١٧؛ في غَيّاهِب السِجن.

ابدأ من البداية
                                    

دفنت رأسها بين قدميها واهتز جسدها دليلًا على عودتها للبكاء. هذا الرجل. كلا! هذا الوطن مزّق روحها بنصل الحرمان،.لم تطلب الكثير أرادت فقط أنفاسه وشيئًا منه!

وفي الطريق نحو الزنزانة الصغيرة، سار بيكهيون مطأطئ الرأس لا يرى سوى الظلام. وسواء أكان معصوب الأعين أم لا فالأمران مستويان. هو لم يحصل إلا على الظلام و الظلم!
لمحه سيهون من بعيد فاتسعت أعينه بصدمة مطلقًا شهقة خفيفة قبل أن يركض نحوهم فورًا صارخًا :
- هيونغ!

وقف أمام الحارس وأشهر سيفه ليثبته عند عنقه.

- أجننت؟ ما الذي تفعله؟

برزت أنيابه، فصكهم ببعض وهو يرمق الحارس بأعين حمراء قانية. وحقًا كاد قلب الرجل أن يتوقف عن الخفق في تلك اللحظة لكن بيكهيون تحرك ببطء ليواجه سيهون معتمدًا على مصدر قدوم الصوت :
- لا تصب جام غضبك عليه؛ فلا ذنب له. إنه أمر الأميرة!

اتسعت أعينه أكثر وتراجع بضع خطواتٍ للوراء، كذلك لم يقوَ ذراعه على الارتفاع أكثر فهبط مهتزًا بجوار خصره واحتك نصل السيف بالأرضية مصدرًا ذلك الصوت الذي تسبب في سير قشعريرة بجسد بيكهيون، اتخذها ذريعة ليهتز بخفة. وحقًا لم يكن بفعل الصوت، كانت الاهتزازة لشدة الوجع. لشَّدّ ما يؤلم جرح الكبرياء!

- الأميرة أمرت بهذا؟

أومأ وحسب؛ فصوته كان أعجز من الخروج حاملًا ثقل تلك الأحرف. تحرك بخفة ليخطو مبتعدًا وتبعه الحارس فورًا. ابتلع سيهون لعابه ووجه نظره للوهان الذي أتى يجر قدميه بصعوبة ومن خلفه تشانيول.

- نعم الأميرة!

قال تشانيول مرفقًا كلماته بعضة خفيفة لشفته السفلية وطأطأ رأسه. فرمش سيهون عدة مرات قبل أن يحدق في لوهان معربًا بأحرف مرتعشة :
- الأميرة أمرت بحبسه؟

ارتعش بؤبؤ عينيه وأشار على الطريق الذي غادر منها بيكاسو صارخًا.

- الأميرة أقدمت على إذلاله بتلك الطريقة؟

- اهدأ سيهون يآه!

أمرهُ لوهان بحدة مكملًا.
- نحن لا نعرف ما الذي حدث.

ضيق عينه وهو يحرك جسده في نصف دائرة مهتزة، كذلك رفع نظره للسقف ثم عاد ينظر له بحدة أكبر صائحًا :
- كيف لك أن تكون بهذا الهدوء؟ هذا المشهد. هذا المشهد لبيكهيون هيونغ فظيع! مهما ارتكب من كوارث لا يمكن أن يحدث له هذا! لا يمكن أن يجر للسجن بتلك الطريقة. بالتأكيد الأميرة فقدت عقلها لتأمر بشيء كهذا!

بِيكَاسّو || A war of bloodحيث تعيش القصص. اكتشف الآن