O N E

6.3K 273 121
                                    

أُمسك جسدي بيديّ أشعر أن روحي ترتجف من شدة البرد ، أفرك يديَّ ببعضها علَّهما تتدفأن قليلاً ، إنهُ الشتاءُ القارس ، حاولتُ إشعال النار ولكن ذرات الثلج تطفئه في كل مرة ، ابتعدتُ كثيراً عن الميتم ، أظن أنني بأمان
منهم ، إنهم يلاحقونني ولا اعرف السبب ! .

أطرافي بدأتْ تتجمد بالفعل ، هل ستنطفئ شعلة الحياة في قلبي ؟ ، هل هذه هي النهاية؟ . أغمضتُ عينيَّ مستسلمة للأمر أنتظر أن أرى النور و ألحق به ، قبل أن يوقظني ذلك الصوت :

- أجاثا .

فتحتُ عينيَّ بصعوبة لأرى رجل في الأربعين من عمره ، هززتُ رأسي بعناء فأنا لا أستطيع التحرك، مد يده إليّ ، لم استطع أن أرفض مساعدته رغم أني لا أعرفه ، و ربما لم تكن مساعدة ، لا أعلم ولكن أي شيء يبعدني عن الموت سيكون قراراً حكيماً. 

 وضع معطفهُ على جسدي النحيل فتشبثتُ به كطوق النجاة ، لم أشعر بهذا الدفء منذ مدة.

وها أنا الآن أسير خلف رجل لا أعرف عنه شيء سوى أنه يعرف اسمي وأعطاني معطفه، أنا شاكرةٌ له ولكن:

- سيدي إلى أين نذهب ؟.

- سنصلُ قريباً لا تخافي .

قال بابتسامة عطوف ، طأطأتُ رأسي وعدتُ أسير خلفه من دون سؤال أو معرفة إلى أين أجر نفسي ، وصلنا إلى مبنى غريب الشكل لم أُلاحظ أنه موجود في شوارع بيرمينغهام من قبل، دخل و دخلتُ خلفه، يبدو أن هذا مقهى عادي للوهلة الأولى ، توجهتْ الأنظار إلى الرجل الذي أسير معه، عيون تتهافت إليه في صمت هل هو مشهور يا ترى ؟ ، بدأَ الجميع يصافحه و يناديه بـ(السيد بوتر ).

تقدم و تقدمت بعده الى إحدى الطاولات القريبة ، أزاح الكرسي ثم قال :

- اجاثا تفضلي بالجلوس.

جلستُ على الكرسي المقابل له أنظر إليه وأنا أنتظر منه جواباً ، ولكن فضولي لا يعرف الصبر، قلت بتوتر :

- سيد بوتر...كيف عرفتَ اسمي ؟.

مدّ السيد بوتر قبضته فوق الطاولة لترتكز أمامي ، ثم فتح يده ببطء فرأيت زهرة تنبت على باطن يده ، نظرتُ إلى وجهه في ذهول، تجمع الدموع في عيني وشعرت لأول مرة أنني أبكي فرحاً! ، قلت بصوت يملئه النشيج:

- لقد ظننتُ أني وحيدة ... أني مسخ .

- أنتِ لستِ كذلك لقد ظل الكثير منا يبحث عنكِ ولكنهم لم يستطيعوا إيجادكِ .

قال بهدوء لكنني لمْ أفهم لِمَ كان هناك الكثير ممن يبحثون عني ؟، هل هو أحد الأشخاص الذين يتبعونني، قلت وقد تجهم وجهي :

- لقد رُميتُ من الميتم حين أتممتُ العاشرة ، لقد كانوا يخافون مني ، كانوا يظنون أن شيطاناً يتلبسني ، وحين أمسيتُ في الشارع لمْ يتقبلني أحد ، هربتُ كثيراً لأن هناك دائماً أُناس يحاولون ألحاق الضرر بي ، هل أنت منهم ؟.

- كيف كانوا أولئك الذين يريدون ألحاق الضرر بك ؟ .

كانت علامات الاستغراب ظاهرة على وجهة ، كما أنه لا يبدو من أولئك الذين كانوا يلحقون بي ، لكنني أشحتُ النظر عنه فأنا لستُ مرغمة على الجواب ، هو لمْ يخبرني شيء عن نفسه أو لِمَ أتى بي إلى هنا، رأى عدم تقبلي للحديث معه أكثر ، و أومأ برأسه ثم قال :

- أُدعى هاري بوتر، و قد أتيتُ بكِ إلى هنا لأنه كان من المفترض أن تكوني في هوجورتس منذ عامكِ الحادي عشر .

- ماهي هوجورتس ؟.

- هوجورتس هي مدرسة لتعلم السحر، لا يمكن لفتاة مثلك أن تبقى دون تعليم طيلة هذه المدة.

هناك ألف سؤال يدور في رأسي، ولكنّه لم يسمح لي ، لقد توجه للمدخنة ، مما جعلني أشك في قدراته العقلية حين قال:

- أنظري الى هذا الرجل .

كان هناك رجل يمشي أمامنا ، و قد أخذ حفنة من شيء ما بداخل وعاء ؛ أظن أنه بودرة أو رمال ، و قال بعد أن دخل الى داخل المدخنة :

- حارة دايجون .

ورمى بتلك الحفنة فالتهمته نيران خضراء اللون و أختفى! ، صرختُ بخوف:

- لا!.

فالتفتْ إليّ جميع من في المقهى على وجوههم نظرات أستنكار ، و لكن هل فعلتُ شيء خاطئً ؟ لقد أحترق رجل أمامنا الآن ولم يبقى منه شيء !، نظرت الى السيد بوتر و كأنه كان يحاول أن يكتم ضحكته ! ، ثم قال :

- لا تخافي إنها طريقة للانتقال من مكان إلى آخر، لقد كنتُ خائفاً أيضاً في مرتي الأولى ، سنذهب إلى مكان ما و أنا أعلم أنه سيعجبكِ كما أعجبني ، عندما تأخذي هذه الحفنة من البودرة أدخلي إلى داخل المدخنة و قولي بصوتٍ واضح " حارة دايجون" و سوف نصل الى سوق السحرة.

نظرتُ إليه وكادت عيناي تسقط من مقلتي فأنا لم أستوعب بعد ما قاله لي ، لكن هل يظن أني غبية لأجر رجلي إلى النار!، لن أفعل ذلك! ، و أظن أنه فهم ما يدور في رأسي فزم شفتيه و تقدم قائلاً:

- حسناً إذاً، سأذهب أولاً، ثم قرري إن كنتِ تريدينَ إتباعي أو أن تبقي هنا وحيدة .

نظرتُ إليه يذهب أمامي أَخذَ حفنة من الوعاء ثم توجه إلى داخل المدخنة وقال :

- حارة دايجون.

و رمى الحفنة التي بيده لتشتعل النار الخضراء وتهمته فاختفى أيضاً ! ، و بدأتْ الأسئلة تحوم في رأسي هل أفعلها ؟! ، لا لا أستطيع ! ، إنني خائفة ربما يريدون قتلي ، لربما النار هذه مجرد تمثيل لكن النار الحقيقة ستشتعل عندما أدخل الى المدخنة ! ، لالا تشجعي يا أجاثا ، كما أن السيد بوتر يبدو صادقاً.

أخذتُ حفنة من الوعاء ودخلتُ المدخنة بقدمين مرتجفتان من شدة الخوف ! ، سأفعلها ! قلت مشجعة لنفسي ، ثم دار السؤال مجدداً هل سأجعل اللهيب الأخضر يلتهمُ جسدي ! ، لكنّي لا أريد ان أعودَ وحيدة ، فصرخت لأسكت الصراع في عقلي :

- حارة دايجون.

-

E N D

 (تعديل)AGATHA AND THE UNKNOWN DARKNESSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن