الفصل الثامن والعشرون

11.7K 272 6
                                    

✿ मख़मली
10-25-2015, 11:58 PM
الفصل الثامن و العشـرون



كنت أسمع عن اليأس الذي يجعل صاحبه يكره الحياة ولم أعرفه وأجربه

إلا حين ضننت أن قمر ميتة , وكنت أسمع عن تحكم أحدهم في مزاجك

حد أن يوصلك للثمالة بقبلة صغيرة ولم أعرف ذلك أيضاً إلا اليوم لتجعلني

قبلتها الأولى لي منذ تزوجتها أفقد نصف حواسي وأنزل تحت المطر وكأني

لا أراه موجوداً ولا أشعر به , لم أجرب الخمر يوماً ولكن إن كان كهذا فقد

علمت الآن لما هوا محرم , وصلت عند أشجار اللوز وازدادت نوبة السعال

عندي حتى ضننت قلبي سيتوقف ورئتي ستخرج من فمي فجلست تحتها

بعدما فقدت أغلب الهواء في رئتاي من كثرة ما سعلت , كنت أجلس على

الأرض المليئة بأوراق الأشجار الصفراء الممتلئة بالمياه وحبات المطر تنزل

على رأسي وأكتافي ورئتاي تتقطع وجسدي بين الماء والماء , بعد وقت

طويل هدأ المطر قليلاً فوقفت بصعوبة وسرت مستنداً بكل ما مررت به

حتى وصلت المنزل ودخلت لا أرى سوى الأرض تحتي وما أن خطوت

بضع خطوات حتى خارت باقي قواي ولم أشعر سوى بالأرض تناديني

لحضنها ولم أسمع سوى صوت قمر تصرخ باسمي ولا أعلم إن كانت

وحدها هنا أم معها أحد ولم تلتقط أذني غير صوتها أو أنه هيئ لي كل

ذلك , بعد وقت فتحت عيناي ببطء ووجدت نفسي على سرير غرفتي

وأول من وقع عليه بصري كانت مريم تجلس بجواري وقمر تقف عند

الباب وما أن نظرت لها حتى فتحته وخرجت وأغلقته خلفها بهدوء

قالت مريم وهي تضع يدها على جبيني

" رائد هل أنت بخير , حمداً لله حرارتك بدأت تنخفض "

قلت بصوت متعب " بخير ... قمر ما بها "

نظرت خلفها ثم لي وقالت " ترفض قول غير أنها بخير لكن

وجهها لا يقول ذلك وتبدوا تصارع الألم "

قلت " لما لم تأخذوها للمستشفى "

تنهدت وقالت " مع من وأنت طريح الفراش والبقية في الحقول , لقد

فزعتْ لرؤيتك تسقط , إن كنت أنا التي قلبي سليم لازال يرتجف

حتى الآن فكيف بها هي "

سعلت قليلاً ثم قلت " ورجال والدها ما نفعهم هنا , كنتم طلبتم منهم أخذها "

قالت " فكرت في ذلك لكني خفت أن تغضب "

منازل القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن