الجزء الثامن والعشرون

1.1K 79 121
                                    

في منتصف الليل استيقظ كارلوس ويشعر بشعور غريب أربكه... ما لبث أن لاحظ أن باب غرفته مفتوح نصفه وضوء الممر اخترق عتمة الغرفة... جلس لينتبه أن والده واقف لدى الباب يحدق به بصمت

أخذ كارلوس نظرة في أنحاء الغرفة وهو يبحث عن أي شيء خاطئ... نظر لوالده والغرابة تملأه فوجوده بهذه الطريقة واقفا لدى الباب يحدق به بطريقة مريبة... لم يستطع الشعور بالراحة البتة!

سأل كارلوس بتعجب

- هل هناك خطب ما؟

ابتسم سيباستيان ابتسامة طفيفة وأجاب بهدوء

- عندما كان كل شيء بخير... اعتدت كل ليلة ان أفتح هذا الباب لأطمئن عليكما أثناء نومكما وأغلق الباب بهدوء حتى لا أصدر ضجة وكنت أفعل المثل مع أختكما

لم يكن لدى كارلوس ما يقوله... يبدو أن عليه الاستماع فقط لحديث والده البائس... اغرورقت عينا سيباستيان بالدموع ومن ثم تابع حديثه بنبرة مرتعشة

- بعد ذاك اليوم أصبحت أتفقد الغرف كل يوم... وطوال أربعة عشر عاما... كنت أفتح باب هذه الغرفة في منتصف الليل لعلي أجدكما نائمين كما كنتما وأن كل شيء قد عاد كما كان ولكن الغرف كانت فارغة... دوما كانت فارغة... واليوم أنت هنا... هل كل شيء سيعود بخير؟

خرج صوت يائس من سيباستيان مع سؤاله الأخير... تردد كارلوس وشعر بقليل من الشفقة ولكن سرعان ما زالت عندما تذكر ما فعله بهم

أجاب كارلوس بصوت جاف وهو يشيح بنظره بعيدا عن والده

- لن يعود شيء كما كان

شعر العجوز سيباستيان وكأن سهما اخترق صدره من إجابة ابنه الحارقة... أخفض رأسه مذلولا واستطرد

- أعتذر على ازعاجك... نوما هنيئا

وغادر بعدما أغلق الباب بهدوء تام... استلقى كارلوس مجددا على وسادته وهو يفكر... شعر بالندم لقدومه لهذا المنزل فقد كان بإمكانه الاقامة في فندق وانتهى الموضوع

عندها لن يكون بحاجة لأن يواجه والده الغامض السيء... والده الذي افتقده وبالرغم من احتياجه له إلا انه يمقته ويكرهه... كان بإمكانهم أن يهربوا جميعا... أن يختبئوا بعيدا... أن يختفوا من على وجه هذه الكرة الارضية بطريقة ما... كان بإمكانهم فعل الكثير والبقاء معا أحياء هم الخمسة

كانت هناك آلاف الطرق التي تحول بين والدته وتلك الرصاصة... ولكن والده لم يقم بأي منها... استسلم باكرا وكان سببا رئيسيا في مقتلها... لقد كان جبانا للغاية

شعر كارلوس بالغضب يتملكه... سيتابع عيشه في هذا المنزل حتى يزيد من شعور الذنب وتأنيب الضمير لدى والده... هذا إن كان يملك واحدا!

أربعة عشر عاما مرت ولم يكلف نفسه بالسؤال عن أطفاله الذين تخلى عنهم... أربعة عشر عاما ولم يتعب نفسه بإرسال رسالة حتى... أربعة عشر عاما وقد تجاهل تواجد أبناء له ولم يفكر بهم البتة!

إمبراطورية الكوكائين | The Empire Of Cocaine حيث تعيش القصص. اكتشف الآن