10- الأمرُ كثيرٌ علي !

4.5K 275 16
                                    

صفعت نفسي عدة مرات داخليا ، رغبت في الصراخ ، رغبت في الهرب إلى اللامكان ، كوابيسي أصبحت حقيقة ، هل أنا أصلا أستطيع التمييز بينها و بين الحقيقة !

" جوانا ، عودي للداخل ، سأشرح لكِ كل شيء ! " قالت الفتاة السمراء من خلفي

انتصبت في مكاني كتمثال حجري ، من هول الموقف لم أستطع أن أرمش حتى ، تجاهلتها تماماً ، ورحتُ أشاهد المعركة الحاسمة التي تحدث أمامي !

كان الذئبان يتصارعان في ضراوة ، و مجموعة من الأشخاص يرتدون ملابس قصيرة غريبة يهتفون لهم ، توقف كل ذلك الحماس و المرح كما بدا لهم لا لي عندما شاهدوني !

اختفت أصواتهم التي كانت صاخبة منذ لحظات ، و أما عن نظراتهم اتجهت نحوي ، و تطلعت عيونهم تراقبني ، و كأنني شخص منتظر عودته بعد غياب طويل ، أما عني ، فقد تحجرت أكثر في مكاني ، لا أدري هل أركض أم أصرخ أم ماذا ؟!

حتى خرج من اللامكان رجل ضخم الجثة ، عاري الصدر ، بدا على وجهه البطش و التمرد ، كما انه يشبه أحد أولئك الأبطال الأسطوريين في تلك الروايات الخيالية ، اهتز المكان بصوته الضخم حين قال :

" إلى ماذا تحدقون ؟! ، هيا غادروا الساحة و كل ينصرف إلى شأنه ! "

تفرق الأفراد في سرعة ، و اختفوا بين أشجار الغابة التي يقع في وسطها هذا المنزل القديم ، يمكنني القول بأن ما يحصل يشبه أحد مشاهد القتال في أحد الأفلام الرومانية الأسطورية !

سحبتني تلك الفتاة مجددا للداخل ، أما عن الذئبان وذلك الرجل الغريب اختفوا و كأنهم لم يكونوا !

" جوانا ، جوانا ... إنني أتحدث معك هل أنتِ بخير ؟! " قالت السمراء و هي تلوح لي بيدها لتسرق انتباهي

ابتلعت ريقي في صعوبة ، ثم صفعت نفسي ، أجل ، حتى أستيقظ ، أمسكت الفتاة يدي لإيقافي ثم عادت تقول في ابتسامة واسعة :

" يا جوانا ، لا تفزعي ، كل ما شاهدتيه حقيقة ليس حلم ! ، لكن لا تخافي أنا سأكوني صديقتك .. اسمي ناتاشا "

" هل تقرأين افكاري ؟! كأنك منهم ! هل انتِ كذلك ؟! " نطقتُ في صعوبة !

" لا حاجة لأن نتسرع الآن ، سأخبرك بكل شيء "

" من كان هذا الرجل الضخم في الخارج ، و كيف اختفى هكذا ؟! لماذا الجميع كان ينظر إلي بغرابة ؟! " سألت و أنا أرجف

" أنتِ تحبين الأسئلة ، سأشرح لكِ لاحقاً ، الآن سأذهب لإحضار شيء ما ، انتظريني هنا " قالتها ثم اختفت في لمح البصر !

هرعت مجددا نحو الخارج ، لا أريد معرفة الإجابات ، سأهرب من هنا !

كل ما حصل ، أنساني إصابتي ، التي عادت تؤلمني بينما أنا أركض بين الأشجار ، سأعود للمنزل ، و ساختبئ و سأنسى كل ذلك الجنون !

الذئب الأبيض | White WolfWhere stories live. Discover now