١٢؛ عَليكِ اللّهفةْ.

ابدأ من البداية
                                    

شهقت تنظر لهُ بصدمة مرتعبة وارتعش بؤبؤ عينيها، وأمامها هدأت أنفاسه المتسارعة وزفر براحة ثم حرر معصمها ليتمتم :
- كدتِ تقتلينه مولاتي!

اتسعت أعينها أكثر وتراجعت بضع خطوات للوراء لتهرول الملكة نحوها وجذبتها لحضنها تمسح على شعرها بخفة تُهدِأ خوفها، ثم همست :
- اهدأي لا بأس!

تحررت من بين ذراعيها لتتساءل والدموع بدأت تتجمع في عينيها مجددًا :
- أقتل مَن؟

تساءلت بتلعثم باكي ليشير ديو نحو البلورات بإصبعه مردفًا بعدما اقترب من مجال وقوف ثلاثتهم :
- البلورات الستة هي قلوب المحاربين، ومجال طاقتهم، كذلك أرواحهم وكل ما يتعلق بهم. عند انتزاع واحدة من التحام الجميع يموت صاحبها.
عضّ على شفته بخفة :
- تلك كانت بلورة بيكهيون.

ارتعشت ساقيها ولم تقويا على حملها لوهلة أخرى فكادت تهبط على ركبتيها إلا أن سيهون أمسكها سريعًا مثبتًا إياها :
- مولاتي أنتِ بخير؟

سأل بلهفة وشدت والدتها على كفها بخوف. في حين نظرت له بصدمة وهزّت رأسها تتساقط الدموع لتسكن عند حافة شفتها فابتلعتها مالحة ومؤلمة فوق الطبيعي. من بين الست بلورات الأخرى كانت روحه هو التي جذبتها؟!

الأرواح كتُرس الطواحين الهوائية، كل ترسٍ لا يلتأم إلا مع واحد فقط! واحد محدد ليس شرطًا أن يكون مشابهًا في الحجم والشكل يكفي أنه صُنع ليكون مناسبًا من الحافة، وفي الأرواح كل واحدة خُلِقت لأخرى!

جرّت خطواتها واندفعت للخارج وتبعها الثلاثة، وكان أول ما رأته هو جسده منهك القوة. توقف عن السعال لكنه أطبق جفنيه بتعب وسقطت رأسه في حضن لوهان الساكن أمامه والذي ضمّهُ بخفة وزفر براحة!

•••

تقعدت الأرضية تسند رأسها لتابوت والدها القابع عند حافة الغرفة وتُطِل عليه البلورات السبعة. اهتزازة جسدها كانت أكبر دليل على أنها تبكي والصمت كان حليف بكاءها بعدما فقدت حنجرتها القدرة على إخراج أي صوت آخر.

حاولت والدتها مواستها قليلًا ولكنها في النهاية قررت تركها لبعض الوقت؛ فكل ما يحدث لها يفوق قوة أي بشري.

شعرت بجلوس أحدهم جانبها ونبهها صوت اصطدام المعدن بالأرضية الزجاجية لكونه بالتأكيد إحدى المحاربين والجسد المعدني يعود لسيفه. رفعت رأسها بضعف ونظرت له بأعين منتفخة، فابتسم بهدوء ومدّ يده بمنديل قماشي أبيض اللون ذيله مطرز على شكل حرف (( L )) في اللغة الانجليزية.

ابتلعت غصتها بصعوبة وحملته بين أصابعها لتجفف دموعها وحالما مررته على جفنيها شعرت بالتهابهما لعنف البكاء فتحسست حواف عينيها وهي تتأوه بخفة. اقترب بضع إنشات ونفث هواءً برائحة الفانيلا على عينيها ثم ابتسم بلطف.

بِيكَاسّو || A war of bloodحيث تعيش القصص. اكتشف الآن