تعثرت، و أكلت المياه سماتها فصرخت لتألمها بمعصمها و أَنَتْ تلعن حظها لكنها عاودت الوقوف ثانية لتركض ثم صرخت: سحقا لوتبري كفي بكاءًا أنا أموت هنا!!

لقد مضى وقت طويل و هي تركض لكن لا جدوى فتوقفت قرب أحد الجدران اتكأت جالسةً ببركة مياه و قد قررت أن تنتظر لحين النجدة أو الموت هنا.

ظلت كذلك فقط متكأة ثم تحول الأمر لنبرة بكاء و قد حاولت تغطية عيناها بقبعة الرداء، كانت تعبة، جدا، و من كل شيء.

ندمت كثيرا للحظة التي قررت فيها الترجل دون سابق إنذار، أو إعلام احد بمخططاتها. تمنت لو أنها فقط تركت له ملاحظة صغيرة، أو أخبرته بطريقة مبهمة ربما ما كان ليحدث كل هذا.

"سيدتي؟!!"

سمعت صوتا بعد مدة طويلة، بدى على نبرته الخوف، التفت و الدموع عالقة بجفونها و ما إن رآها اكتست ملامحه الدهشة ثم صرخ: يا شباب لقد وجدتها!! إنها هنا!!

هي لم تفرح برؤيته بل قالت لنفسها،

لقد وجدتها؟! يا إلهي سيقتلني حقا اليوم.

|آن|

تقدم لعندي الحارس و ساعدني بالوقوف
ثم حضر حراس آخرون و قام أحدهم بتغطيتي، كانوا لسبب أجهله يدهشون واحدا واحدا برؤيتي فانطويت على نفسي، يكفيني ما أملك من قلق، لذلك اكتفيت بالنظر للأرض.

الأمر لم يتوقف هنا، حين خرجنا من المتاهة، وجدت مجموعة ٱخرى من الحراس صدموا بخروجي فشعرت بخجل أكثر من نفسي و رعب، بحق الله ماذا ينتظرني فقط.

قاموا بالتفرق و كلٌ ذهب باتجاه عدى أحدهم ركض يسبقنا للقصر في حين سرت أنا ببطء مع الأربعة حراس الذين معي بممر يغطيه القصر فلم يصبنا المطر.

دخلنا القلعة و كذلك الخدم ظلوا ينظرون لي، رجوت لو أنهم  يتوقفون فأنا أشعر فعليا بالذنب لذا لا حاجة للمزيد. صعدنا السلالم و اتجهوا بي لقاعة العرش، تُركت رفقة حارسين خلفي بعيدا، واقفة بالمنتصف أعطس بين الحنية و الٱخرى و قد بللتُ الأرضية التي أقف عليها لا أزال أضع قبعة الرداء و أسحب الغطاء الجاف الذي قُدم لي لشدة البرد.

لقد كنت خائفة جدًا منه، أنتظر دخوله برعب شديد فأنا منذ الصباح لليل مختفية، ناهيك عن أني لا أعلم لمن ذلك الدم و أين ذهب الحراس أيضا.

قمت برفع يمناي المرتعدة و تشبثت بوسط الغطاء حتى لا يسقط، لا أستطيع تحريك يسراي لشدة ألمها. و ظللت على تلك الحالة حتى فتح الباب و سمعت خطوات سريعة علمت من خلالها أنه هو.

|الكاتبة|

فتح الباب بقوة و شعرت هي بخطوات سريعة التفت لها ببطء شديد استطاعت أن تلمح بين نصف ثوينة غضبه الكثير و ما إن رفعت نظرها كان أمامها تماما و قد صرخ بقوة: بحق الله أين كنت؟!

رواية || الزهرة الزرقاء Where stories live. Discover now