مايبدو فسرتها خطأ فسحبت يديها بشدة من بين يديه.. حيث وقع الحمض المطهر علي الارض من شدة الحركه وأردفت بعصبيه(كفايه كده أوي ،شكراً ليك يا دكتور.ودلوقتي إتفضل علشان تشوف حالة بابا وتكتب له العلاج،حضرتك مش جاي هنا علشاني )وغمغمت وهي تسير بخفوت (بلاقلة أدب من الصبح عمال  يتنحنح ويبصلي وأنا سكتاله ،لكن توصل إنه يسَبل لي،كمان ،لامعلش بقه ،هو فاكرني إيه) ودخلت غرفة والدها… ..أما شوقي مذهول من ما صار وكاد أن ينادي عليها كي يعتذر ولكنها أسرعت ..فقال بخفوت بلسان حاله(هوإيه إللي نيلته ده يازفت بقه ينفع كده الناس يقصدوني فخدمه أبهدل الدنيا كده.. خُش إكتب الروشته وغور) بالفعل ذهب دكتور شوقي للغرفه وكتب الروشته. وذهب دون أن ينظر لهند نظرة واحدة من شدة خجله منها
همت نور واقفه توصل شوقي للباب وسألته عن حال والدها. واردفت مستفهمه( دكتور معلش إتلابخت، فإللي حصل لماما وهند ونسيت أسألك بابا عنده إيه وحالته هتوصل لإيه أرجوك ريحني) شوقي بأريحيه فالكلام(أطمني ياأنسه نور الجلطه لسه فأولها… ومافيش أي مضاعفات هتحصله ،بس لازم قبل شهريعمل عمليه الغدروف علشان الجلطه ماتتملكش منه لاقدر الله) واردفت نور بهلع في صوتها(غدروف… غدروف إيه يادكتور مش حضرتك قولت لماما جلطه عالمخ) شوقي بإهتمام وهو يعدل نظارته بحركته المعتاده(حضرتك أنا ملحقتش أكمل تشخيص الحاله  .لقيت والدتك أغمي عليها علطول ،الظاهر بتحب والدك جداً) وتنحنح ،محرجاً لأنه خرج عن صُلب الموضوع،وأكمل (لكن سبب الجلطه إللي جت للوالد إن الغدروف كان مُتأذي تماماً وحضرتك عارفه المخ متوصل بكل حاجه فالجسم ولازم يحصله مُضاعفات)
اردفت نور بحزن وتألُم شديد في نبرتها(ياحبيبي يابابا كنت بتتألم من غير ماتحسسنا إنك تعبان) ونزلت دمعه حارقه علي وجنتيها ،جففتها بيديها .وإلتفتت سريعاً لشوقي واردفت قاله(طيب يادكتور العمليه دي هتكلف أد إيه) وأردفت هامسه لحالها ،(علشان ألحق أتصرف وأجمع الفلوس قبل الشهربإذن الله) ولكن صوتها كان مسموع فسمعها شوقي وتأثر جداً من تدهور حالتهم المادية ،فتنحنح بصوته الأجش (إحم.إحم...هتكلف تقريباً ميت ألف جنيه ) صُدمت نور من ماسمعت وأردفت متحصره علي حالهم وقالت هامسه (ميت ألف جنيه ،هجيبهم منين) قال متردداً خوفاً من ان يجرحها لقد سمع،همسها(حاولوا ياأنسه نور تتصرفوا حتي لو من قرايبكوا ،قبل الحاله ماتدهور،وساعتها مافيش عمليات هتنفع في حالته ،أنا طبعاً بعتذر إني بكلمك بوضوح بس دي مهنتي ولازم أكون صادق معاكي) قالت نور بنبره مليئه بالهموم .وهي تنظر له بوجه يُشبه الاموات من كثرة الهم التي تتحمله (عندك حق يادكتور ،ولا يهمك) فمدت يدها تأخذ حقيبتها الموضوعه علي منضده قريبه من الباب وإذا بها تأخذ النقود من حقيبتهاواردفت بنبره ممتنه(إتفضل يادكتور ،متشكره أوي علي تعبك معانا) رفضَ تماماًدكتور شوقي أخذ النقود متحججاً أنه عندما يتم شفاء الوالد سوف يأخُذ حقه واردف قائلاً(لا ياأنسه نور أنا مش هاخد حاجه، أنا معملتش حاجه بالعكس إحنا جيران وده واجبي) رفضت نور بشده فلقد إكتسبت عزة النفس تلك، من والدهالقد نشأت علي ذلك ،نور وبنبرة إصرار(لا يادكتور مش هينفع ماتخلنيش ،لوحصل حاجه تانيه لاقدر الله ،ملجأش ليك،فلو سمحت خُد حقك) ومدت يدها بالنقود،فلايجد  دكتور شوقي أي كلام يُقال في هذه الحاله فقال بقلة حيله وهو يهز رأسه غير راضي(طيب زي ماتحبي ياأنسه نور) وشَب بوجهه خلفها وهو واقف فالخارج عله يري هند قبل أن يمشي لعلها المره الأخيرةالتي يراها فيها لا يعلم إن كان سوف يراها مرة أخري أم لا .فنظرت له نور ونظرت تجاه ماكان ينظر،واردفت مستفهمه(في حاجه يادكتور) شوقي بتردد فلقد تخصب وجهه وصار من كثرة الحرج. شديد الإحمرارمع بشرته البيضاء ،فكان منظره مضحك للغايه. أردف محاولاً إخفاء خجله (لالامممافيش بس كنت عايز أطمن علي هند .أأأقصد إيد الانسه هند )وبنفاذ صبر اردفت نور قائله(ماتقلقش يادكتور الحمدلله ،جت سليمه ،بستأذنك بس علشان ماما بتنده لي )،،ياالله كيف تمني شوقي في هذه اللحظه ان تنشق الارض وتبتلعه ،نعم لقد كان سمج للغايه ،هكذا كان يُأنب حاله،قال بصوت يُكاد أن يكون مسموع(أأأأه ،سلامهُ عليكوا وألف سلامه للحاج) فأمسكت بباب المنزل وقالت من بين أسنانها (الله يسلمك ،يادكتور بعد إذنك)  وحينما طلع اول درجه فالسلم سمع صوت رقع الباب خلفه…
بعد ماأغُلقت نور الباب ووقفت تستند عليه .واردفت قائله بنبرة مُتأففه(أوف ياساتر ،هو ماله الدكتور ده مش طبيعي ،ده إزاي ماسك قسم فمستشفي وبيخش يعمل عمليات ،الله يكون فعون المرضي إللي هناك تلاقيه هيجيب لهم الشلل من بروده ،لا وجاي لنا اول ماإتوظف بيوزع كروت وبيعرفنا إنه ماسك قسم ،ياشيخ إتنيل واظبط كلامك الاول،إستغفر الله العظيم ،نساني إللي انا فيه،أروح أشوف باباوماما،عاملين .إيه الوقتي). وفي هذه الاحيان كانت والدة نور إستفيقت تماماً وذهبت لتُعد للوالد الطعام.. دلفت نور لغرفة الوالد ونظرت لهند واردفت قائله بنبرة خيم عليها الحزن(إيدك إتعورت أوي ياحبيبتي) هند وهي متخصبة الوجه من كثرة غضبها(الحمدلله يانور ،جت سليمه ) تعجبت نور من منظر وجه أختها،فكان لايُفسر وقالت متحيره(في إيه يابنتي وشك ماله كده تحس إنه هينفجر من كتر الغضب ،في إيه حصل إيه )كادت ان تفلت هند بلسانها وتقول لها علي الدكتور وسماجته معهاولكنها رفضت ،واردفت هامسه بلسان حالها(مش وقته ياهند بعدين) وردت بتلعثم لنورفهي اول مرة تكذب عليها(لا لالامافيش يانور… زعلانه طبعاًعلي بابا وإللي حصله) فنقلت نور نظرها لوالدها الذي كان مستلقي علي الفراش المواجه للكرسي التي كانت تجلس عليه واردفت قائله(ايوة عندك حق ،ياحبيبي يابابا ربنا يشفيك يارب ياحبيبي) ونظرت للكرسي التي كانت تجلس عليه والدتها ،فوجئت عندما،لم تجدها فقد ظنت انها نائمه ،وقالت بصوت مفزوع(هند ماما فين) هند وقد فوجئت من صوت نور المفزوع(إيه يابنتي خضتيني،ماما فالمطبخ بتعمل أكل مسلوق لبابا،وفرخه مسلوقه علشان أول مايفوق يشرب شوربتها) اردفت نور قائله بغيظ من أختها ،ومن بين أسنانها فقد إصتكت ببعضهما من كثرة غضبها(يابرودك ياشيخه سايبه ماما تدخل المطبخ،وهي تعبانه وقاعده ترغي وتلتي وتعجني معايا في الكلام) وهمت واقفه وذهبت للرواق وهند خلفهاحيث أغلقت هند،غرفة والدها،كي لا يفيق علي صوتهم وقالت متزمده(أله يانور ،مانتي عارفه إني مابعرفش أطبخ بعدين إيدي مربوطه بعدين ماما لما شافت إيدي كده قالت لي خليكي) عثرت هند علي حجه لانها لا تهوي دخول المطبخ… نور بغضب شديد(لو سمحتي ماتضايقنيش بكلامك ده وبعدين ياست هند مش وقته دلع إحنا فظروف مايعلم بيها إلا ربنا) وتذكرت وقتها موضوع العملية والنقود. واكملت في تأنيب هند(بعدين مهما كان ماينفعش تسيبي ماما تدخل المطبخ وهي تعبانه ،مش عايزة مبررات) كادت هند أن تجيب علي نور كي تتأسف لها فنفس الوقت خرجت والدتهم من المطبخ.. قالت الام بنبرة خافته تدل علي حزنها (في إيه يابنات وطوا صوتكوا شويه ،يابنات بابا تعبان بلاش نصاحِيه )نور وهي حانقه علي هند،ووجهت كلامها لوالدتها،نور بنبرة معاتبه(ياماما ياحبيبتي إنتي تعبانه،إزاي تدخلي المطبخ وأنا موجودة) ونقلت حينها نظرها لهند(والست هند كمان موجودة) هند ولقد شعرت بغلطها ،إنها أيضاً لاتحب أن تُغضب أختهاوقالت بنبره رقيقه فيها قليل من الدلع رغم حزنها فأرادت أن تهون عليهم(نور حبيبتي أنا أسفه بلييييز ماتزعليش مني) وإحتضنتهامن ظهرها وقبلتهامن أعلي رأسها من الخلف ومالت علي كتفها… نور وقد إستشعرت دلع أختهاصغيرتها فقالت بنبرة ًحزينه (خلاص ياهند مش زعلانه بس روحي ساعدي ماما علي ماأجيب.لبابا.. الدوا )قالت الام بنبرة حزينه وهي جالسه علي كرسي الطاوله (لايانور،هند هتخش تنام شوية علشان إيديها. أنا ياحبيبتي عايزة أعمل كل حاجه بإيدي لبابا)  أردفت نور قائله  في محاوله للتخفيف عن والدتها(سيدي ياسيدي ..ماشي ياعم بابا حد قدك هتاكل من إيدين ست الحبايب )فضحكت الام ضحكه تكاد لا تُري كي لاتُحرج نور واردفت قائله(هتتأخري يانور)  اردفت نور بتركيز (لا ياحبيبتي هجيب من الصيدليه إللي تحت البيت)تفهمت الام وأومأت برأسها واردفت قائله(طيب ياحبيبتي ياله روحي هاتي العلاج قبل بابا مايفوق) وانهت الام كلامها وفي طريقها للمطبخ .تذكرت شيئا.نادت علي نور التي كانت تُعد نفسها للنزول (نور… يانور) إلتفتت نور لوالدتها واردفت قائله بإهتمام(نعم ياماما ،عايزة حاجه أجيبها لك من تحت وانا طالعه) قالت الام بتركيز (لاياحبيبتي تسلميلي يااارب ،انا بس كنت عايزة أسألك معاكي فلوس للعلاج)  قالت نور مسرعه (أيوة ،ايوة ياماما ماتقلقيش معايا،فلوس) وذهبت نور لتُقبل يد،والدتها قائله بحنان (تسلميلي ياست الحبايب) ملست الام علي رأس إبنتها وكادت أن تدمع عينيهاولكن حبست دموعها كما كانت تفعل دائماً في أي موقف صعب يمروا بهم كي لا تنهار بناتهاوقالت (روحي ياله حبيبتي ولو الواد بتاع القهوه إتعرضلك ،قوليلي علطول إوعي تخبي عليه يانور) نور متفهمه(حاضر ياماما ماتقلقيش بنتك بميت راجل) قالت الام بنبرة صارمه (طبعاً انا تربيتي ماطلعش غير رجاله،ياله  حبيبتي مع السلامه)  (مع السلامه ياماما )،قالت هكذا وهي ترتدي معطفها لتهم بالخروج، في هذه الاحيان كانت هند داخل غرفتها ،تبكي بشدة فمن ينظر لها يتخيل أنها لا تحمل اي هم أوحزن فكانت بارعه في إخفاء حزنها ممن حولها… لكن عندما تكون بمفردها تظل تبكي وتبكي حتي تجف مقلتيها من الدموع تماماً وينتفخ جفنيها ،فكانت أيضاً بارعه في إخفاء هذا الانتفاخ…
قالت من بين شهقاتها ودموعها(ياارب إشفي بابا ،يارب ملناش غيرك بابا لو جراله حاجه أنا ممكن اموت نفسي) ولقد بدأ الشيطان يتلاعب بأفكارها فقالت مستعيذه بالله(أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،إيه إللي أنا بقوله ده انا لازم اقوم اصلي وادعي ربنا فصلاتي بخشوع)
"""""""""""""""""
""""إبنتي ،حين أموت وأذهب إلي السماء. دون أن أودعك ،إهمسي لي بدعواتك الخفيه دائماً ولا تنسيبي… 
"""""""""""يتبع
إلي اللقاء مع الفصل الرابع،ولمحه عن حياة"أسد المصري"

سطوت الحبWhere stories live. Discover now