كانوا يحاولون قتلي، و هم يضغطون بقوة على و يسحبونني من شعري. ضبُبَت رؤيتي لاختناقي، أغلقت عيني اليمنى و تركت اليسرى مفتوحة قليلاً.

سقطت مني دمعة، حين وصل بي الصبر حده. لحظتها فقط، شعرت باختفاء سطح الحوض الذي أجلس عليه أبعدت ظهري عن الحائط ثم تركتهم يدفعونني بالماء، لأغوص.

لم أفتح عيناي و لكن أحسست بالألم في الجروح التي خلفوها بي، لقد ضاق نفَسي إذ لم أسحب الهواء قبل أن أرمي نفْسي فشربت الكثير من الماء و أنا أختنق. لم أمد يداي هذه المرة بل فتحت عيناي بضيق لأرى السطح، و الذي لسبب ما لم أود رفع رأسي له.

لقد كنت أبكي وسط كل ذاك، و أنا أموت غرقًا، شعرت بعدم الرغبة في المواجهة و خفت من تلك الأفكار التي ستغزو بالي ما إن ٱخرج رأسي. حينها و فجأة رأيت وجه ليام القلق يظهر مطلاً، بجانبه بلور التي بدت عليها الصدمة.

لقد مد يداه بسرعة وسط الماء و سحبني لأسمع صوت تقاطر المياه بكثرة.

سعلت بقوة في حين سألني هو بنبرة غاضبة هزها قلق: هل جننتي؟!

هزني ليام ثانية و قال بغضب: مالذي حدث لك؟! لما حاولتي الإنتحار؟!

فتح الباب لتظهر فايوليت و معاوناها مع إدوارد الذين سرعان ما صدموا هم أيضا.

نظرت له بفراغ بين خصلاتي المتساقطة و المبللة.

أهذا ما استنتجه؟!

قلت لنفسي ٱحدق به. رفعت يداي بعدها، كانتا ترتعدان لوحدهما و قد مُلِئتا بالخدوش، ثيابي ممزقة و هناك جروح. رفعتهما لرقبتي و أمسكتها فظهر عليها بوضوح أثر خنقٍ محمر للغاية.

لقد كان الأمر حقيقيًا!!

سقطت الدموع من عيناي، في حين سرعان ما بدت عليه الصدمة الشديدة. أزاح يداي بهدوء عن رقبتي و دهش أكثر حين أنزل عيناه لبقية جسدي.

اكتفى بقول: مالذي..
دون أن يكمل الجملة نفسها.

لاحظ اهتزاز جسمي و ارتعاش يداي، كنت شاحبة للغاية و بدى بعيناي، ألم. خلو من الحياة. كنت خائفة، و جدًا.

رأى ذلك، فقام بضمي.

-الكاتبة

لاحظ رعبها و اصفرار ملامحها، كان واضحًا عليها أنها حقا حاولت الإنتحار. فسماتها كانت خائبة، خاوية، و مخيفة له هو الذي اعتاد رؤيتها تبتسم. لكنه لاحظ شيئا آخر.

لاحظ ثوبها الممزق من بعض الجهات، الخدوش التي تملئها و آثار خنق برقبتها. لقد علم فورًا، أن شيئا ما حدث. أراد أن يسألها، لكنها كانت بحالة سيئة للغاية.

قام بجذبها لصدره ثم ضمها بقوة، اعتقد أن شيئًا كهذا سيفيدها. فهو يذكر أن ٱخته كانت ترتاح لمثل هذه الأشياء. هو ليس له أي خبرة بالمواساة أو حتى الدعم، كان ليبرز أكثر بالتخطيط، الحروب، الصيد، بأشياء يختلط فيها الدم و العقل.

رواية || الزهرة الزرقاء Where stories live. Discover now