الفصل الثامن

10.8K 364 16
                                    



كان عليا الهرب منها في كل وقت كي لا أضعف أمامها فلن أنسى جرحها لي وخذلانها

لحبي الصادق , لن أستطيع معاقبتها بالضرب والتعذيب لن يطاوعني قلبي لذلك فيكفيها

ما رأته في حياتها من ذلك ولكني لن أغفر لها ولن يسامحها قلبي المجروح فلو كانت

رفضتني حين خطبتها لكان الأمر أهون فهي تعرف من أكون لكن أن توافق علي رغم

علمها أني من جرحته وخدعته فهذا يعني استمرارها في التلاعب بي كما تريد وهذا

ما لن أسمح به , كان عليا جلبها منهم كي لا تهرب مني مجدداً ولا أجدها فكما توقعت

استقرار عمتها هنا أمر مستبعد وهذا ما فهمته من زوجها أي أنهم كانوا سيسافرون

بها في أي لحطة ولن أجدها لسنين ولن نتصافى في حساباتنا ولن أعلم منها سبب ما

فعلته فلن أكون تهورت ولا تسرعت في زواجي بها لأنه الحل الوحيد

مرت الساعات وأنا وأسعد وصديق لي خارج المدينة لتعزية صديق لنا في والدته وحتى

بعد عودتنا لم أرجع للمنزل وانتصف بي الليل وأنا خارجه لا أعلم هرباً منها أم من قراري

أم من نفسي , عدت بعدها للمنزل فتحت الباب ودخلت وما أن وصلت الصالة حتى وجدتها

تقف عند باب غرفة النوم بفستانها القطني القصير جداً شعرها مجموع للأمام , تستند بحافة

الباب وتنظر لي نظرة تفحصيه قلقة وكأنها شكت أن حادثاً حصل معي أو أي مكروه

كان واضحاً على عينيها أنها بكت كثيراً , وشيء آخر في نظرتها أنها تريد أن تسأل

سؤالاً واحداً ( أين كنت ؟! ... ولماذا تأخرت ؟! )

لكنها كانت تمنع نفسها من سؤاله وتُمسك لسانها مُرغمة , يبدوا بسبب أوامري لها صباحاً

تيقنت الآن أن بعض الأشياء لا يمكنك منع عينيك عن النظر لها , وأن بعض المشاعر

يصعب عليك التحكم بها مهما حاولت فكان أول ما فعلْتُه أن هرِبت بعيناي عنها وتوجهت

من فوري لباب غرفة المكتب وما أن وضعت يدي على مقبضه حتى وصلني صوتها الناعم

" رائد "

نظرت باتجاهها فقالت بهدوء " أحدهم اتصل بك بهاتف المنزل وقال أن هاتفك مقفل "

وضعت يدي على جيب سترتي باستغراب ثم أخرجت هاتفي وكان بالفعل مقفل يبدوا نفذ

منه الشجن وانطفئ ولم أنتبه له , نظرت لها وقلت " ولما تجيبين على هاتف المنزل ؟! "

نظرت للأرض ثم لي وقالت بذات هدوءها " ظننته أنت ... لقد قلقت عـ .. "

منازل القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن