CH | 1

42.3K 1.6K 84
                                    

خطت أقدامي اراضِ بوسان بعد رحلة من سيول دامت لساعتين في الحافلة التي إستقلتُها ، وأخيرا شعرتُ بالراحة والحريّة تُختلط لتُشكل مزيج رائع ونادر ، رفعتُ نظري للأعلى بإغماض عيناي تاليا ، أستنشق الهواء العبِق في ربيع كوريا الأن
لطالما تمنت ان يتم إستقبالها بشخص ما يَصْرُخ بإسمها من البعيد ويركُض بإتجاهها بمعنى السعادة لرؤيتها بعد مدة طويلة ، مددت كِلا ذراعيها قبل ان تِعاود فتح جفونها والنظر حولها
اكملت خُطاها الهادئة تناسُبا مع تفاصيلها المُوحية بالبراءة والسكينة ، خرجت عن محطة الحافلات لتستقل هذه المرة سيارة أُجرة والبحث عن مكان تستطيع إستشعاَر بعض الراحة لجسدها المُرهق ، عقلها
'انا أُدعى إيرين ، كُنت أعيش في ميتم منذ أن فقدتُ والدتي في العام ال 5 من عمري جِراء حريق في المنزل ، تم تسريحي من الميتم عنىما بلغتُ السِن القانوني لأتوجه إلى بوسان ، أم أُرِد إكمال العيش في سيول لأنني اردت ان ابدأ حياتي من جديد ومكان جديد ، سأُثبت لوالدتي بأنني لم أنجوُ من ذالِك الحادث لعبث ومن دون فائدة'
بالمناسبة ، لست فاحشة الثراء لكِنني أستخدم المُرتب الذي قمت بجمعه لنفسي منذ صغري جِراء تلك الأعمال اليدوية التي كانوُ يملونها علينا من خلال تتبع رغباتِنا
بينما كُنت في لحظة تأمُّل لتلك المباني الشاهقة وبشكل عصري ، سمعتُ نداه السائِق وهو يُبلغني بوصوُلنا للمكان المطلوب
-
دخلتُ غرفتي التي كانت أكثَر من مُتوسطة بالنظر للأثاث الغير مُلفت للإنتباه والتلفاز الصغير امام النافذة الكبيرة المُطلة للشارع الأمامي للفُندق ، سريعا ما وضعتُ حقيبتي ودخلت لدورة المياه لأخذ حمام بارد
بعدما الإنتهاء إرتديت أول ما سقطت عينيه نحوه قبل ان اتوجه للسرير دون تجفيف شعري حتى والغط في نوم عميـق ، الإرهاق حقا كان يأكُل جسدي من رأسي لأخمص قدماي
'تُصبحين على خير ، إيرين-ياه'
قالت مُحدثة نفسها قبل ان تغمض عينيها
-
إستيقظتُ بعدَ أن أخذت ما يكفيني من النوم منذُ الصباح عند وصولي هُنا لبوُسان ، والأن الساعة توُشك أن تُصبِح الواحِدة بعد الظُهر ، أيِ الأجواَء سوُف تكون حارة حَد الموُت لك ، رفعتُ رأسيِ عن الخداديةَ رُغمَ أنني لم أُرِد ذالك ، فتحتُ عينايِ جيدا لتتوسع عندما رأيتُ عُش العُصفور فوقي من خِلال المِراة أمامي ، إن لم تكن الربطة فأنا لن أُقِر بأنهُ كان شعري
بدلتُ ملابسي وإنتهيتُ من تسريح عُش العصافير المفقود منهم فوق رأسيِ ، وقبل أن أخرُج وأُبادِر بالبحث عن مصدر رزقِ لي أخذتُ هاتفيِ وحقيبة ظهري وارتديتُ قُبعتي بعدما رفعتُ شعري لذيل فرس
بقيتُ في جولة البحث لحوالي 4 ساعات تحت حرقة الشمس ، حتى وصلتُ لمقهى يبعُد عن الفُندق بشارعيِن فقط ! فورا ما دخلت عندَ رؤيتي للوحة التوظيف وبمُرتب جيد !
دفعتُ الباب مما أصدر الجرس تنبيها لدخوُل أحدِ ما ، توُجهت لتلك الفتاَة التي بجانِب الباب
"مرحبا.."انحنيتُ بخِفة لها ، لتبتسم بخفَة ورقة لي قبلَ الإجابة"مرحبا ، كيفَ لي ان أُفيدكِ ؟"
"لقد قرأتُ اللوحة والتي تقوُل بأنكُم تبحثوُن عن نادليِن للمقهىً ، لقد اتيتُ للتوُ من سيوُل"همهمت لي
"كم تبلُغلين من العمُر يا آنسة ؟"قالت لي وهي لا تزالُ تحمل تلكَ الإبتسامَة اللطيفة في وجهي
"18 عاما ، وسأبلُغ ال 19 بعدَ ٦ اشهُر"إستطعتُ رؤية تعبيرها المُتفاجىء ، وعينيها الي توسعت قليلا جِراء المُفاجآة
"ألا تعتقدين بأنكِ صغيرة قليلا ؟"قهقهت بخفة قبل أن أُشابِك أصابع يدي ببعضها وأُريح يدي فوُق الطاولة الزُجاجية أمامي والتي تجلسُ خلفها تلكَ الأنسة ، تبدوُ في الثلاثين من عُمرها
"الحاجة تكون شديدة في بعض الأوُقات ، وستُضطر لفعل أشياء تكون مُرغما بِها"
تراجعت الأنسة للخلف ، تُريح ظهرها على الكُرسي خلفها"بالنِسبة لسنِك ، فأنتي تملُكين عقلاَ حكيم للغاية"
إمتدت يدها لجانب المكتب الزُجاجي ، لسحبِ ورقة ومدها لي"قومي بتعبئة هذه البيانات المطلوبة"
انحنيتُ مرة أُخرى بينما أتسلَم الوُرقة البيضاء"هل لي بقلم حِبر اذا من فضلِك ؟"
"لا مُشكلة"
جلستُ على أقرب مِقعد فارِغ ، وباشرتُ بتعبئةَ البياناَت المطلوُبة ، وقفت مُجددا لأتجِه وأُسلمها الورقة
"أتمنى لكِ حظا موُفقا"صافحت يدي ، لتُبادِر"يُمكنكِ المُباشرة بالعمل من الان إن أردتِ !"
"يُشرفني ذالِك سيدتي"الإبتسامة إتسعت على محياي
"ستكون مُدة عملِك إبتداء من الرابعة وحتى العاشرة مساء"
"سأعمل بجُهد سيدتي ، تمني لي التوفيق رجاء"انحنيتُ عِدة مراَت قبل أن تُرشدني لغُرفة الطاقَم وخِزانتي طوال فترة عملي ، حسنا انا لن أُكمِل مرحلة دراستي للجامعة لذا سوُف أقضي طيلة وقت فراغي هُنا
.
االساعة توُشك التطرق للتاسعة والنصف الأن ! وقد انهيتُ كل ما هوالمطلوب مني في أول يوم وك سائِر الأيام
لم يتبقى الكثير من الزبائِن في المقهى ، الراحة نبتت جذورها لتنمو كامل جسدي ، لقد كان يوما شاقا منذ أنه يعتبر احد ايام الإجازات للطُلاب وغيرهم
جلستُ على أحد المقاعد عندما فرِغ المقهى تقريباَ من الزبائِن ، وضعتُ كف يديِ على جبيني ، مُغمضة عيناي وانا أُريد إستشعار بعضَ الإسترخاَء لنفسي ، لم أُجهِد نفسيِ بهذا القَدر من قبل حتىَ الموُت ، جديا !
"ايرين-شي !"صوُت تلكَ الأنِسة في الثلاثينات من عُمرِها يندهُ بإسمي ، فتحتُ عيناَي لأستديِر قليلا نحوُها
"تستطيعين الخروُج إن أردتيِ ، سأعتنيِ انا ببقية ما تبقى هُنا"اشارت لي وهي تُكمِل"أنتِ تبدين مُرهقة بالفِعل !"
لم أُناقِشها لأنني أردتُ ذالِك بشِدة ، في الوُقت الحاليِ لا يوُجد نادليين سوُاي ، وقفتُ وأنا أخلعُ المِأزر"سأذهب لجلبِ حقيبتي أوُلا ، شُكرا لكِ أوُني"انحنت إيرين بلُطف قبل أن تتوجه قدميها لغُرفة الموُظفيِن
تحت تلكَ الأنظار التي تكادُ تخترِقها
.
تسيرُ بذالِك الطريقُ ذوُ ظلامِ حالِك ، وهي تضعُ يديها في جيوُب بِنطالها ، والقُبعة تحجُب نصفَ وجهها ، تكرهُ أن تكوُن في الخارِج بوُقت مُخيِف كهذا ، ولكِن ماذا عساها أن تفعل ؟ ف هي لا تمتلكُ النقوُد لشِراء سيارَة مُستعملة حتى
"حياتي بالفعل صعبة.."تمتمت تحتَ أنفاسِها وهي تمر من خلالِ تلكَ الأبنية السكنية ، كانت في هالة من الهدوُء عندما تسلل لمسامِعها ذالِك الأنين الشديِد ، الذي جعلها تتصلَب ذُعراَ في مكانِها ، اطرافَها تجمدت عندما أحسَت بأن الصوُت كانَ قريباَ منها ، وكأنهُ في أُذنِها
أغمضت عينيها وهي تقبِض كفيها'إلهي ، عليكِ التوُقف عن مُتابعة الافلام إيرين'حدثت نفسها عِندما إعتقدت بأنها أحدُ خيالاتِها ، لكِن بمُجرد أن أسرعت للهرب للفُندق ، صرخَة دوُت ويبدوُ بأنه كان يعتصِر من الألم وُقتها
"يبدوُ بأنني لا أتخيل مُطلقا ، الصوُت يبدو قريبا مني !!"تراجعت للخلف وهي تنظُر للجِهة اليُمنى بحُكم إتجاَه الصوُت من أُذنِها
توُسعت عينيها وفاهُ تقريباَ سقط على الأرضية عندما لاحظَت هروُب رجُلين يتلبسوُن الأسوُد بكاملِه بعدما لاحظوُ وجوُدها اعادت نظرها للمكان الذين ظهرو مِنه وجدت ذالِك الكائِن الذي يعتصر على الارضية بِلا حوُل ولا قوة ، لم تشعُر بقدميِها التي هرعت له لتجلِس بجانبِه وهي تندهُ بِه "سيدي ، سيدي..هل أنت بخير ؟"صوُتها كان واضِحا عن كمية الخوُف والقلق الذي يتشبث في حِبالها الصوُتية ، يديها المُرتعشة في هذه اللحظة ، اخرجت هاتفها لتُضيء وجهه المجهوُل بخاصية تشغيل الضوء
ليظهر وجهه يمتلىءُ بالون ، قميصُه الابيض كذالِك بينما كان يُسِك بجانِب جسدِه ويقبِض أسنانِه على بعضِها البعض ، مُحاولا كَتم الأنين الذي فشَل بوضوُح في إخفاء ألمِه
شهقت بقوُة لحظتها وهي تكاد لا تُصدق ، منظرُه لا يُبشِر بالخيِر أبداَ ، يبدوُ وكأنهُ تلقى ضرباَ مُبرِحا حد الموُت وهو يحتضِر الأن
اعادَت القليل من خُصلاتِ شعرها من الجانِب خلفَ اُذنِها ، وقفت وهي تنظُر للحي الذي كان شِبه مهجوُر في وُقتِ كهذا ، لا مجال لسيارات الأُجرة لتذهب للمشفى الأن
عادت للهبوُط لتجلس بجانِب الشاب ، تطرَق لعقلها أن تتصِل بالإسعاَف لتُخرِج هاتفها بالضغط على الأرقاَم المطلوُبة ، عندما أوُشكت على ضغط زِر الإتصال ، شعرَت بيدِه توُضع فوُق يدِها لإنزاَل الهاتِف ، لكِنها إبتعدت قائِلة"ألا ترى نفسَك ؟ إن لم آتصِل سوُف تكون ميتا لا مُحالاة ! بحقِ الله أنتَ في مراسِم الموت الأن "
عادت برفعِ الهاتِف ، لكنهُ هذهِ المرَة بدا شرِسا لإمساكِه بهاتِفها وإلقاءِه نحوُ الحائِط خلفَها ، مما تسبب في جعلهِ يُصبِح قِطعا على الأرضيِة ، توُسعت عينيها عندما أمسَك بياقتِها ب شدِها نحوُه سريعا ، ارادت أن تُحرر نفسها لكنها تجمدت عندما سمِعت ما يقوُله
"سوُف تكوُنين داخِلها بدلا مني وبحالِ أسوُء ، إن لم تتحليِ بالصمت المؤبَد عن هذا لأي مخلوق يسير على هذه الكُرة ! ، إن أردتِ القيام بأي شيء لا يمكنك ان تزرعي ذرة من الشك للأخرين"
صوُته كان قاسيا وهامِسا إلى حد كبير ، جاعِلا الكهرباء تسري في جسدها ، ترتعِش وهي تلتِقِط أنفاسَه الحارة القريبة منها لوجهها  ، ليسَ وكأنها مشاعِر الحُب أوُ شيء من هذا القبيل ، وإنما كانت مذعوُرة عما يكون السبب خلف ما قاله بنُبرة التهديِد هذِه ، أرخى قبضته لدفِعها بخِفة بينما لا تزالُ تنظُر له بصمت ، وعينيها تزدادُ بلمعةَ تحمِل وزنا هائِلا من الأسئِلة والتعجُب
ارخى رأسه للحائِط ، اغمض عينيه وهو يلتقط أنفاسه كي لا يفقِد وعيهُ هُنا
"فقَط ، اذهبي بعيدا"ارتفَع ب جسده للأعلى بمُحاولة لتعديل وضعيته ، ليرتفِع صوت أنينُه عاليا وهو يقبِض على أسنانِه بقوُة "اهه.." مما جعلها تستفيق من شرودِها ، لم تُعطِ أهمية لما يقوُل لأنها لن تتركَه هكذا ولو كلَف الأمر أياَ كان  ، تمتمت له لتستقيم ساقيها النحيلة"لستُ في وضع يحتمِل أن يتم الحُكم علي بالسِجن لأعوام مُستقبلا ، بسببِ جُثة سيجدوُنها غدا"أكملَت وهي تخلعُ القُبعة ، وتَظهر تفاصيلُ وجهها كامِلة له ، تحت ضوُء القمر تحديدا "سيكوُن من الجيِد لو إرتديت هذا ، إِن أردت ان لا  يُلاحِظ وضعك الحاليِ أيُ مخلوق يسير على هذِه الكُرة كما تقول"
_______
كيف كانت البداية ؟ 💫💫
مين الي ظهر اخر البارت ؟
ايش يقصد بكلامه وتهديده ؟
السيدة الي فوق حق المقهى تتوقعون بيكون لها دور ولا لا ؟ كتبو كل شي 🍥
طبعا الشخص أكيد عرفتوه ، القصة م رح تتضمن الرومانسية فقط وإنما الأكشن والحركتات والغموووض ، ورجاء م تحكمو ع الرواية من الحين وأتمنى أنها تحوزز ع رضاكم لانه الفكرة بالعصرة طلعت معي 😂 🎀🎀🎀
ملاحظة : الاسم حق البطلة مجرد صدفة وليس المقصود عضوة ريد فيليفت ، بإمكانكم تخيل تفاصيل الشخصية بحرية ، وڤوت وكومنت لا هنتي 🌸💫

مصير مجهول |  Unknown Fate "مُكتملة"Where stories live. Discover now