عروس البحيرة

ابدأ من البداية
                                    

توقفت و التفت للحارسان قلت لهما: أيمكنكما أخذي للنافورة، نسيت أين تقع.

لقد كذبت و لكن إذا أخبرتهما بأني سبق و ذهبت فسيعتقدون أنه عادي أخذي.

"حاضر سيدتي "
قال أحدهم، ثم تقدم الآخر أمامي مكملا: اتبعينا من فضلك.

فتتبعتهم و قلت: شكرا.

سرنا و ظلننا كذلك لمدة، ثم انتبهت أنهم دخلوا المتاهة الضخمة، لقد كانوا يعبرونها بسهولة رغم ضخامتها و كثرة التفافاتها حاولت أن أذكر الطرق التي سلكناها لكن لا فائدة و يبدو أنهم دُربوا لحفظها.

بعد لحظات توقف، فأملت رأسي و نظرت لأنبهر لحجم تلك النافورة، كانت عالية جدا و ماءها يرتفع أعلى، كان الماء الملتف حولها بنصف طولي و أكثر بقليل، خلفها يمينها و على يسارها لم توجد أي طريق عبور إنما جدار أوراق كبير.

قال أحد الحراس: هذه هي، قد تبدو أنها تقع بنهاية المتاهة لكن الحقيقة أن خلف ذلك الجدار نصف المتاهة الباقية.

ثم تراجع للخلف، فتقدمت أنا إليها و ظللت ٱراقبها ليقول الحارس: سنقف هناك، و احذري سيدتي فلا أحد يخرج من هنا دون حارس.

فتوترت لأقول: حسنا لكن من فضلكم قفوا متكئين على حافة الجدار حتى أجلس براحتي لو سمحتم.

فانصاعوا و وقفوا حيث لا أراهم، أسرعت أنا و قمت بنزع غطاء القفة ثم افترشته قرب النافورة تماما على الأرض و وضعتها عليه هي و الكتاب.

قمت بسحب الورقة من كمي -التي كتبت عليها  اسم البحيرة- حسبت أحرف اسمها كانت سبعة. وضعت الورقة على الماء فطَفت ثم جلست أرضا بحيث لم أعد أراها و قمت بالطرقِ على النافورة سبعة مرات.

رفعت رأسي دون أن أقف ففتحت فمي لدهشتي الكبيرة ثم وقفت ببطء و أنا ٱراقب الماء الذي تجمد، لقد علا حقا فوقه صورة البحيرة، نفس البحيرة التي تدحرجتُ يومها و سقطت قربها، حيث البوابة الزرقاء.

قمت بلمس الجليد و ضغطت عليه،

"سيدتي"

فجأة نادى علي أحدهم، ارتعدت بشدة التفت فوجدت الحارس لذلك وقفت بسرعة قلت: ماذا؟!

ليجيب: أردت أن أطمئن فقط عليك و أنك لا تحتاجين لشيء ما.

" أنا بخير، و لا شكرا لا أفعل"
رددت عليه ثم قلت: و لا تظهر هنا ثانية من فضلك فقد أخفتني، حين أحتاج لشيء سٱناديكم لذا لا تحضر ثانية رجاءًا.

فانحنى ثم قال: حاضر سيدتي.

ليرجع لمنطقته.

وضعت يدي على صدري و تنهدت براحة ثم التفت عائدة للنافورة كانت صورة البحيرة لا تزال متجسدة بها.

"بعدها أقف عليها و أدق بنفس عدد الحروف"

همست، ثم قمت بحمل اللفافة، لأقف على حافة النافورة ثم آخذ نفسا طويلا و أرفع قدمي، وضعتها ببطء عليها و حين لامست أصابعي الجليد انتشرت كمية من الماء مثل التي تنتج عن سقوط قطرة ماء ببركة.

رواية || الزهرة الزرقاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن