33

608 95 42
                                    

‏" أرسم رجلاً وحيداً مثلي على الحائط ،

ثمّ أخاف أن أشعر بالوحدة مثله

فأرسم بجانبه فراشة ،

ثمّ أخاف أن تطير .. "

صباح الخـير

لا أحد يُجيد إصابة الخطأ كما أفعل أنا ، أمارس الأمر كقناص محترف.. أدخل أمرا ً، أخرج منه

، أعود ثانية أدخل، أتدحرج، أهوي إلى قاعٍ لزج، ثم أُعاود الخروج،

ومن ثم أرجع أدخل أغوص أكثر في وحل له رائحة كريهة، تلتصق بي حشرات مزعجة،

أنتفض وأهرع للخروج، ولكنّ بجاحتي لا تنتهي عند هذا الحد، لا تزال لدي الجرأة لأدخل ثانيةً،

فأفعل.. هذه المرة وجدتُ المكان قد تحوّل إلى قلعة من بيوت العنكبوت،

خرجت من هناك ببطء، حتى صار مظهري كمَن يخرج من مقبرة،

راجعت أمري، فقررت مجدداً الدخول، بالطبع فعلت، ولكن لمجرّد ما تقدمت خطوة دهستني شاحنة كبيرة

فهرعتُ أركض أجمع أشلائي وأخرج، هل هذه المرة الأخيرة؟ هل هذه هي النهاية؟

كفى.. كفى! ولكنني أُصمت كل تلك الأصوات وأعودُ أدخل مجدداً مجدداً

، كنت أشد حذراً هذه المرة، ولكن لا شيء هنا! أرضٌ مستوية جافّة جافّة جداً،

وأشعر بأطرافي تجفّ هي الأخرى، أعود أدراجي؟ ولكن الباب لا أثر له وهذه اليابسة تأكلني..

لقد كانت المرة التي أقتطعت بها تذكرة الذهاب فقط،

وأنا هنا أقف بكامل جفافي أبحث عن العثور، لذة العثور ما أعنيه، وليس ما أعثر عليه،

أريد أن أنال لذة العثور على طريق العودة فقط.

يوميات ملحد Where stories live. Discover now