التوأم القبيح. -قيد التعديل

الفصل التاسع | انفصال.

بِسعادةٍ، تنهّد جونغان وهُو يفتحُ كيسَ الطحين، وسكبَ المسحوقَ الأبيضِ داخلَ الطبقِ الكبير، والذي سَيقوم بِصُنع العجينةِ داخلهُ. أمسكَ هُو بيضةً، وطرقَ قشرتها على الرخامِ طرقةً واحدةً لِتنكسر ووضعها داخل طبق، مُكرراً حركتهُ على عِدةِ بيضاتٍ أخريات. ومن ثمّ بدأ عملُ أناملهِ السحرية. انا أخبزُ كعكةً... لِحبيبي. 

ابتسامةٌ صغيرةٌ اعتلت شفتيهِ. فَأجل، يقومُ هُو الآنُ بِخبزِ كعكةِ الغابةِ السوداءِ، والتي وعدَ نفسهُ بِصُنعها، من أجل سيهون. سكّب هُو السُكّر داخلَ الطبق، مُتخيّلاً وجهَ سيهون، زاماً شفتيهِ، ولِيتورّد خدّاهُ بِشكلٍ طفيفٍ على ذلك. سيهون شخصٌ جيّد حتماً؛ فَهو مُضحك ويُحِب إلقاءَ النِكات، ويجدُ جونغان نفسهُ يضحكُ بِسهولةٍ حينما يتحدّثُ الأكبر.

سريعاً ما تلاشت الابتسامةُ من على وجهِ جونغان حينما تذكّر شيئاً، لمَ سَيسألُ سيهون أموراً عن تايمين؟. بدأ عقلُ جونغان يسترجعُ ذكرياتَ من حصلَ يوم أمس، جاعلاً منهُ يعضُّ على شفاههِ السُفليةِ بِخفة. لمَ سَيسألهُ سيهون ما إن كانَ لدى تايمين حبيبٌ أو أيُ فتىً مقربٍ منهُ؟.

بِعُمقٍ، زفرَ جونغان عبرَ أنفهِ، مصطحباً مع زفرهِ ذلكَ الخوفَ الذي حاوطَ قلبهُ تدريجياً. فَمن المستحيل أن تكونَ هنالكَ احتماليةُ وقوعِ سيهون لِتايمين شيئاً فَشيئاً، أليسَ كذلك؟ واضِعاً كيسَ السُكّر جانباً، رمشَ جونغان على سخافةِ أفكارهِ. لِأنه، ومجدداً، لمَ لا؟ لمَ لن يكونَ سهلاً مقاومةُ تايمين؟ فَهُو أفضلُ بِكثيرٍ من جونغان، صحيح؟.

شاعِراً قلبهُ ينبضُ بِقوة، ابتلعَ جونغان ريقهُ، مقطّباً حاجبيهِ، وقابِضاً على صدرهِ بينما يتكئ على الرُخامِ بِيدهِ الأخرى بِخفة، فَذلكَ الألمُ اللاذعُ في صدرهِ يجعلهُ يشهقُ شهقةً حادة.

وبينما كانَ يحاولُ جونغان التخلُّصَ من ذلكَ الشعورِ المؤلم، سُمعَ صوتُ خطواتٍ خافتٍ من تنزلُ من الأعلى عبرَ الدرج. ومن ثمّ صوتُ تايمين يتكلمُ قائلاً. "آنتَ في الخارج؟" استرسلَ صوتُ الخطواتِ بِالعلو تدريجياً. "حسناً، حسناً. انا قادم!"

فوراً ما اختبأ جونغان، مُخفِضاً نفسهُ خلفَ السطحِ الرخاميّ في المطبخ. بِخلسةٍ وعبوس، راقبَ هُو تايمين، ومحادثتهُ مع أيٍ من كان صنعت صوتاً عالياً في المنزل. كانَ الفتى يُعطيهِ ظهرهُ بينما هُو يُعدّل الحذاءَ في قدمهِ، ومن ثمّ مشى كي يخرج من المنزل. سَيخرجُ هُو مع شخصٍ... لا يعرفُ جونغان من بِالتحديد، على الأرجحِ أصدقاءهُ. أولئكَ، ذوي الشعبية.