٤؛ فِقدانُ الفَردوسْ.

6.1K 625 470
                                    


2017 م

مخملية حمراء، تمامًا كلون عينيها، حمرة خديها وشفتيها المكتنزتين، كل ما فيها شهي يرغب بتذوقه حدّ الهوس، يرغب بأن يلتحما معًا ليكونا شيئًا واحد ولا يهمه على الإطلاق ماهية هذا الشيء.

- هل تبحث عن الجوهرة التي ستفقدكَ الفردوس؟

لقد وجدتها، بيون بيكهيون.

القطعة المخملية الحمراء تنسدل بين أنامله الرقيقة بهدوء لا يشوبه سوى تعرجاتها الخفيفة كتموج خصر أنثى حسناء، كان هذا التشبيه هو السبب الوحيد لخطورها على باله في هذا الوقت بالذات، هي فعلًا ألماسته الفريدة، ولكن

هو الذي سيفقدها الفردوس.

الغرفة تضج بالعتمة، خيوط نور ضعيفة تنأى عن القيام بدور كبير متكبدة العناء لذلك فضلت إنارة المكان على نحوٍ خافت لكي يرى -فقط - موطئ قدمه، رغم أنه على الأرجح لا يحتاج لهذا الضوء المتخاذل.

رفع كفيه بخفة، وقام بربط القطعة القماشية الحمراء حول عينيه ثم هبط أرضًا ليجلس بسكون مريب، يضع كفيه فوق فخذيه وظهره مستقيم. ابتلع لعابه بشيء من الصعوبة ثم زفر أنفاسًا خفيفة للغاية قبل أن يتمتم :
- الآن!

صدره العاري والذي يضم في وسطه ندبة عرضية تشبه الوشم، بدأ ينقبض بشكلٍ مروع وكأن عظامه تنثني على بعضها.

ابتلع لعابه مجددًا وتجلّد أكثر، ثم وأخيرًا بدأ الوشم في صدره يلمع بضوء خافت، أخذت شدته تزداد ببطء حتى تلون كاملًا بلون السماء النقية ثم أضاء بقوة.

زاد الانقباض في صدره، وعظامه تتلاحم وتضغط بعضها البعض بشكل مروع حتى تلك اللحظة التي وأخيرًا استطاع بها أن يعبر بدماغه لما يريد.

خلف الربطة القماشية، أسفل جفونه المغلقة عوضًا عن رؤية الظلام، بدأ لون أبيض باهت يظهر، ومعه شخبت حبات العرق من منابت شعره لتفر هاربة إلى جبينه.

ثنى أطراف أصابعه الساكنة فوق فخذيه وصك أسنانه سوية؛ إذ أن الألم بدأ يتسلل لجسده كالوباء القاتل.

الرؤية المشوشة وسط اللون الأبيض لم تمكنه في البداية من التعرف على أي شيء لكنه انتفض بخفة لدى صدمته بهذا المنظر.

وجوه كثيرة غير واضحة، اللون الأبيض الذي يُغرق المشهد يمنعه من الرؤية بطريقة جيدة، لكنه رأى .. جسده.

مسطح على الأرض، رأسه ساكن فوق فخذيها تتلمس وجنته بأصابع مرتعشة، آهة متحشرجة أفلتتها حنجرتها لتفر هاربة من بين شفتيها، ثم فرت دمعاتها الساخنة لتلطم خده.

بِيكَاسّو || A war of bloodحيث تعيش القصص. اكتشف الآن