الفصل الثلاثون

22.3K 639 178
                                    

✿ मख़मली
10-26-2015, 12:03 AM
الفصل الثـلاثـون



تنفس بقوة وكأنه كان يركض لمسافات كبيرة نظر لي ثم

لوالدي ثم لي وقال بهدوء " قمر رائد في المستشفى "

بقيت أنظر له غير مستوعبة ما قال وكأن عقلي نبهني أن ثمة شيء

في حياتي ركنته جانبا , شيء عالق في عقلي الباطن واستيقظ من

جديد , كنت كصورة معلقة في الشارع ونظري عليه فتابع قائلا

بعدما طال صمتي " الشهرين الماضيين تدهورت صحته بسبب

إفراطه في التدخين وهوا على حاله يرفض العلاج وفي الثلاثة

أيام الماضية سجن نفسه في منزله حتى كسرنا عليه الباب ووجدناه

مرمي أرضاً وهوا الآن في المستشفى منذ ليلة البارحة "

تحركت عيناي من عليه ورفعت رأسي ونظرت لوالدي فابتسم

لي وقال " كما يريد قلبك يا قمر "

بقيت انظر له في صمت وعيناي تمتلئ بالدموع وكأنها تريد البوح

عما يعجز عنه لساني فضمني له وقبل رأسي ثم نظر لحيدر وقال

" في أي مستشفى هوا "

قال من فوره " هنا في مستشفى العاصمة "

عدنا للسيارة وانطلق من فوره متجها إلى هناك , كنت في صمت

الأموات كمن يحملونه للمجهول وهوا يعلمه ولا شيء يتحدث سوى

محرك السيارة , ووالدي لم يتكلم عن شيء ولا عن صمتي , وصلنا

بسرعة فنزلت راكضة دون شعور , دخلت وتوجهت من فوري جهة

السلالم , كان والدي يناديني لنسأل عن غرفته أولاً لكني صعدت من

فوري وكأن ثمة من يقودني حتى وصلت للغرفة التي أخذني إليها قلبي

قبل قدماي , كانت مفتوحة وقفت عند الباب وكان ثمة ممرضة أمام

السرير تخفيه عني ولا يظهر منه سوى ساقيه إحداهما على الأرض

والأخرى فوق السرير ويبدوا جالسا ومتكأ على ظهر السرير

كانت الممرضة تقول بضيق " يا سيد دعني أنجز عملي أرجوك

فعليا حقنك بالمغذي لنسكب فيه العلاج "

قال بصوت متقطع الأنفاس وكأنه كان يركض

" اتركيني أرحل قلت لك "

تأففت الممرضة بضيق فاستجمعت قواي المبعثرة على عتبات

أبواب المستشفى ململمة بقايا حواسي وقلت بصوت هادئ منادية

" رائد "

ابتعدت الممرضة تنظر لي وظهر هوا من خلفها , كان وجهه شاحباً

منازل القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن