الفصل الثاني

15.6K 554 42
                                    



بعدما أكملت كوب الشاي والبرنامج السخيف ذاك نظرت للساعة بتململ ووقفت
ارتديت معطفي وخرجت من المنزل عبرت نصف الشارع ثم أوقفت سيارة أجر
ركبت مقعدها الخلفي وقلت " جريدة الرواسي

نظر لي في المرآة وقال بابتسامة واسعة " بالتأكيد علمت دون أن تخبرني "

نظرت له بحيرة وقلت " وكيف علمت "

قال بابتسامة صغيرة " ومن لا يعرف الكاتب رائد المنذر "

ابتسمت بسخرية وقلت " يبدوا أنك تقرأ الكتب والصحف القديمة "

قال بابتسامته ذاتها " بل لم يغب حرف مما تكتب عن بالي "

لذت بالصمت كي لا يطول الحديث في الأمر وصلت الصحيفة نزلت وأعطيته نقوده

عليا جلب سيارتي بسرعة بدلا من ركوب سيارات الأجرة , دخلت المبنى أعبر الممرات

متجها للطابق الثاني مجيبا تحية الصباح على كل من مر بجانبي , صعدت السلالم وتوجهت

من فوري لذاك المكتب طرقت الباب طرقتين خفيفتين ودخلت فوقف من فيه مباشرة ما أن

رآني وقال مصافحا لي " مرحبا بالمنذر على الموعد تماما "

قلت بضحكة صغيرة " الفضل لمن أيقظني مبكرا اليوم "

جلست على الكرسي المقابل له وقلت " هل الأوراق جاهزة "

فتح درج مكتبه وقال

" بلى جاهزة اطلع عليها وقم بلمساتك السحرية الدائمة وارمي الغير مناسب ككل مرة "

أمسكت الأوراق قلبتها قليلا ثم قلت

" تبدوا لي أكثر من السابق هل ستزيدون عدد الصفحات هذه المرة "

ضحك وقال " أبدا ولكن هناك عمود لم يعد شاغرا فلا تحسبه "

نظرت له بحيرة وقلت " وما الجديد "

دار بكرسيه الجلدي ووقف ولف حول الطاولة ووقف بجانبي وضع يده على كتفي وقال

" لأن أحدهم سيكتب فيه منذ الأسبوع القادم "

نظرت له فوقي وقلت " ومن هذا الذي تثبتون له عمودا خاصا غير المثبت سابقا "

ضحك وشد على كتفي بقوة وقال " ليس أنت بالتأكيد وليته يكون كذلك "

قلت بابتسامة جانبية " أعلم أنه ليس أنا "

منازل القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن