الفصل 0: البداية

13.9K 516 132
                                    

اهلا، انا زيكس، انني كائن شريرٌ يستحق الموت، انني لعين لا ينشر شيئا غير المعاناة.

هذه قصتي التي دفعتني للبحث عن الة زمن، وياليتني لم ابحث عنها...

"اقتل نفسك!" في اعماقي؛ صوت مماثل لصوتي يهمس لي.

وعيي محاطٌ بالظلام.. وجسدي قد فقد وزنه، لا اظن انني سانجو من هذا.

اظن انها النهاية.. لا بأس بذلك..

تتساءلون الان، كيف وصلت بي الامور الى هذه الفوضى..

بدأت كل الامور قبل سنوات:

بالقرب من قرية صغيرة تدعى روريم(rorrim).

عند النظر إلى مياه النهر الزرقاء التي تشق منتصف الغابة، و بين أوراق الشجر الملتحفة بأشعة شمس ما قبل المغيب، ترى فوق صخرة صغيرة رجلا و فتى صغيرا يصطادان بينما تعلو أصوات ضحكاتهما التي تعكس و بصدق قوّة العلاقة بينهما.

شعر الفتى الصغير كان داكن اللون، احدى عينيه كانت زرقاء تقطعها ندبة تشبه البرق، والاخرى كانت ارجوانية، فيما كان شعر الرجل فضيا وعيونه زرقاء اللون.

رغم اختلاف شكليهما، برؤية علاقتهما سيعتقد المرؤ انهما أب و إبنه, إلا انه بعد أن يسمع الفتى الصغير ينادي من يفترض به ان يكون والده بجدي ينصدم بواقع أن الرجل لا يبدو عجوزا بما فيه الكفاية ليكون جدا، فهو كما يبدو رجل لم يطأ بعد منطقة الكهولة حتى! ربما هذا لا يعدو عن كونه خطأ لفظيا بالغ الفظاعة!

يتوج إنتظار الإثنين أخيرا بصيد "الجد المزعوم" لسمكة غير مألوفة، ينظر لحفيده مبتسما و يسأله سؤالا غريبا:

"ها نحن ذا! و أخيرا سمكة!

إذا كم تريد منها يا صغيري زيكس؟"

إلا أن رد الصبي كان أكثر غرابة، إذ أجاب بعد أن أخذ لحظة للتفكير:

"أريد ثلاثمئة و عشرين منها يا جدي، أعتقد أن هذا يكفي"

"حسنا!"

هكذا رد الجد، يبدو و كأنه يعتزم حقا صيد هذا العدد المهول من الأسماك من النوع المشابه لما إصطاده، لكن ليس كل شيء كما يبدو، فقد إرتفعت السمكة في الهواء بهدوء، لوح بيده لتظهر نسخ كثيرة جدا من نفس السمكة!

حدث هذا بطريقة تتعارض مع قواعد التفكير السليم، حسنا... ليس و كأنه هنالك طريقة يمكن ان تحدث وفقها حتى لا تتعارض معها.

"ميزة التكرار هي الافضل يا جدي" زيكس قال مبتسما.

قام الإثنان بجمع السمك و إنطلقا نحو قريتهما " روريم" حيث وجدا أهلها بإنتظارهم و كأنهم عائدون من رحلة طويلة.

ظهرت الابتسامات على وجه سكان القرية، يبدو أن العشاء سيكون سمكا هذا اليوم.

وضع الجد السمك على خشبة عريضة وقال مبتسما "اليوم، سنشوي سمكا".

زيكس: مسرحية الخير والشرWhere stories live. Discover now