٢٢؛ أنتَ ليّ أو فلتَموتْ.

ابدأ من البداية
                                    

نحن ننزف دون شعور، وقلوبنا تموت ببطء. أدمغتنا تحذر بصوت خافت. لكن سطوة الحب مرعبة وعشقها لهذا الرجل أنبت في قلبها زهورًا استحالت لأشواك تلسعه هو قبل أن تؤلمها.
بعض الأشخاص تنحدر حظوظهم لسفح البؤس. استثناهم الله ربما حينما وزع الحظ فحتى الحفنات لم يحصلوا عليها.

ظنت دومًا أنها أكثر شخص بائس على وجه الأرض؛ ولدت مختلفة بدون أبوين وكرهها الجميع من دون سبب. عانت بشدة، لكنها ومنذ التقته، شعرت أنه الأكثر تألمًا في العالم. أعينه، بها موتٌ رهيب.
لم يسبق لها أن رأت أعين بتلك الشاكلة. لم يسبق لها وأن استمعت مسبقًا لبكاء قلب إلا أن قلبه صباحًا و مساءً يبكي. أحيانًا.. تكون أنفاسه نفسها على فراش الموت تنازع!

لكن يمكنها القول أنه أمس كان سعيدًا حقًا وكان يبتسم بصدق. يمكنها الشعور بشفتيه حتى الآن. يمكنها استشعار دفء ضمته! هو رجل خُلِق لكي تحبه ولكي تفقد صوابها به ولكي يكون لها، ملكها وحدها.

أرجعت خصلات شعرها للوراء بيدها ثم أزاحت الغطاء وهبطت عن الفراش. استدعت إحدى الخادمات لتساعدها في ارتداء ثوبها الملكي وتصفيف شعرها؛
عليها أن تنتهي بسرعة كي تخرج للبحث عنه فابتعاده عن محيط أنظارها للحظات يجعلها ترى العالم كله فارغًا. فقدان شخص واحد يجعلنا ندرك كم أن الحياة موحشة وكم أن الدنيا فارغة وأنه وحده من يعني لنا كل شيء!

•••

- أتمزحون معي الآن؟
صرخت ملء فمها وهي تشير نحوهم بأصابع الاتهام. كل عضلة في جسدها ترتعش ودون أن تشعر لسعت الدموع عينيها وأكملت إخراج أحرفها من بين اصطكاك أسنانها :
- فكوا قيدهُ حالًا!

قاعة العرش الآن احتوت أجسادهم في عناق واحد مملوء بالبرودة وأمّا سابقًا فقد كان اجتماعهم في تلك الغرفة محببًا لنفوسهم.
الآن وهم يشهدون بأم أعينهم الأصفاد تزين معصمي بيكهيون كالأساور كرهوا الغرفة وما يتعلق بها.
الجميع هنا بمن فيهم الملكة غير راضٍ عما سيحدث بعد قليل، إلا أنهم لا يملكون أي شيء ليفعلوه. ما باليد حيلة سوى الانثناء طواعية؛ هي رغبته في النهاية بتلقي العقاب لما حدث للأميرة!

ما الذي حدث للأميرة في البعد الآخر ليسبب له كل هذا الموت، ليسبب وقوعه في الخطيئة، ليكون سببًا في إبعاده لها؟

لا أحد يعرف غير هؤلاء الشبان والملكة وانقضى الأمر بأن الأميرة لن تعرف أبدًا! في النهاية هو حذف من ذاكرتها كل ما يتعلق بهذا الأمر ولا ينوي إرجاعه. سيعاقب لأنه - من رأيه - يستحق هذا. سيعاقب أمام الأمة ليكون، برأيه وبرغبته، عبرة لكل من تسول له نفسه أذية الأميرة وإفساد المملكة!

لكن إيرين الواقفة بحنق يرتفع صدرها لشدة ما امتلأت رئتيها بالهواء ثم يهبط بقوة كبندول ساعة يصطدم بعظامها مصدرًا ضجة، لم يعجبها ما تراه الآن. مازلت لم تفهم لمَ سيعاقب، وهو بالذات!

بِيكَاسّو || A war of bloodحيث تعيش القصص. اكتشف الآن