-أيلٌ صغير

Start bij het begin
                                    

ثبتت عيناي أكثر، لأجد ذيل سمكة ثم ظهر لي وجه لوتبري بشعرٍ أسود قاتم للغاية. سبحت بسرعةٍ غير طبيعية ناحيتنا، و بغمضة عين كانت قد خطفت ليام من جانبي ثم صعدت. رفعت رأسي و لحقت بهما. فور خروجي من الماء بالكاد تنفست، بل هرعت للضفة و وقفت. كانت قد وضعته على الحافة و جلست بجانبه، في حين ذيلها الأبيض لازال على طبيعته.

أزاحت عنه قميصه ثم وضعت كلتا يداها على جهة قلبه و ضغطت، لم يأخذ الأمر كثيرًا حتى أخرج الماء من فمه فقفزت هي بسرعة. نظرت للمياه، فوجدتها لا تزال أسفلها و حين اعتدل ليام في جلسته، كانت قد رحلت بالفعل بعد أن اطمأنت.

نظرت له بانفعال ثم قلت: ولدٌ أحمق، كدت تقتل نفسك!!

لكنه ما إن فتح عيناه، حتى هزت الهزة جسدي. لقد نظر لي كليام!! لا، أعني كليام الذي أعرفه، رمقني بخلوٍ تام من الحياة ببؤبؤٍ خاوٍ فرغ من جعبته كل الأمل.

همست بغير تصديق: ليام؟!
أرخيت أكتافي.

وقف مبللاً ثم نظر للماء قال: على الأقل هي ودعتني، أنت لم تفعلي حتى!!
تجمعت الدموع بعيناه ليقول: خائنة.

فتح فمه و صرخ: لما مت الآن؟! أكان صعبًا عليك أن تنتظرِي بضع سنواتٍ ٱخرى؟! حتى أفرح قليلاً بعد؟!

مددت يداي و حاولت سحبه لي، فلم أستطع. نظرت لأصابعي بضعف، أردت المساعدة. لدي الكثير لأقوله.

"لما الجميع يموت؟!"
قال، بنبرةٍ جافة تمامًا.

توسعت عيناي حين أضاف: تلك الدماء التي كانت بجبهتك. كانت نفس الدماء التي أفرغتها ٱمي أمامي. قبل أن تموت. مثلك.

أضقت عيناي بشفقةٍ عليه، رغم أني لم أفهم ما قصده.

"أتسائل.."
نطق، ثم نظر للأعلى: أتفضلون السماء علينا؟!

ظللت ٱحدق به بألم، لم أستطع فعل شيءٍ له. كانت مجرد ذكرى غابرة، و تمنيت لو أني كنت بها.

"ليام"
صدر صوت فتاة صغيرة.

التف هو إليها، بشعرٍ بني قصير للكتف ترفع غرتها للخلف برباط و عينان ذهبية. كانت تبكي و هي تسير ناحيته، و بدت بالسادسة من عمرها.

اتجه ناحيتها و سألها: مالأمر ٱودري لما تبكين؟!

وقفت أنا، و لحقته. كنت بينهما، نظرت لها و قلت بحزن لنفسي.

إذًا هذه هي ٱخته.

أجابته و هي تحاول مسح دموعها بيداها الصغيرتين: لقد رأيت جدي منذ قليل.

تجمدتُ و كذلك ليام، غير أنه ابتلع ريقه أيضًا ليقول بغضب: ألم ٱخبرك ألا تلحقي بي؟! لما تركت روبرت بالأساس.

نظرت له لحظات ثم بكت بصوتٍ أعلى. توتر هو في حين تنهدت أنا ليقول: أنا آسف.
رفع عيناه لها بخوف،
"أخبريني مالذي حدث؟! أفعل لك شيئًا؟!"

رواية || الزهرة الزرقاء Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu