2- تسلل من جديد

9.3K 511 73
                                    

" إذن أبي .. تعلم إنها عطلة نهاية الأسبوع و الجو جميل ففكرت أن أخرج قليلا مع صديقاتي "

" انسي الأمر فأنت معاقبة ، ثم عليك أن تعدي نفسك فنهاية العام قد اقتربت أو أن تتدربي في الصيدلية " قاطعني والدي ثم تبادل هو و أمي رمي النظرات الحادة إلي !

" لكن أبي ! ألا تظن أنك تبالغ بعقابك هذا ! أرجوك ! أنا لم أخرج منذ فترة طويلة ! " قلت محاولة أن أجعل نبرة صوتي هادئة و بريئة

" جوانا .. لا تجادلي والدك في شيء تعلمين أنك لن تحصلي عليه ! " قالت أمي في اقتضاب

" ما فعلتيه لم يكن صحيحا و انت تعلمين بداخل أعماقك أنك تستحقين العقاب " أكمل أبي

" أجل و إنكم تفعلون ذلك لمصلحتي و تخافون علي ، لقد ادركت ذلك يا أبي .. و لكن أتمنى أنت ان تدرك أنني كبيرة لأتعلم من غلطتي بسرعة ! " قلتها ثم قمت متوجهة نحو غرفتي و الغضب يملأني .

لم أتوقع أن يرفض حقا ! فقد طالت فترة العقاب !

أغلقت باب الغرفة في عنف كإشارة على أنني لن أكلم أحدا ، ثم رميت نفسي على السرير ، من الجيد أنني تناولت طعام العشاء قبل أن أفاتحهم في الموضوع ، و إلا كنت اضطررت للامتناع عن الطعام كمحاولة لإثبات غضبي !

تقلبت على السرير في ملل ، و أنا أعود بذاكرتي لتلك الحادثة قبل شهر نصف ، و التي كانت سببا في منعي من الخروج .

ذلك لأنني فتاة تحب المغامرة ، و المناظر الطبيعية ، كنت أتسلل بعض الأحيان إلى أحد الغابات القريبة من هنا ، عندما أكون منزعجة من أمر ما ، كنت أقرأ تحت ظلال الأشجار ، و أحيانا أتمشى كثيرا لأسلي نفسي و أحظى ببعض الهواء الجيد .

لم يكن والداي يعلمان ، حتى قبل شهر و نصف ، عندما بدأت بعض الإشاعات عن وجود بعض الدببة الكبيرة و الحيوانات المفترسة ، بل و هناك حالات اختفاء أشخاص !

أثار الأمر فضولي حينها ، خاصة كوني لم أشاهد دباُ في تلك الغابة قبلاَ ، فتسللت مجدداً ، و لكني أضعت الطريق ، فبقيت هناك تائهة إلا أن عثروا علي و كنت فاقدة وعيي ، و مصابة بالحمى وقتها .

لذلك أنا ممنوعة من الخروج إلى وقت يعلمه الله فقط ، و لكن من قال إنني لم أذهب للغابة منذ فترة العقاب !

انتظرت حتى خلد والداي للنوم ، من الغريب أنهما لما يصالحني أو ماشابه ، يظنان أنهما على حق ! انتظرت حتى خلدا للنوم ، تناولت معطفي ثم حملت حقيبتي و غادرت المنزل .

كان الجو باردا ، و نسيم الهواء قويُ بعض الشيء إلا أنه منعش ، شددت على المعطف ، ثم تابعت طريقي نحو الغابة !

الذئب الأبيض | White WolfWhere stories live. Discover now