38

498 80 60
                                    


- تقول بعد أربع سنوات معه:

كان في كل مرة يراني فيها ينسي معي شيئاً يخصه.. لم أري أحمقاً كثير النسيان مثله أبداً..

- يقول بعد أربع سنوات معها:

كنت في كل مرة أراها أتناسي معها شيئاً يخصني  ولاعتي.. علبة سجائري.. نظارتي الشمسية

كنت أطلب منها بكل وداعه أن تحتفظ لي به فحقيبتها حتي ينتهي لقاءنا.. ثم أذهب مسرعاً في نهاية لقاءنا دون أن أسترده..



كنت أحتفظ بورقة رابحة معها دائماً دون أن تدري..

وما أن تشاجرنا.. حتي طالبتها بلقاء سريع بالغ الأهمية..

لأخذ ما نسيته معها.. ثم أذهب لأسترده..

أصالحها.. وأنساه مجدداً.

--

اليومُ الثاني بعد ذهابكِ من هذا العالم ،

ليس بالشيء الكبير، لم يحدث شيءٌ مهم عدا إنّي فقدتُ رغبتي في الحديث وفي الحياه، أمشي بتثاقلٍ

وأترنحُ هُنا وهُناك، الجميعُ يظنُ أن الأمر مجرد مزحه

نعم إنها مُزحةٌ ، حياتنا دومًا عبارةٌ عن مزحة

ٍ لا تُفهم إلا إذا حلقنا بأجنِحتنا المتصدعه إلى السماء،

كنتُ أعمل بجدٍ دومًا، لكن أفضلُ شيء أقدمهُ ليس كافيًا، ولن يكون كافيًا.

بعدما كنتُ متعبًا، جسدي مُهشم وروحي تصرخُ أيضًا، شعرتُ بنسمةِ هواءٍ غريبه،

لقد كانت هالةُ ذلك اليوم مُسالمةً بحق، شعرتُ بشيءٍ ما في صدري.

إبتسامة صغيره إرتسمت على وجهي "يبدو أنها إرتاحت أخيرًا" ، لقد كنت أُقنع نفسي دومًا،

بأنكِ الآن في مكانٍ أفضل، لم تكن الأرض مكانًا مناسبًا للملائكةِ ابدًا،

إنها تلوثهم وترميهم للجحيم مُتسخين، تكسر أجنحتهم لتبدلها بأسواطٍ تشتعل نارًا، لكنك إعترضت وحلقت بأجنحتك الكبيره بعيدًا عنّا.

جلستُ وأنا أنظرُ إلى كَل شيء، لكنني لا أرى شيئًا، لا أستطيعُ أن اسمع شيئًا سوى صوتكِ الذي يخترقُ قلبي، كان الجو باردًا بالفعل.

وأنتي تعلمين بأنّي شخصٌ مهمل لن يتعب نفسهُ بِإرتداءٍ سُترةٍ صوفيه، بدأتُ أسمع صوت صرير أسناني ،

أرى الناس يذهبون هنا وهناك وأتمنى لو كُنتي أنتي بينهم.

شعرتُ بذلك الشعور مجددًا ، وكأن كل شيءٍ جامد قد دبت فيهِ الحياه، شعرتُ بدفئٍ عميقٍ يتسللُ إلى جسدي

هل كُنتي تحتضنيني؟

لقد إعتقدتُ إنني قد جُننت !

، لكن.. حسنًا.. القطةُ التي كانت بجانبي كانت مُسالمةً جدًا ، نظرت إلينا طويلًا

وكأنكِ كنتي بجانبي طوال الوقت ،إيماني بأن الارواح تحتضن بعضها، لم يكن مجرد خرافه،

يبدو بأنها حقيقةٌ مُثيرةٌ للإهتمام.

تكلمتُ طويلًا معكِ ، لم يكن حديثنا عباره عن كلمات لأنكِ وبكل تأكيد تعرفين مهاراتي السخيفه في الحوار.

لقد كنتُ أنظرُ إلى الفراغ، الذي قد جزمتُ إنهُ وجهكِ الباسم

الجميعُ يظنني مجنونًا لأنّي حدقتُ في الفراغ طويلًا وخضنا الكثير من الأحاديث،

يا لهم مِن مساكين، لم يعلموا أنك موجودٌ هنا،

لأجلي فقط، وإنكِ وهبتيني هبةً عظيمه ، سمحت لي برؤيتكِ وتوديعكِ بشكل لائق قليلًا ، أُحبكِ ،

سأظل انتظرك دومًا هناك.

وأعرف انكِ لن تقرأي تلك الرساله  .. ، لأنني لن أستطيع أن اقول كل هذا الكلام في وجهك ابدًا.

لاني لا اعرف هل يستطيع الموتى سماع هذا الكلام انها مجرد خدعة من خدع الحياة .

يوميات ملحد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن