سعادة أم كآبة ؟

103 9 10
                                    

اصبحت منعزلة و شاحبة لا تستطيع التحدث ولا هي تريد ذلك ، روتينها أن تستيقظ على صوت ديث وهو يفتح ستائر الغرفة في المستشفى ويقول : صباح الخير . ثم تنهض إلى الحمام لتغسل وجهها وتخرج لتجد ديث قد احضر لها كوب من الكاكاو الساخن فتشربه ثم تبقى في فراشها الابيض إما تنظر إلى الفراغ وتفكر أو تقرأ كتاباً ثم تنزل نحو الأرض وتجلس في زاوية الغرفة وتضم قدميها نحو صدرها لتخفي وجهها لمدة طويلة تتراوح بين ٤-٥ ساعات متواصله ليقترب منها ديث فيجدها تبكي بصمت فيخرج ويتركها بمفردها و يعود ليطمئن عليها ليجدها في نفس الحالة فيحضر لها الطعام و يخبرها بذلك فترفع رأسها لترى الطعام لتظهر دموعها وتعاود لتضع رأسها في مكانه السابق ويرجع ديث بعد ساعة ونصف الساعة كي يجد الطعام مثل ما هو فيأخذه ويذهب وهي تعود إلى الفراش لتنام ثم تستيقظ في المساء فيأتي ديث ليفحصها و يأتي الطبيب النفسي هو أيضاً ليخبر ديث أنه لا يوجد تحسن الحالة شبه مستقرة وهي تتطور إلى الاسوء وليس باليد حيله فقد كانت الصدمة شديدة وقد​ كادت ان تُشّل حركتها ، ثم تبقى بمفردها حتى وقت وجبة العشاء يحضرها ديث ويجلس معها بصمت ينظر لها وقلبه مليء بالرعب منها وهي تأكل تلك العظام وتنظر إليه نظرات مُحملة بمشاعر سوداء وحين تنتهي يأخذ ديث صينية الأكل ويذهب وهي تغسل أسنانها ثم تنام .
...
نامت سافي على الأريكة وايلينا ذهبت إلى غرفة النوم لتجد الدفتر ملقى على الأرض رفعته ووضعته على الطاولة بجانب سرير سافي لكن راودها الفضول لتعرف سبب حزن صديقتها المقربة ففتحته و وقرأت ما بداخله لتشعر بالندم لانها لم تستأذن قبل قراءته و تشعر بالاسى على معانة صديقتها ، خرجت من الغرفة وذهبت إلى سافي النائمة لتقبل جبينها وتغطيها بغطاء سريرها ثم انصرفت لتنام على سريرها و هي حزينة على سافي اليتيمه فقررت قراراً لا تعرف ما رد فعل سافي عليه لكنها ستجرب حظها .
استيقظت ايلينا و وجدت سافي نائمة على الأرض بشكل مضحك فصورتها وارسلتها لها كي تراها عندما تصحو ، ثم ذهبت لتجهيز الفطور وكان عبارةً عن بيض نصف مطهو و خبز محمص مع الخس والجبن  والحليب خالي الدسم وضعته على المائدة و استيقظت سافي ونهضة بسرعة لانها خشيت أن تراها ايلينا وذهبت لتغسل وجهها ثم رجعت إلى غرفة المعيشة فوجدت الفطور جاهزاً وايلينا بإنتظارها وهي مبتسمة فقالت لها : اراك اليوم بخير فقد تعددت الفطور بنفسك
- : نعم ولكن ارجو ان تري هاتفك قليلاً
- : ماذا هناك ؟
- : انظري وستعرفين
فتحت هاتفها فرأت رسالة من ايلينا ففتحت الصورة وبينما هي تنتظرها اخذت كاس الحليب لتشرب عندها رأت الصورة فخرج كل الحليب من فمها وهي تضحك هي وايلينا عندها قالت ايلينا : اظننت انني لم ارك وانتي نائمة ؟
- : وانا التي نهضت بسرعة البرق كي اتاكد انك لم ترينني وانا بتلك الحالة
- : وكانك طفله في الثالثة من العمر
- : سترين سأجعلك يوماً تندمين
- : اريني قدراتك
- : تناولي وجبتك ولا تتحديني وإلا ستندمين
- : إذا الحذر واجب
- : نعم
ذهبت الفتاتان إلى الجامعة ثم إلى السينما و إلى المقهى ، وقد نالت سافي من ايلينا وقد صورتها وهي تسقط على الأرض من فزعها عندما داست على ذيل قطه و بعد ذلك أصبحت ايلينا تخرج بمفردها كي تزور جمعيات خيرية وتطلب منهم ارقام عوائل لا يملكون اطفال وقد تواصلت مع عائله وهم موافقون يريدون سافي لكن ايلينا اخبرتهم بأن عليها مفاتحة سافي بالموضوع وكانت تريد طريقه لا تجرح بها مشاعرها فكتبت لها رسالة بالهاتف وارسلتها لها تدعوها إلى لقاءها عند الميناء ففعلت سافي دون تردد وعند وصولها وجدت صديقتها تنتظرها فسألتها : ما المناسبة لقدومنا هنا ؟
- : لدي لك مفاجأة
- : ماهي ؟
- : اغمضي عينيك وسأوصلك إلى حيث المفاجأة
- : حسناً
مشت سافي و تقودها ايلينا وهي مغمضة عينيها إلى قارب جميل زهري اللون وحين طلبت ايلينا من سافي أن تفتح عينيها صورت ردت فعلها حين انصدمت لم تتوقع ذلك فشكرت صديقتها كثيراً وعندما صعدوا اخبرت ايلينا سافي انها تود التحدث معها بموضوع وتخشى أن تجرحها لكن سافي شجعتها على أن تقول ما تود قوله فأخبرتها ايلينا بالعائلة التي تريد تبنيها فصمتت قليلاً لتفكر فوجدت نفسها محتارة بين الرفض والقبول فهي محتاجة إلى عائلة بل و تتمنى ذلك لكن في نفس الوقت لا تستطيع استبدال أسرتها بغيرها فا اتصلت بعمها الذي لم تتوقع منه الاعتراف بأنها ليست ابنة أخيه وإنما لقيطة من الشارع وفي موضوع الأسرة الجديدة فهذا راجع لها هي ، صُعقت لم تتوقع ذلك بل لم يطرأ إلى ذهنها مطلقاً من قبل أن تشك بأنها في الاصل دون أسرة فواستها ايلينا و حاولت تهدئتها وعندما انتهت الرحلة البحرية عادت إلى الشقة لتعتني بها و سافي اتخذت قرارها بشأن العائلة لكن ستفكر اكثر حتى تنتهي المهلة و ايلينا تساعدها في كل شيء​ فهي تقدر شعورها .
...
تنتظر زيارة مَلك الموت إليها لكن الشخص الوحيد الذي يزورها هو ديث وقد أصبح خائفاً منها بعد أن دخلت في الأزمة النفسية هذه لانه هو السبب في نظرها وهو يقدر خطورة ما قد تُقدم لفعله فهي لم تعد بوعيها ومشاعرها لقد تبدلت من إنسان إلى وحش حتى ملامحها ظهر عليها ذلك لكن ما لم يظهر و يهم ديث أنه متى الوقت الذي ستحصل فيه الكارثة ستفعل شيئاً عاجلاً أو آجلاً لكن متى وكيف سيهرب منها ومن انتقامها .

الزهرة الملعونه - The cursed flowerحيث تعيش القصص. اكتشف الآن