إثبات الحقيقة

112 11 5
                                    

...
في مكتب الإدارة
- : عذراً آنسة ايلينا والآنسة سافي ، يجب عليكم نقل أغراضكم من الشقة ٩٩٩ بالمبنى ٩٩ إلى الشقة رقم ١١٥ بالمبنى ٧٧
- : لكن لم علينا الإنتقال ؟
- : عذراً آنسة سافي هذه أوامر الشرطة
- : حاضر ، سيدتي
- : أرجو أن لا يكون في ذلك إزعاج لكن
- : مطلقاً
...
نهضت وهي تتألم و تتأمل حولها في تفاصيل الشقة لكي تجدها فعلاً شقتها هي وصديقاتها ، رأت تلك ( الزهرة اللعينه ) كما تسميها صديقاتها ، ثم اقتربت منها ليظهر لها ديث خلفها ويضحك بصوت مرتفع غليظ ليرعبها فسقطت على الأرض لشدة فزعها منه واختفت الزهرة وكأنه ظهر ليحميها من اريثا كي لا تمزق بتلاتها . فوقفت وقالت له : مالذي تفعله هنا ، ماذا تريد ألا يكفيك ما تفعله لقد كرماني من أن أعيش حياتي مثل أي فتاة مع انني بريئة ولم افعل لك شيء يضرك كي تضرني
- : على رسلك يا صغيره لاتثيري غضبي الآن
- : يا عديم الرحمة يا شرير يا ظالم أخبرني ما ذنبي ابحث عن تلك الفتاة التي تريدها انا ما شأني
- : فات الأوان لا يمكنني أن افعل لك شيئا لا استطيع إعادتك
- : كيف ذلك انت من جعلتني أكون هكذا
- : لو كنت استطيع لتخلصت منك بسرعة يا مزعجة
- : يجب أن تعيدني وإلا لن تكون بخير
- : تهددين من ؟ انا ، أنت مخطئة
- : لا اريد ان اكون من بني الجن يا هذا
- : بل انتي الآن منهم ولا يمكنك التراجع
- : قل انك تكذب ارجوك قل ذلك
- : لا لست اكذب ، لكن هناك حل
- : ماهو ؟ ماذا تنتظر
- : أن اكلك بكل بساطة كي ترتاحي من هذه المُعاناه
- : لا هذا محال لن تأكلني لن اسمح لك
- : إذن انتي حلي مشكلتك ولكن سأنصحك نصيحة لا تتحدثي مع الجن فهذا ليس جيداً بالنسبة لك وسيزيد من مشكلتك
- : إذن هذا ما لديك
- : نعم ، تأقلمي مع الوضع الجديد فسوف يعجبك
- : ماذا ، ايها الشرير الظالم
- : وداعاً آنسة اريثا
- : انتظر إلى أين كيف ستتركني هكذا
بقيت تبكي لبضع دقائق لكن قاطع بكائها دخول ايلينا و سافي إلى الشقة ليأخذوا أمتعتهم ، وهي تحاول التحدث إليهم لكن لا يسمعون شيئاً فعلاً لم تكن تصدق كيف ستستمر في هذا العالم المرعب
...
بعد أن خرجت الفتيات إلى المبنى الجديد وجدتا الزهرة على باب الغرفة
فحاولت ايلينا امساكها لكنها اختفت بسرعة وكأنها سحر لم تتوقع ذلك فشكت في وضعها فى اقترحت سافي خطه لكي يمسكوا بها تلك الزهرة فهي الدليل المهم في نظر سافي وايلينا توافقها الرأي على ذلك ، دخلت الفتاتان إلى الشقة وكانت في الطابق الارضي وتحتها قبو استكشفتا الغرف ثم رتبن اشيائهم وبعد أن انتهوا شاهدوا فيلم رعب واكلتا المثلجات والبوشار وبعض العصير البارد
...
بينما غادرت ايلينا و سافي شعرت اريثا بالوحدة بعد أن لم تبقي طريقة تحاول فيها جذب انتباههم إلى وجودها بدون فائدة لم تكن تتفاعل معها الأشياء اصبحت بالفعل ( جنيه ) في عالم البشر ، تشعر بالجوع والعطش والخوف ولا تسمع سوى صوت نبضاتها يعلو في أذنها حاولت أن تبحث عن طعام و بالفعل وجدت لكن لم تستطيع أكل اللحم مع أنه مطبوخ وتفاجأت لم تعد تستسيغ طعمه فتذكرت كلام ديث حين قال أنه يأكل العظام فأزاحة اللحم و جربت ان  تقضمه قضمه صغيرة فاستطاعت اكله وكاد يغمى عليها من هول الصدمة ثم استيقظت من ذهولها وشرودها على صوت معدتها الخاويه واكملت طعامها مع أنه بالكاد سد جوعها ، ثم توجهت نحو مرآة تقبع في غرفة النوم بجانب سرير ايلينا كي ترى وجهها وحصل مالم تتوقعه ليؤكد لها صدق ديث لانها لم ترى وجهها كانت شفافه لاترى نفسها لا تستطيع ذلك حقاً ضمت قدميها نحو صدرها وأخفت وجهها وبكت بصمت لايسمع سوى أنينها وعلى إثر ذلك نامت بعمق لتستيقظ وهي في المستشفى أمام سرير والدتها التي ترقد و قد نال منها المرض بسبب ابنتها التي لا تعلم اين هي ؟ واريثا تبكي وتحتضن أمها وهي لاتشعر بها ثم قطع حبل أفكارها دخول ديث وهو يقول : لا جدوى ، لم ترد عليه بكلمات بل بنظرات محت ابتسامته ودموع  تحفر خدودها لتبدو كطفلة في السابعة من العمر لا كشابةِ في الجامعة ، وبقيت تحتضن أمها إلى أن نامت مجدداً .
...
ابقت الشرطة الشقة تحت المراقبة لكن دون جدوى ، والزهرة كانت تذهب وتأتي تتنقل في لمح البصر بين اماكن مختلفة معلنه عن وصول اريثا فالزهرة تبقى مدة ٢٠ ثانية ثم تختفي وتكون اريثا نائمة ثم تستيقظ فتجد نفسها في مكان الزهرة و هي دليل وصولها ، لكن من يعلم بذلك ديث فقط ؛ فحين استيقظت من نومها وجدت نفسها في الشقة وايضا كان ديث يشرب القهوة وهو جالس على أريكة بنفسجيه وهي ملقاة على الأرض فنظر إليها وقال لها بلهجةٍ ساخرة : أتعلمين ماسر الزهرة ؟
- : لا ، ولا أود معرفة أمرها فهو لا يخصني
- : إذن لا يخصك ، حتى وإن كانت هي مفتاح الحل
- : أخبرني بسرعة
- : إن قُطعت ساق تلك الزهرة ثم الورقة على الجانب الأيسر من الساق ثم خمس بتلات ستعودين إلى موطنك ولكن لا أضمن سلامتك
- : انت صادق أم تكذب علي ؟
- : انتي لا تستطيعين لمسها ولكن قد يستطيع البشر بصعوبة وعليهم اتباع الخطوات كي تعودي للعيش في موطنك
- : وكيف أخبرهم
- : ليس بإمكانكِ ذلك لكن ابحثي عن طريقه إن وددتِ العودة
- : سأحاول ، ويجب أن أنجح
- : لا تتفائلي
بعد تلك الكلمة اختفى كما هو حال تلك الزهرة

الزهرة الملعونه - The cursed flowerحيث تعيش القصص. اكتشف الآن