الفصل العشرون:مذكرات قيد النسيان

464 21 4
                                    


ابني مروان..قطعة من نفسي..ونبضة من نبضاتي

حملته جنينا ...ورعته يداي رضيعا...وسعدت بأولى خطواته ...

سعدت يوم ان حمل حقيبته على ظهره الرقيق ليخطو اولى خطواته في المدرسة..

سهرت معه في اصعب ايامه...

كان يطلب مني أن ادعو له دائماً..

ودعوت له بالتوفيق منذ ولدته الى ان اصبح رجلا ولا ازالت ادعو وادعو..

استقبلته بفرح لا يوصف وهو يمد الي يده بشهادته فرحا بتفوقه...

سجدت كثيرا في ليلي ونهاري ادعو الباري ان يحفظه ويسدده ويرعاه ..

صارت حياتي كلها تدور حوله وفي فلكه..حتى نفسي بت حريصة عليها لأجله..

حين خطبت له..كنت أريد له الأفضل كما أفعل دائماً..

بكيت وانا اتخيل يده بيد عروسته..

ليس حزنا.. ولكن فرحا وفخرا وزهوا..

هذا هو ابني الذي نما وترعرع على يدي...

بنيت أحلاماً كثيرة لأجله..

ولكنه حطم أحلامي بزواجه من سارة..

تمنيت أن أزفه..تمنيت أن أقيم له زفافاً يتحدث عنه الجميع..لأقول لهم ها هو ابني قد كبر..

ولكن من الواضح أن مروان لا يدرك تأثير فعلته علي..

لن أستطيع أجباره على الزواج بفتاة لا يريدها..

سارة فتاة محترمة أيضاً ولكنها لاتطابق أي من مواصفاتي التي كنت ارسمها لزوجة مروان..

ابني طبيب..وهي لم تكمل تعليمها حتى..

أردتها أن تكون خدومة له ..تسعده ويسعدها..

ولكن ما أراه بأن مروان هو من يخدمها فقط.

حين كنت أسأل مروان عن زوجة المستقبل التي يريدها كان يخبرني ان كل مايهمه بأن تكون زوجته طاهية بارعة..

وسارة لا تستطيع القيام بشؤونها لتقوم بشؤون المنزل..

لقد كان مروان مرحاً بشوشاً قبل زواجه بها ..لقد تغير كثيراً..

أنا أدرك جيداً أن مروان يعاقب نفسه بهذا الزواج...

انه يلوم نفسه على مرضها ولهذا يحاول افناع نفسه بأنه يحبها..

اريده أن يعود كما كان..أريده أن يكون سعيداً بحياته؟؟؟

هل هذا كثير لأطلبه؟؟

ولكن..إن كان إسعاده لسارة يشعره بالراحة..فلن أعترض بعد الآن..

لابد وأن يأتي يوم ويعود ابني لصوابه..وقتها سيطلب مني بنفسه أن يتزوج...

وحتى يأتي ذلك الحين..سأسأل الله أن يرزقه السعادة....
.
.
.
لم أصرخ بسبب رؤيتي لها..فخوفي مما رأيت قد أعمى بصري عنها..

حرمتني النوم يا جمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن