ولادة سعادتي

21.3K 596 5
                                    

تسعة شهور مرت على سنايا و هي تحمل طفاها في أحشائها...كانت تشعر بسعادة لا توصف خصوصا عندما كان يركلها كأنه يقول لها أنه موجود...ولايجب أن تهمله...مرت فترة الحمل بصورة طبيعية تحت إشراف والدتها...ونصائحها الدائمة...وشهيتها المفتوحة للأكل...و ها قد أتى اليوم الذي إنتظرته طويلا...يوم الولادة...اليوم الذي ستستطيع حمل سعادتها بين يديها...

إستيقضت في الصباح وهي تشعر بالمغص والألم الشديد...ما إن نهضت من على السرير حتى وجدت الماء ينزل فأيقنت أنه وقت الولادة...كيف هاذا وهي حتى الآن لم تجهز أي شيء...ولاكنها تركت التفكير في كل هذه الأشياء...وصرخت بصوت عالي مليء بالألم.

"أمي...أمي..تعالي بسرعة ارجوكي...أنا أشعر بالألم الشديد...آآآه..أشعر أنني سأموت من كثرة الوجع..."

فإنتفضت جريما من صوت صراخ سنايا
العالي...فصعدت الدرج بأقصى سرعة لديها...لتجدها تمسك بغطاء السرير و تكاد تمزقه...كانت تتعرق بشدة...وصوتها بدء يذهب من شده صراخها...وأسنانها التي تكاد تتحطم من شدة الوجع..

فإقتربت منها جريما وجعلتها تتسطح على ضهرها وهي تقول:
" اهدئي...إهدئي...خدي شهيق وزفير...هيا...أرجوكي هاذا سيساعدكي في الولادة..."

"لا أستطيع...أنا أشعر بالألم الشديد....لا يمكنني الإحتمال أكثر..."

الوضع بدأ يسوء...سنايا لم يعد بإمكانها الإحتمال أكثر...الوجع يشتد أكثر فأكثر...لذا قررت جريما حقنها بإبرة مهدئة لتسهل عليها الولادة...

ساعات مرت...لم يعد يسمع أي صوت....الهدوء عم المكان...سنايا تنهج من كثرة التعب...وبعد مل هاذا...صوت بكاء طفلها...

حملت جريما الطفل بين يديها ثم لفته كي لا يبرد... وهي فرحة و تكاد تطير من كثرة السعادة...لقد تحقق حلمها في حمل أحفادها..

كانت سنايا تشعر بالتعب والأرهاق الشديد...ولاكن فور سماعها لصوت بكاء طفلها...أحست أن روحها إرتدت إليها...وأن كل شيء كانت تشعر به قد تبخر...

فقالت بصوت منهك و متعب:" أمي ما الذي تفعلينه...هل كل شيء بخير..."

ردت عليها وهي تفحص الطفل لكي تتأكد أن كل شيء بخير:
" لا تقلقي يا إبنتي...كل شئ على مايرام...ولاكن هاذا فحص روتيني تفعله لكل الأطفال حينما يولدوا لكي تتأكد أن صحتهم بخير..."

"جيد...والآن هل يمكنني حمله...فأنا إنتظرته تسعة شهور...ولا يمكنني الإنتظار ولو لدقيقة واحدة الآن..."

"هههه...حقكي يا إبنتي...فأنتي تعذبتي كثيرا حتى انجبتي هاذا الطفل...والآن إحمليه بحذر..."

حملت سنايا الطفل الذي كان كليلة مقمرة من شدة جماله...لقد أخذ نفس ملامح الوجه...ولاكنه أخد العينان من والده...أجل فهي حتى لو حاولت نسيان ذالك الشاب تجد نفسها منغمسة في التفكير به...

مضى الليل محملا معه سعادة سنايا بمولودها...وإنتظار بارون الذي قرب على الإنتهاء...

مرت أسبوعين كاملتين وحدثت الكثير من التغيرات فيها...فمثلا دراتشي خطبت لجيمس صديق بارون صاحب البار...صحيح أنها لا تحبه...ولاكنها معجبة به على الأقل...فقد أيقنت أن الشعب وراء حب بارون حلم مستحيل...وأنها يجب عليها الإلتفات إلى حياتها فالعمر يمضي...أما بارون فمن أجل أن يقبل بشراكة وكالة الإعلان فقد وضع شرطا أن تكون سنايا موجودة وإلا فهو لن يقبل بالشراكة معهم...وهاذا ما إضطرهم لجعلها شريكة معم...وبالنسبة لسنايا فهي لم تشبع بعد من طفلها سامر بعد...ولاكنها مضطرة للعودة إلى مومباي لكي تستأنف عملها من جديد...خصوصا وأن الشركة أعطتها بيتا و سيارة...وعرضت عليها أن أبقى شريكة معهم...لان صاحب الشركة الذي سيصممون له الإعلان شرط وجودها...وهاذا ما استغربته ولاكنها لم تبالي الأمر...فقد ضنت أنه من الطبيعي أن يطلب وجودها شخصيا بما أنها من صمم العرض...

وجاء يوم اللقاء...اليوم الذي انتظره بارون بفارغ الصبر...كان يشعر بتوتر رهيب للغاية...وكأنه يوم الإمتحان وهو يخاف أن يرسب فيه...ربنا دراتشي على كتفه وهي تحاول بث الاطمئنان في قلبه...ثم أردفت قائلة:" كل شيء سيكون على مايرام...لا داعي لكل هاذا التوتر...والآن هيا فقد بلغني الحارس أنهم وصلوا...

"إذهبي إليهم أولا...وأنا سالحقكي بعد قليل..."قالها و إبتسامة ماكرة تعلوا ثغرة

"أووو...إذن السيد بارون يريد الدخول في المنتصف...ولاكن إنتبه لكي لا تصيبها بنوبة قلبية..."

"لا داعي للقلق دراتش..سأكون حذرا جدا...والآن إذهبي لكي لا ينتظروا..."

ذهبت دراتشي إليهم أولا وكان كل همها كيف ستكون ردة فعل سنايا حين تعرف أن بارون هو مدير هذه الشركة...

كانت سنايا تشرح فكرتها حينما رأته يدخل عليهم...فتحت عينيها وأقفلتم أكثر من مرة للتأكد أنها لا تحلم...الجم لسانها ولم تعد قادرة على النطق...وهو يتقدم نحوها ويمد لها يده لتصافحه...

أما هو فقد لاحض شحوب وجهها حين رأته...بالطبع بعد كل هاذا الوقت لن يتوقع منها أن ترحب به بإبتسامة...ولاكنه مع هاذا كله...كان سيرقص من شدة سعادته...لا يصدق أنها تقف أمامه بوجهها الملائكي البرئ...وعيونها الساحرة التي تحمل في طياتها الكثير و الكثير من الكلام...وجمالها و راشاقتها بهاذا الفستان الاخضر الذي جعل منها كأنها أميرة من قرون أخرى..وشعرها الحريري المنسدل على كتفيها الذي طال أكثر من السابق و الذي جعلها تبدو فاتنة لأبعد الحدود...وعطرها الساحر الذي يجعله يتمنى شمه وهو بالقرب منها...وشفتيها الحمراء كحبات التوت التي يريد أن يتذوقها....إنتهى الإجتماع على الإلتقاء مرة أخرى...والتي لم تعد سنايا مركزة فيه...منذ دخول بارون الذي قلب كيانها وأيقض فيها مشاعر لم تكن تعلم ما هي...

غلطة تحولت إلى حب (مكتملة )Where stories live. Discover now