أربعة وجوه و صدى

Start from the beginning
                                    

" نريد حبس يؤقته بجمادٍ امتلك حياة كأي بشريٍ غيره، غيرِ الشخص الذي تملكه.."

شددت يدي بألم بعض الشيء حين التوت الخيوط بقوة حول معصمي لوحدها فأردفت آخر جملة..

" و ليسجَن المرض بالشيء الجماد نفسه.."

حتى شُدت الخيوط بقوة شديدة حول معصمي و اصبحت رفيعة للغاية ظهر لون اسود يلون حافة الخيط في معصم كل من الأشخاص ثم بدأ يتمدد بسرعة كبيرة و يلون الخيط بالاسوداد فامتد حتى دار السواد حول خيوط معصمي ثم راح يلون نصف الخيط الاخر الى أن وصل للحجرة فاختفى الدم فجأة و تلونت الثلاثة عشر حجرة باللون أسود فحمي ٍ للغاية بعد أن كانت رمادية.

رُخفت الحبال و عاد شعري لطبيعته تنهدت براحة

استرقت بنظري للاحجار فوجدت أن لونها أصبح أسودا للغاية مكتسحا رماديتها السابقة.
كنت أتنفس بقوة من خوفي ربما ثم نظرت حولي الثلاثة عشر شخص فوجدت أن نفسهم قد هدئ و وجوههم اكتست لون البشرة الطبيعي.

تنهدت براحة فقد نجحت بإنقاذهم ثم قمت بحمل الأحجار واحدة واحدة وضعتها بكيس ثم أغلبته بإحكام. بعدها قررت العودة لمنطقتي من أجل النوم و حين وصلت قاطعني شيء..قاطعني..

رؤية لوسيندا ثانية.. كانت تقف و تعطيني بظهرها.

توقفت لحظات أنظر لها ثم تكلمت باستغراب: لوسيندا؟!

لكنها لم ترد علي فنزلت الارض قليلا رميت الكيس ثم اتجهت ببطء إليها و قلت: مالذي تفعلينه هنا بهذا الوقت؟!

" المرآة.. كانت أسفل سريري.."

قالتْ، فلم أفهم بل اكتفيت بالوقوف مستغربة..

" سحبتها بسببِ فضولي، و حين ألقيت نظرة.."

صمتت برهات..

" رأيت وجوها تظهر عليها.."
ثم أكملت..

"وجوه؟!"
قلت بخوف ثم تقدمت خطوة مواصلةً: مالذي تتحدثين عنه؟! اي مرآة و أي وج-

"لقد كانوا أربعَة، أربعةَ وجوهٍ، و خامسهم مجرد صدى.."

أردفت ثانية لأشبك يداي في ثوبي و أقول:
لوسيندا عن ماذا تتكلمين انتي تخيفينني..

لكني احسست بشيء يمر على رجلاي أنزلت رأسي لوجدت أغصانا كثيرة تمر على قدماي متجهة الأمام..

"كانوا أربعة نساء، و عجوزٌ ذو لحية حمراء.."

أردفت لأرفع رأسي و يزيد رعبي فقد تحول القبو لقرية لوسيندا لم تتحرك من مكانها لكن قبالتها بئر عُلق فوق ناصيته مرآة فضية جميلة للغاية و ملمعة بجواهر من زمرد و ياقوت في حين طفى فوق المياه أوراق كثيرة و حبر يسبح.

" كانوا والدةً.."

تكلمت ثانية لأنظر لها ثم تواصل..

" زوجَة، ٱخت، و ابنَة. الأربعة وجوه و الصدى، كانوا عائلة.."

رواية || الزهرة الزرقاء Where stories live. Discover now