وعد بالحب

21.2K 549 6
                                    

إنتهى الإجتماع وخرجت سنايا مسرعة إلى سيارتها "الميرسديس الحمراء"؛ لا تدري حتى كيف وصلت إلى بيتها أو متى وصلت...فهي من شدة صدمتها لم تكن مزكزة في أي شيء تفعله...أسئلة كثيرة كانت تدور في رأسها...هل هو كان متعمدا أن يضع هاذا الشرط لكي يستطيع رؤيتها؟ إن كان هاذا صحيحا فلماذا؟ ما الذي بجمعه بها لفعل هاذا؟

كانت تشعر أنها في متاهة و أنها ستفقد عقلها من كثرة التفكير...لذا قررت أخد حمام ساخن و النوم لكي تستطيع إيجاد حل لهذه المعضلة التي ظهرت في حياتها...فرفرت بضيق وهي تمدد جسدها في حوض الإستحمام:"أوقف...ما إن أنتهي من مشكلة حتى تظهر لي مشكلة أكثر تعقيدا...ألهمني الصبر يا إلاهي..."

في الشركة حيث كان بارون جالسا في مكتب دراتشي وهو شارد الذهن بتلك التي إستولت على عقله و قلبه و كل شيء فيه...تذكر كيف خرجت مسرعة وكأنها رأت شبحا أمامها...ولاكنه لم و لن يستسلم أبدا...فقد عقد العزم على على جعلها تحبه ولاكن كيف...هاذا هو السؤال الذي يطرح نفسه...رأته دراتشي شاردا فعلمت أنه يفكر بها...من غيرها...عندما دخل عليهم...وجدت الحب و العشق ينبع من عيونه ناحيتها...احست أنها أخدت القرار الصحيح عندما قررت المضي قدما في حياتها...صحيح أنها تحب بارون و تتمنى لو كان يبادلها نفس المشاعر...ولاكنها لن تدمر سعادته على حسابها الشخصي...وتفضل البقاء كصديقة لبارون لكي لا تخسره...

فاقا من شرودهما على صوت هاتف دراتشي و هو يرن...

"ألو...ما الأمر حبيبي...ليس من عادتك الإتصال في هاذا الوقت..."

فأتاها صوته من الجهة الأخرى:" لقد أردت أن أعلم إن كان بارون إلتقى اليوم بسندريلته الهاربة...التي صرعنا من أجلها...وأيضا أردت اخباركم أن الفريق الذي تعمل به فتاته سيأتون إلى البار...إن أردتم المجيء..."

"هههه...أجل بارون إلتقى بها اليوم...وكان عليك رؤيتها عندما علمت أنه هو مدير الشركة...لقد سحب وجه المسكينة وكان سيغمى عليها...وأما بالنسبة ان كنا سنأتي فحن قادمون بالتأكيد..."

نظر إليها بارون وهو يقول بإستغراب:" لما وافقتي بدلا عني...انا متعب اليوم ولست بمزاج جيد للذهاب إلى أي مكان..."

"حقا...حتى وإن كانت سنايا ستأتي إلى هناك..."

"ماذا...هل حقا ستكون هناك..."

"على الأغلب...ففريق عملها كله سيأتي...وبالتأكيد يجب أن تكون موجودة..."

"إذن...هيا بنا لنذهب..."

ترقبته دراتشي بحزن مدفون على لهفته عليها...وهي تخرج معه...

عودة إلى سنايا التي كانت تستعد للنوم و لاكن جائها اتصال من ليلى تطالبها بأن تأتي إلى البار لأنهم يحتفلون بنجاحها هناك...ومع أنها رفضت المجيئ...إلا أن ليلى كانت مصرة أكثر منها...لذا لم يكن بيديها حيلة سوى الموافقة...نهظت لتغير منامتها البيضاء الشفافة...التي تضهر جسدها الرشيق و بشرتها المخملية...لترتدي سروال جينز اسود اللون مع كنزة شفافة مخططة بالأبيض و الأسود...وفوقها سترة جلدية سوداء...ووضعت القليل من عطرها الفواح "Dior" وجمعت شعرها الحريري ذيل حصان... وحملت حقيبتها وكل مستلزماتها...ثم خرجت متوجهة إلى ذالك البار الذي بدأت فيه قصتها مع ذالك الشاب أو لنقل مدير الشركة الوسيم السيد "بارون"

وصلت سنايا و بارون بنفس اللحضة و نفس التوقيت...خرج كل منهما لتلتقي الأعين وتخرس الأحاديث خجلا...فقد كان حديث الأعين كفيلا بأن يجعل الألسنة تخرس...كل منهما يغرق في عيون الآخر أكثر فأكثر...ولاكن سرعان ما أفاقت سنايا من سكرتها بتلك العينين القاتلتين...فأبعدت عينيها عنه و توجهت إلى الداخل...لا تدري لماذا و لاكن هناك شيء غريب يجذبها إليه...هناك شيء يربكها حينما تنظر إليه...يجعلها عاجزة عن الحركة...تعجز عن التركيز في أي شيء سواه...لم يحدث لها هاذا من قبل...حتى عندما كانت تظن أنها تحب سمرات...أنا عنه...فهو كان غارقا بالنظر وتأمل هاذا الجمال الرباني...الذي لم يرى مثله في حياته...كان يتمنى لو يبقى هاكذا طوال عمره...ولاكنها سرعان ما سارت مبتعدة عنه...لتتوجه الداخل...

"وماذا في الأمر...مازال الوقت أمامنا...أنا نفسي طويل جدا...و لا أستسلم بسهولة...وسأجعلكي تعترفين بمشاعرك نحوي...فأنا متأكد أنكي تحملين في قلبك مشاعر نحوي..." هكذا حدث نفسه وهو يبتسم ويهم بالدخول ليلحق بها قبل أن تختفي من ناظره كما فعلت من قبل...

دلف وهو يتذكر أول مرة قابلها فيها...وعلى هذه الطاولة بالذات رآها أول مرة...هو لن يتقبل الهزيمة حتى يحصل على حبها الذي لطالما تشده و تمناه...كان يراقبها منذ بداية السهرة...تحدثت مع زملائها...طلبت مشروبا غير كحولي...إبتسم ساحرة وهو يرى أنها حريصة اليوم...يبدوا أنها لا تريد تكرار غلطتها السابقة...بعد مدة...خرجت لابد أنها تلقت اتصالا مهما...إغتنم الفرصة ليخرج ورائها فهو لن يجد فرصة الحديث معها بشكل منفرد مرة أخرى...

منذ دخلت سنايا إلى البار...وهي تحاول شغل نفسها بأي شيء...لكي لا تلتفت وتنظر إليه...طلبت مشروبا باردة وغير كحولي...لكي تستطيع إرضاع سامر...الشيء الذي إستغربه زملائها...ولاكنها بررت أنها لم تعد تحب هذه المشروبات لأنها مضرة بالصحة...جائها إتصال من والدتها..وخرجت لتتحدث معها...ولكي تستمع لصوت صغيرها الذي إشتاقت له...

إنتهت من الحديث مع والدتها...واقفلت الهاتف بحزن...فهي لم تتمكن من سماع صوت فلدة كبدها...لأنه قد غط في نوم عميق...ما إن استدارت حتى وجدته يقف ورائها يتئملها...حاولت تركه والعودة إلى الداخل...ولاكنه أوقفها بقوله...

"أعلم جيدا أنكي تتحاشينني ولاتريدين التحدث معي...ولاكن مارأيكي أن نبدأ من جديد..."

نظرت إليه بإستغراب شديد وهي تقول:" نبدأ من جديد...كيف هاذا..."

"أنظري..نحن لم تعد مراهقين طائشين...لقد كبرنا...والغلطة التي إقترفناها لا يمكننا إنكارها...لذا دعينا نتعرف على بعضنا بعضا من جديد...وكأننا أول مرة نلتقي..."

سنايا كانت تصغي إليه و قد بدأت تعجب بطريقة تفكيره...فلو كان شابا آخر لما كان سيعترف بغلطته أبدا...فوجدت نفسها تقول له:" وأنا موافقة على كلامك...ففكرتك منطقية..."

كان بارون يخشى أن ترفض ولاكنها إقتنعت بفطرته بمنتهى السهولة...وهاهو يحقق أولى إنتصاراته...

عادوا إلى منازلهم بعد إنتهاء السهرة...وقد تبادلو رقم الهواتف...وكل منها يشعر بسعادة لا توصف...فهل القدر سيجمع بينهما ويجعل قلوبهم مترابطة...أم كما يقول المثل:"تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن."

غلطة تحولت إلى حب (مكتملة )Where stories live. Discover now