سعادة قادمة

21.2K 544 15
                                    

يوم جديد؛ أهداف جديدة؛ مسؤولية جديدة؛ حياة ستتغير؛ أحلام يجب أن تتم...كل هذه الأشياء كانت تدور في مخيلة سنايا وهي في الطريق إلى دلهي حيث يوجد هناك البيت الذي كانت تعيش فيه مع خالتها التي أصبحت اعتبرها أمها الآن، ووالدها الحبيب الذي كانت لا تستطيع النوم إن لم يحكي لها قصة، وأختها التي لطالما كانت تساندها...

تخللت دمعة متمردة عينيها وهي تتذكر كيف كانت "لارا" تحب الحياة و تسعى لإسعاد الجميع حتى لو على حسابها الشخصي...خصوصا والدها الذي بسبب حبها الكبير له أجهضت الطفل الذي كانت تحمله من حبيبها السري...والذي أنهى حياتها...وبسبب هاذا الحادث أصيب بنوبة قلبية...

فاقت من ذكرياتها الأليمة على صوت خالتها و هي تحثها على النزول من السيارة لأنهم و صلوا.

"هيا...ألن تنزلي يا إبنتي لقد وصلنا..."

"قادمة...ولاكنني كنت شادرة في بعض الذكريات لهاذا لم أنتبه..."

فمت بحمل حقيبتها الثقيلة إلى الداخل إلا أن جربما صرخت بها قائلة:
"إياكي وحمل هذه الحقيبة...إنها ثقيلة عليكي...من الآن و صاعدا لن تحملي أي شيء ثقيل...لأن هاذا خطر عليكي خصوصا في هذه المرحلة...لأنكي لحد الآن في الشهور الأولى...والجنين لم يستقر بعد..."

فعلت إبتسامة ثغرها وهي تراقب خوفها عليها و على جنينها فإقتربت منها وهي تضمها ثم أردفت:
"شكرا لكي على كل شيء أمي...لولاكي أنا كنت أعلم ما سيحدث لي..."

فربتت عليها بحنان فحتى لو أنها لم ترزق بأولاد فقد عوضها الله بإبنة زوجها التي تعتبرها أمها الآن؛ ثم أبعادها وهي تدعي الغضب:
"ولاكنني الآن غاضبة منكي جدا...لأنكي تستمرين بشكري...هل هناك أم تنتظر شكرا من إبنتها التي ليست لديها غيرها في هاذا العالم..."

"حسنا...لن أشكركي مرة ثانية أبدا...فأنتي الآن أمي حبيبتي...سعيدة"

"أجل سعيدة جدا...لأنني أخيرا سمعت كلمة أمي من فمك هاذا...والآن هيا فلدينا العديد من العمل يجب إنجازه."

عودة إلى مومباي خصوصا في مكتب بارون الذي كانت قسمات وجهه تدل على السعادة التي يشعر بها في هذه اللحضة؛ لما لا فقد وجد سندريلته الهاربة.

دخلت عليه دراتشي فوجدته يكاد يطير من الفرح؛ الأمر الذي جعلها تتساءل عن الأمر.

"ترى ماذا جعلك تشعر بكل هذه السعادة المفاجئة بارون؟"

"لن تصدقي الأمر عندما أخبرك...لقد وجدت فتاتي دراتشي...وجدتها..."

فتغيرت ملامح دراتشي وكانت الصدمة جلية عليها ولاكنها حاولت إخفائها برسم السرور و الإبتسامة على وجهها ثم قالت بصوت مخنوق يكاد يختفي:"هاذا رائع بارون...ولاكن أخبرني أولا كيف وجدتها..."

"لقد وجدتها فقط بسبب مكالمة هاتفية..."

فلاش باك:

كان بارون جالسا يراجع ملفات العروض الذي تقدمها الشركات من أجل أن يختار عرضا واحدا لدعاية منتجاته؛ فلفت إنتباهه عرضا متقنا وواضح أن من صممه كان محترفا...فإتصل بالشركة وأخبرهم أنه يريد لقاء مصمم هاذا العرض...

"مرحبا أنا بارون سوبتي...صاحب شركة سوبتي الدعاية...لقد أعجبني العرض الذي قدمتموه...وأريد لقاء من صممه..."

"أهلا بك...أنا الآنسة ليلى المديرة التنفيدية للشركة...يؤسفني القول أن صاحبة هاذا المشروع قد أخدت إجازة لمدة أسبوعين..."

"حسنا لا بأس....ولاكن هل يمكنني أن أعرف أي معلومات عنها..."

"بالطبع...أظن أنك لم ترى الصفحة الأخيرة من الملف...هناك توجد كل المعلومات التي تريدها..."

"هاذا جيد...والآن وداعا...نلتقي في القريب العاجل..."

ما إن أغلق بارون الهاتف حتى أخد الملف وبدأ يقلب صفحاته حتى وجد الصفحة الأخيرة...وهنا كانت المفاجئة بالنسبة له...فقد وجد صورتها وملفها الشخصي الذي يحوي كل المعلومات التي تخصها...ومنذ ذالك الحين وهو يفكر فقط كيف ستمر هذه الأسبوعين ليستطيع رؤيتها مجددا...ولاكن هذه المرة لن يسمح لها بتركه و الذهاب إلى أي مكان.

نهاية الفلاش باك

كانت دراتشي تستمع إليه وقلبها يتقطع من الداخل و الدموع تكاد تنهمر من مقلتيها لقد أيقنت أنها لن تستطيع أبدا كسب قلب بارون وستبقى بالنسبة له دائما مجرد صديقة لا أكثر...

أنا سنايا فهي كانت جالسة في سريرها تقرأ مجلة إشترتها قبل مجيئها إلى دلهي "للحوامل" وهي تلمس على بطنها لتشعر بطفلها الذي بداخلها والتي كانت تريد إزالته...ولاكنها الآن متيقنة مئة بالمئة أنها ستحافض على طفلها وستلبي كل مستلزماته...وان تدعه يشعر ولو لمرة واحدة أنه بحاحة إلى أب...فهي ستكون له الأم و الأب و العالم بأجمعه...

كيف تتوقعون أن يقابل بارون سنايا؟
وكيف ستكون ردة فعلها عند رؤيته؟
وهل ستخبره سنايا أنها أصبحت أما لطفله؟

غلطة تحولت إلى حب (مكتملة )Where stories live. Discover now