أما القلب، فهو تخلى عن قلبه منذ الصغر.

شعر بها تتشبث بقميصه أمال رأسه قليلا فلمح دموعًا كثيرة تتسرب من مقلتاها اللتان تكادان تنغلقان، بالكاد تقاومان. لقد ارتعب كثيرا و هو يراها هكذا.

ضعيفة.

"أنا بخير"
همست، ليبعد رأسه و تدفعه هي ببطء، نظرت للأرض و كررت بهمس أضعف: أنا بخير.

لكنه أدرك جيدًا، أنها لم تكن.

حدق قليلا، ثم تركها وقف و التف كان قد خط خطوة ليجلب لها منشفة، لكنه سمع صوت المياه و قد فاضت. أدار رأسه ليجدها اختفت من ناظره، أسرع للحوض كانت قد فقدت وعيها أسفل المياه تغرق.

مد يداه بسرعة و قلق رفعها من ذراعيها، بدت كالموتى. أسرعت بلور بلف المنشفة حول جسدها ثم تراجعت بعدها، ليضع ليام يمناه أسفل رقبتها و يسراه تحت ركبتيها رافعًا إياها من الماء.

صدر صوت الماء مرة ٱخرى، لكنه التف و أسرع بالخروج من الحمام. سار ناحية الباب و خرج من غرفتها، كان الخدم قد تفرقوا سرعان ما سمعوا صوت أقدامه. فضجيج تحطيم بلور للباب جعل الجميع يسرع.

اتخذ غرفة عشوائية فتحها و قام بالدخول ليضع آن على السرير. حدق بها ثوان كان بوجهها بعض الجروح أيضا، أشفق عليها. سمع صوت أقدام خلفه و علم أنهم لحقوا به.

وقف بالمنتصف، كان إدوارد و حراسه فايوليت مع معاونيها أيضا، حتى جاك.

قال ليام بحدة: ستكون هذه غرفة الحاكمة إلا حين يصلح باب الغرفة.

أردف بعدها،

"لا يسمح لأيٍ كان مقابلتها دون إذن مني أو أمر، عدى بلور."

هزت المقصودة رأسها إيجابًا، لكن فايوليت تكلمت برفض: و لما هذا؟!

نظر لها ليام بحدة و غضب شديد جعلها تتوتر قال لها: فايوليت أنت خاصة لا يحق لك الكلام إطلاقا.

ثم رفع صوته بعلو ينظر للخدم الذين يسترقون النظر: من يعصي الأمر سيجازى بالعواقب، و لا تودون أن تلعبوا مع مزاجي.

ارتعب المعنيون جميعا عدى إدوارد ربما، الذي كان يظهر ملامح خشنة رغم غضبه لسبب ما.

"و الآن هلا خرج الجميع"
أضاف، لكنه نظر لبلور و جاك قائلا: أنتما ابقيا.

التف إدوارد و خرج مع حراسه دون كلام، تبعته فايوليت كذلك بعدها مع أتباعها.

ٱغلق الباب خلفهم و ظل كل من جاك و بلور مع ليام الذي نظر للأخيرة بغضب و قال: هلا فسرتي لي أنت الآن مالذي حدث هنا؟!

توترت لأول مرة، ليس خوفًا إنما خجلاً من خطأها. فهي إفروديس و لم تستطع حماية سيدتها، اكتفت بإنزالها لرأسها بشفاه مقوسة و قد تلئلئت عيناها حزنًا. أخرجت كراسها من جيب مئزرها و أرته ورقة كتب عليها بخط كبير و واضح.

رواية || الزهرة الزرقاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن