٢١؛ رَقصةٌ في جَوفِ اللّيل.

Start from the beginning
                                    

- بيكهيون، عدم تذكرك لهذا اليوم لا يشعرني بالاطمئنان!

- دعينا من هذا الآن.
سكت لحظة ثم أكمل :
- الفروسية، الرماية وإدارة المملكة تلك أشياء أمرت الملكة بتعليمكِ إياها!

- نعم أخبرتني.
تنهدت وأكملت :
- أنا بالفعل لا أعرف أي شيء عن المملكة أو المحاربين!!

- ليس هناك الكثير بشأنهم. كان الملك هيون شيك قائد الجيش وكنت مساعدهُ ولذلك كان الجيش تحت إمرتي أيضًا لكنه الآن لسيهون و..

قاطعته :
- لمَ ليس لوهان؟

- لوهان أكثرنا حكمة لذلك هو يشرف على أمور المملكة برفقة مولاتي. أيضًا لا أحد منّا يستطيع أخذ أية قرار بدون الرجوع له. ديو يحرس غرفة البلورات؛ فكما تعلمين تتوقف عليها حياتنا وحياتكِ كذلك.
تشانيول مكلف بحماية القصر كاملًا ولاي يحرس بوابات المملكة برفقة جنوده.

- عندما عدت، لمَ لمْ تعد كقائد للجيش؟

ابتلع لعابه بصعوبة ثم زفر بخفة وهو يتحسس معصمه بأصابع يده الأخرى :
- بمرور السنين، تلتهم تلك الحروق قوتي. لا أعتقد أنني أصلح لتلك المهمة الآن. الأحق بها بالفعل سيهون، أنا أحرس القصر برفقة تشانيول في الوقت الحالي!

احتضنت معصمه بين كفيها وهي تعض شفتها بقسوة حتى كادت تجرح نفسها لولا أنها حررتها أخيرًا لتقول بأسى :
- يجب على تلك الحروق أن تتوقف حقًا!

- لوهان هيونغ مازال يحاول تطوير تلك النيران الزرقاء لما لها من قدرة علاجية، ربما ينجح أخيرًا ذات مرة!

- أنت أعظم مفارقة صادفتها بيكهيون. أحيانًا تكون صامدًا بشكل مبهر وأحيانًا أخرى أرى احتضارك في عينيك ويخيل لي سماع روحك تستنجد!
أنت واثق وثابت، بارد بعض الشيء لكننا وحينما نكون سويةً أشعر أنك مشوش ولا تعرف ما تريده ومتردد بشأننا.
ابتسمت بألم وأكملت.
- أنت دائمًا صامت وأحيانًا تدفعني عنك بقوة ويذهلني حقًا كم أن قلبي واثق بحبك لي!

- هذا كله؟

تساءل بابتسامة ضئيلة فتنهدت ووقفت على قدميها أخيرًا :
- بل وأكثر مما تظن حتى.

التفت تمنحه ظهرها وهي تمرر نظرها ما بين نجمة وأخرى في قبة السماء. فأرجع هو رأسه ليستند بها للشجرة. بلل شفتيه بطرف لسانه ولعقهن قبل أن يردف بصوت أشبه ما يكون بأوركيسترا الأوديسا الملحمية :
- أنا فعلًا أحبكِ، رين!

أسدلت جفنيها ولم تتحرك قيد أنملة. شهق قلبها في عوالم أخرى وليست مجرد حدود دول! ليست المرة الأولى التي تستمع بها لهذه الكلمة لكن على الأرجح أنه بكل مرة سينطقها سيعتنق قلبها ملّةً جديدة.

أطرافها كانت ترتعش بالفعل وأتى عيدها بلذة اللقاء. على نغم الأحرف رقصت حواسها ومارست الحب بلهفةٍ فوق فراش نظراته وهي تستند لصدر أحرف كلمته المفعمة بالرجولة. وبتهويدته المميزة التي نسجها من أربعة أحرف هن الأعظم بين الأبجدية، جفف عنها ندى العرق بعد ليلتهما الحميمية التي لم تحدث بعد!

بِيكَاسّو || A war of bloodWhere stories live. Discover now