11- عودة إلى المنزل !

3.9K 256 9
                                    

تسللت أشعة الشمس عبر نافذة الغرفة، داعبت عينيي ففركتهما ، ثوان قليلة و كنتُ خارج السرير أتثاءب في كسل، نظرت حولي كانت غرفتي مبعثرة كالعادة، و تفوح منها رائحة غريبة!

" جوانا جوانا ، هيا استيقظي الفطور جاهز" قالت أمي و هي تطرق الباب

" حاضر يا أمي، أمهليني دقيق.." أجبتها ثم صمتُ لدقيقة كاملة أحاول استيعاب ما يحصل فصرخت بأعلى صوتي!

اقتحمت أمي الغرفة في ذهول تام، و القلق يبدو على وجهها، اقتربت نحوي ثم مسحت على شعري قائلة :
" هل أنتِ بخير؟! "

ابتلعت ريقي قي صعوبة، ثم نظرت مطولاً قبل أن أجيب: " لا تقلقي، فقط أنا متعبة!"

" و هل الشخص المتعب يصرخ هكذا فجأة؟!" قالت أمي في شك!

" أنا فقط....، لقد كنتُ..!"

"حسنا حسنا ، لا عليك، هيا سأنتظرك في الأسفل!" قالت ثم قبلتني قبل أن تغادر الغرفة.

دقائق صمت ثقيلة أخرى مرت، كنت أحاول فيها لملمة نفسي، أنا أتذكر أنني كنت في غابة ممتلئة بالمخلوقات السحرية و المرعبة فكيف وصلتُ إلى غرفتي !

حككت مقدمة رأسي في شرود، تحسست جسدي حتى أتأكد من أنني لا أحلم، تذكرت أنني مصابة في يدي اليمنى و كانت تحرقني، رفعت قميصي قليلا عنها و كانت سليمة!

نزلت بعدها للأسفل متخبطة و تائهة، قبل أن أدلف المطبخ سمعت والداي يتهامسان،،

" انها ليست بخير ، لقد أصبحت تصرخ بلا سبب "

" لابد أنها لا تزال خائفة من الحادثة"

" صباح الخير عزيزاي " قطعت تهامسهما لحظة دخولي.

ابتسما في وجههي، لكن نظرة الحيرة لا تزال على محياهما، بدأت في ملاطفتهما و إلقاء النكات، قبل أن أطرح عليهما سؤالي:

" لقد كانت ليلة أمس طويلة، حتى أنني لا أتذكر ما حدث!"

" أجل، لقد عدتي متعبة من دروس السباحة، حتى إنك لم تتناولي طعام العشاء!" قال والدي و هو يضحك.

بادلته الضحك، رغم أن داخلي متناقض، لا أتذكر أية دروس سباحة، أو أي تدريب، كل ما أتذكره مستذئبان يتصارعان و غابة مخيفة ممتلئة بطيور مفترسة!

" أجل لقد كان تدريبا شاقا، حتى إن المدربة جنيفر لم تترك تمرينا إلا و استهلكت في طاقتنا " قلت محاولة في مجاراة الأمور.

رمقني والداي نظرات غريبة لم أستطع تفسيرها، لابد أنني زدت الطين بلة بكلامي هذا ، يبدو أن المدربة جنيفر لم تكن موجودة أصلا!

" جوانا عزيزتي" قال أبي ثم نظر لأمي قبل أن يهز رأسه و يكمل :
" نحن قلقين بشأنك، تبدين متعبة و منهكة، برأي أن توقفي دروسك لفترة، و لا حاجة لأن تساعديني في عملي، نايل و لويس موجودان، حتى تستعيدين طاقتك!"

ابتسمت في رضا، لا حاجة لأن أعقد الامور أكثر ثم قلت "انني أفهمكما حقا، لكن صدقاني أنا بخير، كل ما في الأمر أنني صرخت من التعب، لقد كانت عضلات جسدي منهكة فحسب! "

" نحن لا نقصد صراخك، لقد كنت تتصرفين بغرابة شديدة ليلة أمس! " قالت أمي!

حككت مقدمة رأسي في محاولة لتذكر ما حدث، لكن لا جدوى، لا أذكر شيئا أبدا غير وجه تلك الفتاة الساخرة ناتاشا و هي تطلق أسهمها لقتل تلك الطيور المرعبة! هل يعقل أن يكون كابوسا مخيف!

" و لكنني بخير الآن، انظرا، ها أنا أتحدث معكما و نحن نتناول فطورنا كعائلة لطيفة! " قلتُ جملتي الأخيرة و يبدو أنني نجحت في إسكاتهما، ثم صعدت لغرفتي و بدلت ملابسي استعدادا للعمل اليوم.

فقد كنت اريد أن أفعل أي شيئاً ، ليشغلني عن الحالة التي وصلت اليها!


........................

" لا تصدقي يا جوانا كم قلقتُ عليك، لقد كان قلبي يتفطر حزنا على ما أصابك! " قال لوي و هو يحاول استطناع نظرات ألم و شفق!

" لهذا لم تأتي لزيارتي، كم أنت لطيف عزيزي لويس" قلت و أنا اقلب عينيي في ملل.

ضحك لويس و نايل على ما قلته، ثم تابعا عملهما في نقل بعض الصناديق إلى المخزن.

تجاهلتُ سخافتهما، ثم عدت إلى عملي عندما سمعتُ جرس الباب يعلن عن وصول زبائن جدد!

"من فضلك أحتاج هذا الدواء حالا! "

" طاب يومك، هل يمكنني أن أجد هذا المنتج لديكم؟"

" لدي صداع رهيب،إنني بحاجة إلى أي شيئاً يوقفه!"

تهاتف الزبائن أمامي ما إن فتحت الصيدلية أبوابها، ناديت على نايل و لويس،ليبدأا عملهما في هذه الصيدلية الضخمة!

في نهاية اليوم توجهت للخزنة، حتى أقوم بتسجيل الأدوية التي تنقصنا، و الاتفاق مع شركات التوصيل لجلبها، حملت صناديق و أجريت حسابات، و طبعت ملفات، و كان عملا شاقا لأن لويس و نايل كالعادة منشغلان بتناول الطعام!

"ألم تتناولا طعامكما في استراحة الغداء؟!" قلت و انا احمل صندوقاً ضخماً الى الداخل.

" أجل، و سنتناول مجددا، هل نأكل على حسابك الخاص!" قال نايل و هو يمضغ وجبته في شراسة!

" لا أقصد ذلك عزيزي، يمكنك أن تتناول متى شئت، بالطبع إن لم تكن في عملك!" قلتُ و أنا أحاول رفع الصندوق في حذر !

تعثرت قدمي و أنا أمشي فكاد أن يسقط الصندوق مني، أجزاء من الثانية و إذا بنايل يمسك بي من الخلف مما أعاد توازني سريعا!

" اوه و أخيرا لقد أصبحت نافعا في شيء! " قلت و انا التفت للخلف لمواجهة نايل و إذا بصف أبيض من الأسنان البراقة يبتسم ابتسامة عريضة في وجهي!

انها ناتاشا المجنونة!

صرخت مجددا فسقط الصندوق هذه المرة مني و سمعت صوت تحطم محتوياته، بينما وقفت لوهلة احدق بها ، و هيا لازالت تبتسم!

....................
يتبع!

الذئب الأبيض | White WolfWhere stories live. Discover now