٣٧

4.9K 169 20
                                    

كرم
فإبتسمت و قلت:" ستعرفون في الجزء الثاني من الكتاب"
فإبتسموا جميعًا...
وعندما نزلتُ من المسرح رن هاتفي وكان سامي فقلتُ:" نعم يا سامي "
بعدها قلتُ بخوف:" ماذا؟؟"
وخرجتُ مسرعًا بإتجاه سيارتي وانا اركض...
بعدها اتصل سامي مجددًا فأجبتُ قائلًا:" هل حدث شيئ؟؟؟"
" كلا كلا لم يحدث شيئ"
" اذًا لما اتصلتَ مجددًا؟؟"
" لانني اعلم انكَ الان اكثر من متوتر وترتجف من الخوف"
" انا؟؟ هل جننت بالطبع لا، انا اكثر من جيّد"
فضحكَ قائلًا:" حسنًا، حسنًا سأصدقك"
" سامي ألم تسمعني قلت لكَ انني بخير"
" اسمع انت الان، اهدأ كل شيئ بخير."
" هل كل شيئ بخير حقًا؟؟؟ "
" نعم اهدأ الان وخذ نفسًا عميقًا وقد بهدوء ولكن لا تتأخر لانكَ ان تأخرت تعلم ماذا سيحصل لك أليس كذلك؟؟"
فضحكتُ قائلًا:" ستقتلني اعلم "
فضحكنا سويًا، ثم قال لي:" هيا اغلق الهاتف، لا تتأخر "
" حسنًا "
وصلتُ الى المستشفى ودخلتُ مسرعًا، وجدتُ سامي وريما والعائلة كلها ينظرون اليّ وهم يبكون...
" ماذا، ماذا حصل؟؟؟ هل كل شيئ بخير؟؟؟ هل هي بخير؟؟؟"
" فقالت لي والدتها وهي تبتسم:" لقد اصبحت والدًا لفتاة"
فإبتسمتُ وانا ابكي:" فعلًا "
" نعم "
" وهل وهل..."
وقبل ان اكمل جملتي قالت لي ريما:" انهما بخير لا تقلق الام والطفلة... كلاهما بخير. وهما ينتظرانك بالداخل هيا اذهب لزوجتك ولابنتك"
اخذتُ نفسًا عميقًا ودخلتُ ببطئ الى الغرفة وانا ابكي، عند دخولي وجدتها كالملاك تنظر اليّ مبتسمة فإقتربتُ منها. وقلتُ:" ياسمين" بعدها قالت ياسمين لابنتنا :" انظري يا ابنتي انه والدك، تأخر قليلًا ولكننا سنسامحه "
بعدها نظرت اليّ وابتسمت، فإبتسمتُ لها ثم امسحتُ دموعي وقبلتها على جبينها وقلتُ:" آسف على تأخري هل انتما بخير؟؟"
" لا عليك سامحناك، و لا تقلق نحن بخير.  نريد ان نبارك لكَ انا وابنتك بفوزك"
فضحكتُ ثم قالت لي ياسمين:" اتريد ان تحمل ابنتك؟؟"
فأخذتها ببطئ وقلتُ لها: " كان هناك ملاك واحد في حياتي وهو انتِ، اما اليوم فلقد اصبح هناك ملاكان"
فإبتسمت لي ثم قالت:" مارأيكَ ان نسميها حياة، اذ اصبحت هي حياتنا ولكي نتذكر كل يوم عندما ننظر اليها اننا استطعنا محاربة ما مررنا به و بقينا مع بعضنا رغم كل ما حدث"
فإبتسمتُ لها ثم قلتُ لابنتي:" حياة، هذا انا والدكِ الذي هو مجنونًا بوالدتكِ والان بكِ ايضًا. كم انتي جميلة كوالدتك"
ثم قالت لي ياسمين:" هل هذه حقيقة يا كرم، هل هذه اللحظة حقيقة"
" أتتذكرين يوم استيقاظك بعد نجاح العملية منذ ست سنوات سألتكِ السؤال نفسه فقلتي لي تذكر عندما نكون انا وانتَ مع بعضنا كل لحظة هي حقيقية، سأجاوبكِ نفس الجواب..."
بعدها نظرنا الى بعضنا ونحن نبكي فقالت لي:" احبك "
" وانا اعشقق"
ثم قلتُ:" ياسمين "
" نعم "
" شكرًا لانكِ لم تبتعدي عني "
" انتَ لم تفهم حتى الان أليس كذلك؟؟"
" افهم ماذا؟؟"
" لستُ انا من لم يبتعد عنك، انتَ لم تبتعد عني. فشكرًا لكَ لبقائكَ بجانبي"
فقلتُ لها بصوتٍ خفيف:" ولن ابتعد مهما حدث "
بعدها حضنتها بقوّة متمنيًا ان تبقى بحضني هكذا حتى مماتي....
ياسمين
الحب كم هي غريبة هذه الكلمة، تجعلنا ننسى انفسنا. عندما اتذكر حكايتي مع كرم ابتسم، كم هي غريبة.... حكايتي معه حكاية اخلاص ووفاء و حب اكثر من  حقيقي... فإستضام واحد في المدرسة غيّر حياتنا.....

لا تبتعدي عني...Where stories live. Discover now