سمعت ضربة على ازرار البيانو الصغير خاصتها بالخارج لتبتسم اكثر ، ولم تستغرب بما انه تعرف درو وهوسه بالعزف ! لا تستطيع حتى ان تفهم كيف يقاوم نفسه ولا يلمسه عندما يكونان معاً .. ولقد قررت السماح له باستعمال البيانو العزيز خاصتها . 

هي لا تحب الموسيقى بالدرجة التي يحبها بها آبولو ! وبالرغم من هذا .. انها لا تمنع نفسها من العزف على ذلك البيانو يومياً (وان كان عزفها رديئاً بدرجة ما) .

شيئاً فشيئاً ، بدأت ضربات اصابعه على البيانو تزداد سرعة بشكل تدريجي ، ما جعلها تعلق يديها في منتصف الطريق بينما تمسك بالقلم الاسود لتستمع له .

لم تملك سوى اغماض عينيها ، مندهشة من التناغم المثالي لعزفه برغم كون ارتجاف يديه غير قابل للسيطرة ! لقد كانت قادرة على سماع يديه ترتجفان ، كانت قادرة على سماع مرضه . 

كانت قادرة على سماع حبه أيضاً ، فنه ، ومعاناته .. كل شيء كان شديد الوضوح في موسيقاه ، حتى أنها لتقسم أن حديثه حتى ليس بهذا الوضوح . 

حتى الخروجات الفجة عن النوتة في عزفه كانت تزيدها جمالاً بالنسبة لآفروديت .. التي اكتشفت نوعاً جديداً تماماً من الموسيقى للتو .

لا ارادياً ، وجدت رأسها يتمايل ببطء على نغمات البيانو ، بينما تتحرك خصلات شعرها البنية الشعثاء هنا وهناك مع حركتها الهادئة .. عزفه كان ساحراً .

كل خروج عن النوتات ، كل الاخطاء الجلية فيه .. وانعدام الكمال لدرجة تخطف الانفاس ، تكاد تقسم انه اخترع فناً جديداً للتو . 

انتظرته حتى انهى المقطوعة القصيرة ، والتي لن تفوز بأي جوائز (على الارجح) إذا سمعها ناقد ما .. لكن هذا كله لم يهم !

هي ايضاً لن تفوز بجائزة ملكة جمال العالم ! وبالرغم من هذا .. في لحظات محددة ، لحظات قصيرة جداً يستطيع درو بقدرة غريبة اطالتها ، كانت تشعر كذلك .

خرجت من الحمام بينما تسير ببطء على اطراف اصابعها ، لكي لا تقاطع اندماجه .. كان يرفع رأسه ليواجه السقف بعينان مغلقتين .

قبل ان يلتفت لها ويفتحهما ، ثم يبعد يديه سريعاً عن البيانو ! 

في تلك اللحظة القصيرة ، التي فصلت بين التفاتته لها ولمعان الاعجاب الذي غطى عينيه لدرجة اتساع بؤبؤهما .. لقد رأت قليلاً من القلق وربما الخوف !

في شخصية بلا عقل لدرجة مثيرة مثل درو .. القلق والخوف كانا مشاعر غير واردة مطلقاً ، لهذا تجمدت للحظات قبل ان تفهم سببهما .

The Butterfly EffectWhere stories live. Discover now