حقيقة ٌ كاذبةْ

127 10 3
                                    

- : لاشك انهم في مكتب الإدارة
- : لنسرع
...
داخل مكتب الإدارة
رأت ايلينا إمرأة جميلة تبدو شابة تشبه اريثا قليلاً كانت تبكي بكاءً شديداً ، ويقف عن يسارها رجل ضخم البنية يناهز الأربعين​ يشبه ابنته إلى حد لا يصدق وكان هو بدوره يحاول تهدئة زوجته مع أنه يظهر عليه الحزن أكثر من الصبر .
المديرة : هؤلاء هم صديقات اريثا سيدي
والد اريثا : اهلا بكم سعدت لرؤيتكن
سافي و ايلينا : طاب صباحك سيدي
والد اريثا : اخبروني بما جرى معكم منذ وصولكم للمطار
سافي و ايلينا : حسناً
بدأت ايلينا بسرد الاحداث إلى أن وصلت إلى دخولهم الشقه ثم تابعت عنها سافي حتى قدومهم إلى مكتب المديرة للقائهم ، وكانت ام اريثا في حالة انهيار شديدة فنقلوها إلى المستشفى .
ثم أتت الشرطة لمتابعة التحقيق في مستجدات القضية وعاودت سؤال الفتاتين على حدى عن توقعاتهم عن الحادثة .
ايلينا : انا اعتقد انه لربما كان الكتاب الذي بيدها يقودها إلى عالم الأرواح الشريرة
المحقق : تقصدين أن الكتاب قد يكون بوابة إلى عالم الأرواح الشريرة ؟!
ايلينا : نعم ، وارجو أن لا تسخر مني فهو مجرد إحتمال
المحقق : وماذا عن الزهرة
ايلينا : هي سبب اعتقادي هذا الإحتمال ، تظهر وتختفي في اماكن مختلفه في نفس الوقت وتظيء تحت ضوء القمر
المحقق : هكذا الأمر إذن
وحصل مع سافي نفس الإستجواب وكانت قد أفادتهم بالعالم الاخر بسبب الزهرة .
...
أنفاسها تتسارع لا تعلم اين هي ؟ ليس المكان السابق
" أهو عالم ( الجن ) ؟ " هكذا سألت نفسها اريثا
فأتى صوت غاضب شديد اللهجة يجيب على استفسارها من حيث لا تعلم " انتِ بين العالمين وستظلين عالقةً هناك ، ألم تخبريهم تستحقين ذلك أنتِ لست أهلاً للثقة ايتها البشرية الخائنة "
- : ديث هل هذا انت ، لكن لم سأعلق هنا ثم من الذين تقصد بأنني اخبرتهم انا لم أرى​ احد سواك ...
قاطعها قائلاً : كاذبة لا تماطلي وثقت بك وانت لا تستحقين الثقة
- : من هم هؤلاء ارجوك لا تتركني
- : سترين البشر انتي في عالمهم ولكن لن يسمعوك أو يرونك ، وسترين الجن وهم يرونك ويسمعونك هل فهمتي هذا ؟
قالت وهي تبكي بكاء غليظاً : لا اقسم لك بأني لم أخبر احد عنكم
- : إذن وتلك الفتاتان هناك انتي من أخبرتهم وستعاقبان مثلك
- : انا اخر ما اتذكره هو أنك أحضرت لي الطعام من ثم نمت وقد استيقظت قبل قليل لأحد نفسي هنا
- : لا يهمني حياتك الآن مرهونة بهذه الزهرة الملعونه اينما تظهر تكونين معها ولكن إن اكتشف شخص آخر الأمر أو قطع احدهم الزهرة ستكونين ميته لا محاله و ستتعذبين في عالم الجن
...
في مستشفى مدرام الخاص
قسم جراحة القلب
الطبيب : حالة السيدة تزداد سوءً ، ولكن نحن نقوم باللازم كي تستقر حالتها
والد اريثا : افعل كل ما بوسعك يا دكتور ، ولكن عندما تستيقظ علينا عرضها على طبيب نفسي فهي بحاجة إلى ذلك
الطبيب : لا تقلق لقد عرض الطبيب النفسي ذلك بنفسه ، ولكن هل أن أفهم مالسبب لهذه الصدمة ؟
والد اريثا : بسبب ابنتنا التي اختفت فجأة
الطبيب : هل هي الطالبة التي اختفت في مكتبة سكن جامعة مدرام
والد اريثا : نعم هي
الطبيب : لقد سمعت عنها اتمنى ان تعثروا عليها
والد اريثا : اتمنى ذلك
...
في الجامعة
كانت اريثا تتمشى داخل ممرات الجامعه ترى الناس وهم لا يرونها وتعبر من خلالهم ، وهي محطمة خائفة ترتجف وترتعد لا تصدق ما يجري معها هي ترى الناس من العالمين مختلطين هناك من يراها منهم وهناك من لا يراها ، رأت صديقتيها سافي و ايلينا فاقتربت منهم فسمعت حديثهم عن أسرتها أنهم موجودون وهم نادمين لانهم تركوها بمفردها و عن صحة أمها التي ازدادت سوءً بسببها ، شعرت بألم لم تشعر به كانت تتألم بشدة فهي سبب شقاء اهلها لم ترد ذلك حقاً ليس بيدها حيلة فكلما حاولت أن تحرك الأشياء من عالم البشر لا تتفاعل معها .
وكان هناك من يراقبها وكانت تشعر به وتراه احيانا ، وهو يستطيع التشكل على هيئة البشر ليتحدث إليهم وكانت تراه يذهب إلى المستشفى بزي طبيب وكأنه من البشر فعلاً .
وهو ينظر لها بنظرات لم تفهم معناها ، حاولت أن توضح له أن لا شأن لها بشيء مما يحدث فهي مجرد ضحية وقعت في يده بالخطأ
...
- : لقد حدث شيء مريب يا ايلينا
- : وماهو ، أهو بشأن اريثا
- : لا ، بل يخصني
- : اخبريني
-  : عندما استيقضت مساء الأمس رأيت شخص اسود اللون وبيده تلك الزهرة ولقد وضعها على سرير اريثا
- : إذن له علاقة باريثا ، وهل رأيته اعني وجهه
- : لا ، فقط رأيته من الجانب الأيمن و وقد أدار وجهه للجانب الآخر
- : و اين الزهرة ؟
- : إنها على سرير اريثا
- : اريد رؤيتها
- : لا يمكنك ذلك
- : أختفت ؟
- : صح
...
توجهت نحو المستشفى ، فوجدته يدخل إلى غرفة عند أحد المرضى وهو يتحدث مع شخص من البشر .
اقتربت ودخلت فاكتشفت أن المريض هو أمها والشخص الذي يتحدث معه هو والدها ، فصُعقت عندما رأت والدتها في حالةٍ يرثى لها وهي السبب وقد استنتجت ذلك من حديث والدها مع الوغد الشرير .
فبكت بُكاءً مريراً بصوت مرتفع ولكن لم يكن يسمعها سوى ديث وهو ينظر إليها نظرات شر وحقد لم تفهم معناها ، بادلته تلك النظرات و تقدمت كي تسأله عنه والدتها .
- : ايها الوغد الشرير ، مالذي أصاب والدتي ؟
- : ما أصابها كله بسببكِ
- : ماذا انت تلومني وانت الذي أختطفتني وسببت هذا الآلم لأمي يا مجرم
- : إذن انا هو السبب في نظرك ، أنت مخطئة انت من جئت إلى عالمنا بنفسك
- : لا يهمني كيف أتيت بل ما حال أمي الآن ؟
- : لقد تسببت آنسة اريثا بإنهيار عصبي شديد لأمك ، وقد تتطور حالتها الصحية إلى أسوء فقد ضعف ضخ الدم في جسدها
بدأت بلبكاء من خوفها على أمها حتى فقدت وعيها لتجد نفسها في سرير شقتها في سكن الجامعه .

الزهرة الملعونه - The cursed flowerحيث تعيش القصص. اكتشف الآن