الفصل التاسع عشر

4.2K 88 1
                                    

كانت هناك عيون قلقة تنظر اليها عيون تعتذر تفتح وتغلق فى توتر 
وكاأن رؤيته لها كان ايذانا فى استرجاعه كل المواقف االخاطئة اللتى صدرت منه فى حياته 
قلب متحير ملهوف هاهى حبيبته البعيدة القريبه حب الطفولة والمراهقة والشباب 
لم ينم بالامس 
وانما شغل عقله بالمذاكرة كعادته 
استيقظ باكرا 
قام نشيطا صلى وحضر لنفسه افطارا ومشروبا ساخنة 
الصمت يخيم على المكان لا يقطعه سوى صوت قدميه متحركا 
صوت انفاسه المتلاحقة ....تنهيداته ...اوراقه وهو يرتبها 
جلس ليحتسى مشروبه وامامه كتبه وحاسوبه 
مازال الصمت الموجع يفرض سيطرته على المكان باكمله ولكن حان الوقت لقطع الصمت هذا والسكون 
ذلك الصوت الذى تعود عليه فى صغره كان ايذانا بتحرير الشمس لداخل المنزل 
وتحرير روحه ايضا برؤيتها 
حاول منذ صغره منع نفسه من ذلك ولكنه اخفق 
صوت نشيد الصباح 
قام بتلقائية وكانه يفتح لطارق يومى 
يفتح الباب بهدوء لكى لا يحدث ماحدث امس 
يود فقط ان يطمئن عليها ... يعتذر لها 
......................
كانت فى تلك اللحظة تفتح شرفتها هى الاخرى لم تلحظه 
داعبت عيونها اشعة الشمس اغلقت عينيها وفتحتها لتستوعب نور الشمس 
بينما تغلق عينيها سمعت صوت ادمى ..فتحت عينيها فى ذهول 
من هذا ؟؟؟ ايعرفنى ؟؟ رايته من قبل ؟
صوت يقول السلام عليكم ... صباح الخير 
رفعت راسها وفى خلال جزء من الثانية كانت فى الداخل 
............................
_هى راحت فين دى كمان ....هتجنينى يا حنين حرام عليكى 

دخلت لكى تاتى بامها او محمد وجدت محمد 
محمد وهو يقول مازحا :
_يا صباح الخير ياللى معانا ....وحنين اختى تعبانه حنين بابتسامه متوترة صباح النور يالمض تعالى معايا البلكونه كده 
محمد باستغراب ليه ؟
حنين فى واحد بيقولى السلام عليكم 
سار محمد معها 
كان محمود يهم ان يدخل ولكن منعه من تنفيذ قراره 
رؤيته للثنائى امامه 
نظر محمد لمحمود قليلا 
ثم قال محمووووووود صح انت محمود ؟
محمود مبتسما ايون يا ميدو ازيك عامل ايه ؟؟ 
محمد وحشتنى اوى من زمان مش شوفتك 
محمود وانت اكتر بس عايز اوجه كلامى للانسة ....انا اسف جدا
اقسم بالله مكنتش بعاكس ولا حاجة 
انا بس كنت حابب اعتذر عن اللى حصل انبارح منى 
اقصد يعنى ...... 
بدا متوترا كذلك حاله كلما نظر لوجهها ...ثم اكمل 
انا واقسم بالله ما اقصد انى افزعك ..انا اسف جدا جد جدا اتفتح الشباك جامد 
غصب عنى والله 
حنين ناظرة للارض لموضع ما مفيش حاجة ولا يهم حضرتك 
ثم وجهت حديثها لاخيها ماما بتنادى يامحمد هدخل اشوفها 
نظر لها نظرة مودعة وبداخله امل نابض 
محمد محمود ولا اقول يا ابيه محمود ؟؟محمود مبتسما لا ابيه ايه يا عم محمود بس هههههههههه 
ما تيجى نقعد نتكلم بدل الكلام فى الشارع ده 
محمد مش عايز اعطلك 
محمود تعطلنى ايه انت هتنورنى محدش هنا تعالى 
محمد طيب هفطر وهاجى ان شاء الله 
محمود هستناك 
دخل محمد ليجد حوارا من نوع اخر بين والدته وحنين 
الام ايه اللى قومك من السرير بس 
حنين ياماما انا بقيت كويسه الحمد لله 
الام الحمد لله .. بس لازم ترتاحى
حنين متقلقيش يا بسبس 
الام حنونه ...روحى سريرك ...هجيب لك الفطار 
حنين بلغة عند طفوليه لا لا يا ماما انا هاكل معاكم .....
انا نمت 15 ساعة وانا عليا مذاكرة وهبقى انام لما احس انى نعسانه لو حتى فى نص اليوم 
لم تجد الام حيلة فى اثنائها عن موقفها 
قالت متذكرة اه على فكرة محمد وعمك راحوا جابوا حاجتنا من الشقة وانا رصيت هدومك فى دولابك 
حنين الحمد لله ...شكرا يا مامتى .....انا هدخل اخد دوش بقى وارجع لك 
تركتها حنين 
اكملت تحضير الافطار وهى تقول فى نفسها (الله يرحمك يا يس فعلا لغز كبير ..دماغها ناشفة زيك )
محمد متقلقيش يا امى حنين كويسه ... هساعدك فى عمايل الاكل 
بثينه مبتسمه يادى الهنا اللى انا فيه يا ولاد 
.................................................. ..........
اما عنه فقد رجع الامل يدب على ابواب قلبه بعد رحيله طويلا 
تركه اهله وتخلوا عنه ........فقده 
لكنه الان امامها 
جلس مع نفسه يتذكر 
تلك الفتاة التى احبها منذ طفولته حقا منذ كانت فى الحضانه 
كان يغار عليها ان لعبت مع (الواد مثطفى )كما كان يقول 
ويتشاجر معها ان تكلمت مع ثريف (شريف اواى طفل اخر فى الشارع 
كبرت امام عينيه وكبر هو 
حتى فى مراهقته كانت هى بطله احلامه وامنيته 
حتى اصبحت هدفا يسعى اليه 
لم يكن يعرف فتيات ولكنه تعلق بها هى 
هى فقط من سلبت لبه 
تذكر كم من مرة كان يتتبعها من بعيد حتى يطمئن لعودتها 
تذكر اكثر واكثر 
.................................................. .
فى مكان اخر كان هذا تعبيرهاا 
ياسمينعريس !!! 
الام اه يا حبيبتى ...بصى يا ستى ... اسمه حازم ... وبيشتغل مدرس 
ياسمين هو شافنى فين ؟؟
الام شافك وانتى راجعة من الجامعة اكتر من مرة 
ياسمين :..............
الام يا حبيبتى متقلقيش كده هو هييجى بكرة ان شاء الله تشوفيه ويشوفك 
ياسمين متوترة بكرة !! ربنا يسهل 
تركتها الام ف حيرتها ..... ماشكله ؟؟ ايكون طويلا ام قصيرا ؟؟ خفيف الظل ام لا ؟؟
عصبى ام هادئ ؟؟ متدين ام لا ؟؟ ...... هل سارتاح له ام ابغضه ؟؟
يارب ساعدنى 
.............................................
ناهد يا ناهد قومى ردى عليا 
اطلقت نداء الى الموجودين 
الحقونى بالدكتور ناهد قاطعة النفس 
هرع المتواجدون لياتوا بالطبيب 
جاء مسرعا 
وبعد فترة خرج 
متحدثا الى فريدة الباكية ومن معها 
الحمد لله هى كويسه ...ضغطها انخفض جامد ...واضح انها اتعرضت لضغط عصبى تانى 
..ده العلاج تاخده بانتظام وانا هباشرها 
شكرا يا دكتور 
.................................................. .........
اجتمعا على مائدة الطعام لاجل الافطار 
لم يخل الامر من مشاغبات محمد لحنين 
ولكن قصا عليها ما حدث فى الصباح 
بثينه يااااااه والله زمان يا محمود وحشنى هو و مامته هبقى اسلم عليها 
محمد ممكن اروح له بعد الفطار ؟؟
بثينه ماشى يا حبيبى 
نظرت الام الى حنين 
انتى لسه زعلانه منه ؟؟ الولد اعتذر اهوه 
حنين نظرت اليها :
لا ابدا هزعل ليه 
بثينه وهى تتذكر محمود وهو صغير :
فاكرة ؟؟؟ههههههه لما جابك من شعرك وانتى فى اولى ابتدائى وهى كان فى سنه رابعة باين او تالته مش فاكرة 
وقام جايبك لحد هنا من شعرك 
وبيقول لى يا طنط خلى حنين تلم نفسها وتبطل لعب مع الولاد 
قلت له ليه يا محمود 
قال لى انا مش عايزها تلعب مع الولاد وخصوصا الواد شريف ده 
قلت له ماشى بس ليه 
قال لى عشان هما وحشين .. انا لما اكبر هتجوزها انا .... وهلعبها بلعب كتير 

عشان متزعلش 
ولقاكى بتعيطى 
جه لعندك وقعد يطبطب عليك هههههه ويقول لك 
متزعليش يا حنين ...بس هو بيقولك يا حبيبتى ...... انت مش حبيبه حد غيرى فاهمة ههههههههه
هنا ضحك محمد وضحكت حنين ووجهها احمر بشده خجلا 
لم تكمل الام رد حنين عليه لكى لا تستدعى الاما اخرى 
محمد مراوغا وااااااااااو الحب ولع فى الدرة 
حنين بس يا ولا انت وكل وانت ساكت 
اكملوا طعامهم 
ودخلت حنين لتبدا مذاكرتها 
وتاهب محمد للذهاب لمحمود 
وبالفعل خرج 
...................
سمع محمود جرس الباب فجرى ليفتح .... وجده محمد احتضنه ورحب به 

فى تلك الاثناء كانت تبدا فى المذاكرة 
ولكن 
فجأة

صرخة حنينى إليك. للكاتبة : أميرة القلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن