خوف و إعتراف

17.9K 482 3
                                    

حل الصباح على أبطالنا النائمين في أحضان بعضهم البعض...دخلت أشعة الشمس إلى الغرفة لتدفئتها بعد ليلة باردة مليئة بالأمطار...تثائبت سنايا وهي تفتح عيونها لتستقر على وجه أميرها الغالي و الوسيم أيضا...إبتسمت يحب و هي ترفع نفسها لنتذكر كيف نام بأحضانها كطفل صغير يبحث عن الأمان والحنان و الحب في حضن والدته...بقيت تتأمل تفاصيله... عيونه العميقة كالبحر...حينما تنظر إليها تشعر بأنك تريد الغوص في تفاصيلها و الإبحار في أعماقها حيث يوجد الحب والدفئ...ابتسامه الساحرة التي تفقدها صوابها وتجعلها تتمنى أن تخطفه تخكفه تخفيه عن أعين الجميع لكي لا يقع أحد في حبه غيرها...بعد أن شعرت به يحرك حاجبيه دليلا على انزعاجه من يدها التي تمر على وجهه...تململت من بين ذراعيه ودخلت إلى الحمام لتجد راحتها في التفكير...فهي منذ البارحة لم يغمض لها جفن لأنها تتذكر كلمات والدتها أنها يجب أن تخبر بارون عن سامر...فهو من حقه معرفة ذالك....لذا قررت أنها بعد إنتهاء حفل الليلة ستطلب منه الذهاب معها إلى دلهي وهناك ستخبره بكل شيء...لقد تحملت هاذا العبء كثيرا و لم تعد باستطاعتها الصمود أكثر من ذالك....

خرجت من الحمام وهي تنشف شعرها بعد مدة ليست بقليلة...ولاكنها رأت بارون مازال نائما...شعرت بالقلق يجتاحها وذهبت لتفقد حرارته...وكما توقعت لقد كان جبينه مشتعلا ويتعرف بشدة...رجعت للخلف بصدمة وهي تضع يدها على فمها...لقد تركته منذ قليل وقد كان عاديا...فورا اخدت هاتفها وهي ترتجف و إتصلت بوالدتها لتخبرها عما يمكنها فعله...بعد إنتهاء المكالمة جرت إلى المطبخ لتحضير الكمادات لتخفيف حرارته...كانت كلما نظرت إلى وجهها الشاحب تشعر بألم يعتصر قلبها...لأنها أدركت الآن أن وجوده في حياتها ان أهمية كبيرة لم تدركها إلا في هذه المدة التي مرض فيها...ساعة أو ساعتان أو أكثر لا تدري...لقد توقفت عن عد الساعات وهي تغير له الكمادات كل دقيقة....حتى داهمها التعب و نامت....
إستيقض هو بعد مدة وهو يشعر بالأرق و السخونة؛لم يعلم في البداية أين هو...لقد تبدلت عليه ملامح غرفته...ولاكن بعد أن تحقق جيدا وجدها غرفة سنايا...فتذكر أنه نام البارحة بأحضانها...بحث عنها ووجدها نائمة على الأرضية...فدنى منها وأيقضها بهدوء لكي لا يفزعها:
"سنايا...حبيبتي...هيا إستيقضي"

شعرت سنايا بيد تهزها بخفة و صوته يكلمها... استيقضت ورفعت رأسها لتنظر إليه...جاء ليتحدث ولاكنها سبقته وهي تمسك وجهه و تتفقد حرارته قائلة بلهفة:"هل أنت بخير...هل تشعر بأي ألم...هل أحضر لك شيئا..."

أمسك بارون بيدها ثم قبل باطنها بحب و هو  ينظر إلى عيونها التي تسحره ليردف:"حبيبتي أنا بخير كما ترين و كل هاذا بفضلك...لذا لا داع للقلق فأنا لم يحدث لي أي شيء...والآن هيا لنغير ثيابنا و نتجهز لأجل الحفلة"

"حسنا ولاكن لا تظن أنني سأتركك...سآتي كل دقيقة للإطمئنان عليك ولن يهمني أحد...هل هاذا واضح..."

غلطة تحولت إلى حب (مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن