الفصل الثلاثون

Start from the beginning
                                    

ولحيته بدأت بالظهور دون حلق , نظر لي مطولاً بعدم استيعاب لأشعر

أن أنفاسي تتقطع كأنفاسه وكأن ما به أصبح بي فابتسم ابتسامة صغيرة

وكأنه يجبر شفتيه المتعبتان عليها ثم مد يده اليمنى لي وقال بهمس خافت

بالكاد تتحرك معه شفتاه " تعالي "

هززت رأسي بلا وعيناي تكادان تدمعان فقال بهمس " لما حبيبتي "

قلت بحزن " ليس قبل أن تتركها تعطيك العلاج "

مد يده لها من فوره فغرست فيها المغذي بخفة وسرعة وبدأت بسكب

العلاج فيه ثم خرجت وفتح لي ذراعاه وقال بابتسامة " تعالي يا قمر "

ركضت جهته وارتميت في حضنه وكأني أنام فيه للمرة الأولى

بل كانت بالفعل أول مرة أرتمي في حضنه من تلقاء نفسي , لأول

مرة أشعر بمغناطيسية جسده بل لأول مرة يجذبني شيء غير الأرض

ضمني إليه بحنان وقال " وأخيراً طفلتي الحبيبة فتاة طفولتي وحب

شبابي وشريكة حياتي لقد تأخرتِ عني كثيراً "

كنت أدس وجهي في صدره ولا شيء سوى البكاء , أدفن وجهي حيث

الأضلع التي تتنفس بقوة وصعوبة ويخرج منها صوت كالصفير من تعب

رئتيه وصعوبة تنفسه , قبل رأسي وقال " يكفي بكاء يا عذاب رائد وقلبه يكفي "

كنت أتمسك به كورقة شجر تعصف بها الريح تتمسك بالغصن كي لا تفقده

وقلت بعبرات " لا تمت لا تفعل هذا "

مسح على ظهري وقال " ما كان للحياة معنى من دونك حبيبتي

لا يمكنني العيش معك لذلك لا يمكنني العيش بدونك "

ابتسمت من بين دموعي وقلت " ما أقساه من شعور لقد جربته "

ضمني له بقوة أكبر وقال " علمت الآن لما لم يستحمل قلبك كل ذلك

سحقاً للحب كم هوا مهلك ومضر "

جلست ومسحت دموعي انظر لملامحه المتعبة لوسامته التي بدأ

يشوبها المرض ثم مددت أصابعي ومسحت على وجنته المرهقة

وكأني أريد إزالة كل هذا عنها فشدني لصدره مجدداً اتكئ عليه

بهدوء وقال " لم يفهموا أن علاجي أنتي وهذا الصدر يحتاجك

ليعيش وهذه الرئتين تحتاج وجودك وقربك لتتنفس فما كان

سيجدي علاجهم دونك "

مسحت على صدره بيدي وقبلته لعلي أعطيه من صحتي الناقصة

لأزيل هذا عنه فغمر وجهي فيه بيده وقال ونظره للسقف

" أخبريهم يا وجه القمر ..... يا ضحكة سنين الطفولة يا مراجيح القدر

منازل القمرWhere stories live. Discover now