8- تغير في الخطة

5.6K 363 36
                                    

#وجهة نظر زين

تمسك قطعة من الحجر بيدك ثم تلقي بها في الماء ، تتشكل عدة دوائر متتابعة تشكل لوحة مائية حلزونية ثم تتلاشى ببطء أمامك، ولا تعود إلا إذا ألقيت حجراً آخر ، و كذلك هي الحياة بمواقفها الجميلة و السيئة ، إننا في لحظة نملك أغلى ما نتمنى ولا نعتقد أننا سنفقده يوماً ما ، فيدور بنا الوقت ، و حينما يتغير القدر في وقت ما يختفي كل شيءوو كأنه لم يكن يوماً ، ربما قد يعود إن أحسنا التصرف و النظر لذواتنا جيدا ! هكذا دائما أفكر ، و أنظر للواقع المؤلم !

....................

" لقد ربحت مجددا " هتفت لسارة شقيقتي عندما وصلت لخط النهاية

" هذا ليس عدلاً ، أنت اكبر مني سناً و أسرع ، لن أتسابق معك مجددا " قلبت سارة شفتها في ملل ، ثم همت لدخول المنزل

شُقت في الهواء فجأة حلقة من النار أمام وجهها ، فوقعت أرضا و هي تصرخ ، اما أنا وقعت أيضا لكن من شدة الضحك !

" وينزو أيها القزم السخيف !! تعال هنا سأقتلك ! " صرخت سارة في غضب ثم ركضت وراء قزمنا السحري الصغير الذي يحب المزاح و بشكل مفاجئ !

أكملت ضحكي و أنا أراقبهما يتقاذفان كرات سحرية من الماء في مزاح ، أرددت الانضمام إليهما لكنني
شممت رائحة قوية و غريبة داخل المنزل ، كانت تبدو مألوفة ، دلفت البيت سريعا ، ثم اتجهت ناحية غرفة المعيشة حيث الرائحة بدأت تزداد قوة ،حتى لمحت عيناي رجل عاري الصدر و على كتفه شعار قبيلتنا يتحدث مع أبي .

" زين ، لقد جئت من أجلك " قال الرجل ما إن شاهدني أدخل ، وقد تبين أنه بول صديق والدي .

رمقته منزعجا ثم نظرت لوالدي أن يقول شيئا لكنه فضل الصمت و أخيرا قلت " أعلم ماذا تريد "

" لا ، ليس كما تظن ، الأمر مختلف ، لقد أرسلنا أناس من الحماة للمراقبة " قال بسرعة و هو يتفحص ملامح وجهي ثم تقدم نحوي و أكمل " لقد تعرضت تلك الفتاة لحادثة ، أتعلم ؟! " بعدها أمسك يدي ممرا أصابعه القصيرة عليها ثم نظر إلي بتعجب قائلا " أين خاتمك ؟! "

سحبت يدي في انزعاج ثم تكلمت " أعلم أنها تعرضت لحادثة ، لكننا لا نعلم من المسؤول ، ربما قد يكون مجرد لص ، و خاتمي ليس من شأنك أين هو ! "

ابتعد للخلف ثم نظر إلي بصمت، برودة أعصابه تثير الاستفزاز ثم نطق " الأمر بدأ يصبح أكثر خطورة من السابق ، نحن نفكر في إبعاد الفتاة من هنا " ثم نظر لوالدي نظرة حازمة و خرج من النافذة و اختفى في لمح البصر قبل أن يأخذ رأيي أصلا !

الذئب الأبيض | White WolfWhere stories live. Discover now