بين عالمين

part (9)

نهض من فوره يبحث عن الأوراق التي عثر عليها في قدم الضحية ولكنها ليست موجودة هنا أيعقل أنه غفل عنها طيلة ثلاث أيام كاملة !!! ونسيها في المنزل؟ نهض من فوره حاملا صندوقا كرتونيا صغيرا وضع فيه الملفات وخرج مسرعا من مديرية الأمن وقاد بأسرع مايمكنه وفكره معلق بهذه القضية الغامضة. وصل إلى المنزل حمل صندوقه ودخل

-أهلا بعودتك سيدي أترغب ف ءءء....!!!

لم يستمع لنرجس و أسرع إلى غرفته أغلق الباب والقى الصندوق على السرير وبدأ بالبحث عن تلك الأوراق حتى وجد الكيس أفرغه من اللفافات الصغيرة وجلس على السرير يتفحصها باهتمام بالغ
-إنها ليست أوراق عادية ! أيعقل أن تكون جلدا مدبوغا لحيوان ما؟ ياالهي لم أنتبه على ذالك من قبل !! "

ازدادت حيرته وهو يفك اللفافات من خيط رفيع كانت مربوطة به و بدأ بقرائتها واحدة تلو الأخرى :
((من رحم الشر حضرت ))

فتح اللفافة الثانية ليقرأ فيهاَ

((لأعماق الجحيم ستعود..))

وفي الثالثة قرأ :
((مشكلتك أنك من سلالة الشيطان ))

وفي الأخيرة :

((الشيطان سيبقى وحده وسيتمنى الموت عندما يراهم يتساقطون كأوارق الخريف امامه )))
!!

ماهذا التخريف لم أفهم شيئا ؟؟ أية سلالات ومن يقصد بالشيطان؟إنه حديث مجانين لا شك في هذا ".

أشعل سيجاره وأعاد قراءة الأوراق مرة واثنتين وثلاث ولكنه لم يفهم شيئا ، كان الخط مزخرف بطريقة ملفتة وكأن الكلمات نقشت بيد خطاط ماهر ومرسومة بالحبر الأسود حك شعر رأسه مفكرا وعاد لتأمل الصور من جديد ..

كان متأكدا أن الجريمتين للقاتل نفسه ..أخرج صور قضية سمر وعاد لتأملها عله يمسك طرف خيط لحل هذه القضية حتى لفت انتباهه صورة للورقة التي كانت بداخل الصندوق المتواجد ببطن سمر أخرج الورقة المكبرة للصورة وعاد لقرائة الكلمات المدونة على ورقة جانبية

لا أحدَ يستطيعُ أن يُطيلَ
حياتَه على الأرضِ
ولا أحدَ إلاّ عليه الذّهابُ
إلى العالمِ الآخرِ .

زمنُ وجودِنا الأرضيِّ
ليسَ بأطولِ من حُلُمٍ .
فاجعلْ بيتَكَ في مدينةِ الأمواتِ رائعا...)))

ازدادت حيرته مع هذه الكلمات والقى بعقب سيجاره الرابع على الطاولة بجانبه ولكنه أيقن الآن أنه نفس القاتل فلامجال للشك فببساطة كانت الزخرفة نفسها وختم مفتاح الحياة ولا مجال للصدفة هنا..

- يبدو أن القاتل يهوى افلام الرعب المتعلقة بالالغاز ويريد أن يبرز هوية قتل مخصصة له ...!!

أفاق من شروده على وقع طرقات خفيفة على بابه تعالى صوته يسمح لها بالدخول ففتحت نرجس الباب وقالت له :
-سيدي هناك مكالمة لك من المانيا يقول أنه الدكتور ياسين