لا تبتعدي عني...

١٩

ياسمين
كنا جالسين امام المدخنة ففجأةً، بدأت تهطل الامطار بغزارة. فخفتُ من صوت الرعد، فأمسكتُ بيده بدون انتباه. فقال لي:" لا تخافي، انا هنا "
فأبعدتُ يدي بسرعة وقلتُ له:" لستُ خائفة "
فضحكَ وقال:" بالطبع "
وتابع:" هل ما زالت تؤلمك قدمك؟؟"
" قليلًا، ولكنها تتحسن "
" جيّد "
ثم بعد صمتٍ قال:" ياسمين "
" نعم "
" لماذا ترفضين اعطائي فرصة؟؟"
" ارجوك لا تفتح هذا الموضوع مرّة ثانية "
" ما هو الشيئ الذي يمنعك من اعطائي فرصة "
" كرم ارجوك كفى "
" انا اعلم انكِ تريدين ولكن ما الذي يمنعك؟؟ "
" كرم تعلم انني لن اجاوب "
" لما؟؟؟ اريد فقط معرفة السبب؟؟"
كرم
لم تتكلم...
فقط قامت بوضع رأسها على كتفي...
لم اقم بشئ فقط حضنتها، كأنها تحاول ان تتطلب مني الصمتْ...
فقلتُ لها:" ارجوكي لا تبتعدي عني "
لم ترد وابعدتْ رأسها عن كتفي، فقلتُ بسرعة:" لنبقى جالسين هكذا ، ارجوكي. "
فنظرنا الى بعضنا بعدها وضعتْ رأسها مرّة اخرى...
فقلتُ لها:" أتعلمين انني اتمنى ان ابقى معكِ هكذا مدى الحياة، هكذا فقط مدى الحياة. لا اعلم ماذا تفعلين بي، بوجودكِ اصبحَ هناك معنى لحياتي. ياسمين انا احب..."
و قبل ان اكمل كلامي وضعتْ يدها على فمي لتمنعني من قول هذه الكلمة وقالتْ:" لا تقلها ارجوك"
فإنهمرتْ دمعة من عينها  وتابعتْ قائلة:" لا تقلها، افهم لن نستطيع ان نكون مع بعضنا. هناك ظروف اقوى مني ومنك"
فأبعدتُ يدها وقبلتها بعدها قلتُ لها:" ما من ظرفٍ سيقف امامي ويمنعني عن قولها، انا احبك، احبك وسأقول لكِ هذه الكلمة دائمًا. حتّى وان منعتِ نفسك من قولها لي او حتى ان منعتِ نفسكِ من سمعها "