مقدمة

8.7K 477 23
                                    

اعتدت أن أجلس هنا أمام النهر ، في نفس المكان ، و على نفس المقعد كل أسبوع..

أشعة الشمس عند الغروب ، الرياح و هي تداعب الأشجار بخفة..

مشهد جميل يشعرني بالراحة و السلام النفسي..

مهما كانت المشاكل التي تواجهني طوال الأسبوع
فقط أجلس هنا ..

أفرغ عقلي من الأفكار السلبية... ، لا بل من جميع الأفكار..

لأمنح عيني حقها من الاستمتاع بهذا المشهد..
و أمنح عقلي حقه من الراحه استعداداً لما سيواجهه بعد أن أرحل من هنا...

اعتدت هذا منذ سنة تقريبا...

و لكن ما لم اعتد عليه هو وجود شخص يفعل ما أفعله..
منذ شهر تقريباً و أنا أراه

عندما اتي الى هنا أجده يجلس على الأرض مستندا على جذع شجره..

يحدق في النهر فقط..
شعر أسود حريري ، وجه شاحب بملامح فارغة...
رأيته أربع مرات خلال شهر
في نفس المكان
لم أعد أحدق في النهر أو الغروب..

أصبحت احدق به فقط

ينتابني الفضول لما يفكر به..

من تعابيره استنتجت أنه ربما يكون حزين ...
..
..

من كثرة تفكيري به حتى بعد أن يرحل من هنا و حتى عندما أعود للمنزل

بدأت أشعر أن حزنه أصبح من مشاكلي الخاصة..

مظهره و هو مستند على الشجره و يحدق أمامه بفراغ..
عندما يستقيم يوجه نظره للأرض و يسير بخطى بطيئة..

أريد أن أخرجه من حزنه بالرغم من أنني لا أعرفه!!..

بدأت أفكر كيف أبدأ حديثي معه..
ماذا اذا تجاهلني؟
و ان تجاوب معي كيف سأجعله يتحدث عن مشاكله؟
كيف سأخرجه من حالته؟
هل يجب عليّ فعل هذا؟

...
يتبع...

You're My FlashlightWhere stories live. Discover now