بعدما أكملت كوب الشاي والبرنامج السخيف ذاك نظرت للساعة بتململ ووقفت
ارتديت معطفي وخرجت من المنزل عبرت نصف الشارع ثم أوقفت سيارة أجر
ركبت مقعدها الخلفي وقلت " جريدة الرواسينظر لي في المرآة وقال بابتسامة واسعة " بالتأكيد علمت دون أن تخبرني "
نظرت له بحيرة وقلت " وكيف علمت "
قال بابتسامة صغيرة " ومن لا يعرف الكاتب رائد المنذر "
ابتسمت بسخرية وقلت " يبدوا أنك تقرأ الكتب والصحف القديمة "
قال بابتسامته ذاتها " بل لم يغب حرف مما تكتب عن بالي "
لذت بالصمت كي لا يطول الحديث في الأمر وصلت الصحيفة نزلت وأعطيته نقوده
عليا جلب سيارتي بسرعة بدلا من ركوب سيارات الأجرة , دخلت المبنى أعبر الممرات
متجها للطابق الثاني مجيبا تحية الصباح على كل من مر بجانبي , صعدت السلالم وتوجهت
من فوري لذاك المكتب طرقت الباب طرقتين خفيفتين ودخلت فوقف من فيه مباشرة ما أن
رآني وقال مصافحا لي " مرحبا بالمنذر على الموعد تماما "
قلت بضحكة صغيرة " الفضل لمن أيقظني مبكرا اليوم "
جلست على الكرسي المقابل له وقلت " هل الأوراق جاهزة "
فتح درج مكتبه وقال
" بلى جاهزة اطلع عليها وقم بلمساتك السحرية الدائمة وارمي الغير مناسب ككل مرة "
أمسكت الأوراق قلبتها قليلا ثم قلت
" تبدوا لي أكثر من السابق هل ستزيدون عدد الصفحات هذه المرة "
ضحك وقال " أبدا ولكن هناك عمود لم يعد شاغرا فلا تحسبه "
نظرت له بحيرة وقلت " وما الجديد "
دار بكرسيه الجلدي ووقف ولف حول الطاولة ووقف بجانبي وضع يده على كتفي وقال
" لأن أحدهم سيكتب فيه منذ الأسبوع القادم "
نظرت له فوقي وقلت " ومن هذا الذي تثبتون له عمودا خاصا غير المثبت سابقا "
ضحك وشد على كتفي بقوة وقال " ليس أنت بالتأكيد وليته يكون كذلك "
قلت بابتسامة جانبية " أعلم أنه ليس أنا "
أنت تقرأ
منازل القمر
Romanceرواية تحكي الحب تحكي الرومانسية والأحلام المستحيلة رواية تحكي الحاضر وتسافر بكم للماضي وللذكريات المنسية لتحكي الحزن لتحكي البؤس والحرمان والطفولة الأليمة