part (3)

6.1K 381 43
                                    

سقطت على أرض رملية ناعمة ، لحظات حتى افاقت من صدمتها نهضت وتلفتت حولها فإذا هي بغرفة صغيرةٍاكتست جدرانها الحجرية بزخارفِ فرعونيةٍ حديثة العهد وكأنها قد رسمت منذ مدة قصيرة فقط، نظرت لأعلى ولكن لا شيء سوى الفجوة التي سقطت منها !
الغرفةُ فارغةٌ تكسو أرضيتها الرمال الحمراء و مرآة كبيرة معلقة على الحائط ولاباب أو نافدة لها.
ياإله السموات ، أين أنا ، ما هذا المكان، كيف سأخرج ؟!

تسائلت بقلق وتقدمت من أحد الجدران وبدأت تدفع بباطن كفها بكل قوة علها تلتمس ثغرة ما أو حفرة مخفية للخروج لكن عبثاً،حاولت التماس الجدران الأربعة حتى الأرضية بدأت تحفر برمالها لتخرج لكنها لم تفلح .
اقتربت بخطى بطيئة نحو المرآة لترى انعاكسها وتلمست سطحها فضولاً منها فتبينت لها امرأة فرعونية جميلة لها عينان سوداوان واسعتان تكتحلان بكحل أسود أهدابها طويلة مع بشرة سمراء تتزين بتاجٍ من الذهب، ابتسمت لها تلك المرأة بعينان دامعتان وبدأت بتحريك شفاهها وكأنها تحاول قول شيء ما .تراجعت نرجس بذعرٍ متمتمةً : لا بد وانه حائطٌ زجاجي، لكن من انتِ؟

سألتها ولم تفهم نرجس ماتود تلك المرأة إخبارها به وتلك مازالت تحرك شفاهها بيأس ونتلمس بدورها المرآة حتى اكتست ملامحها الغضب واكفهر وجهها وبدأت كلمات بلون أسود ترتسم حرقاً على الأرض الرملية تحت قدميها ما زاد الرمال لهيباً تراجعت إلى الخلف مسرعةً ونظرت للأسفل وبدأت تقرأ بصوتٍ مسموع:.

(رقدتَ بتابوتِ الخلاص فحررتَ التعويذة ووثقتَ العهد")

أجفلت خوفاً من تلك الكلمات الغريبة وعادت تنظر إلى المرآة من جديد وكادت أن تقترب إلا أن قوة غريبة جعلتها تثبت مكانها وكأن أحدهم يكبلها ويمنعها من الحراك .
ضحكت المرأة من داخل المرآة وعادت للحديث بصوت غير مسموع ولمعت عيناها بلون أحمر جهنمي سالت منه دماً انبثق من المرآة ليتساقط كقطرات على رمال الأرض ،وعاودت كلمات ترتسم على الأرض من جديد ثم تتلاشى بسرعة

لا أحد بجانبك أيها الفاني ....
احمِ نفسكَ بنفسك..
الفجيعة حان أوانها...
سنمضي نحو الانتقام ....
فهذا هو سبيلك للخلاص...

وبلحظة تكسرت المرآة وتناثرت البلورات مع انطلاق دخان كثيف منها جال سماء الحجرة قبل أن يهبط ويرتطم بها بقوة مقتحماً شدقيها فسقطت أرضاً مغشيًا عليها مدة من الزمن، وبعدما استعادت وعيها أدركت أنها على فراشٍ وثير في حجرة واسعة الأركان تتضمن تمثالاً فرعونياً صغيراً في الزاوية يتموضع على عمود حجري مزخرف وسجادة يدوية بسيطة الصنع وزاهية الالوان
نزلت عن السرير بتوجس فسمعت صوت رنين نظرت لأسفل لتكتشف أن كاحلها يتزين بخلخال فضي، وترتدي زيًا فرعونياً أبيض اللون حريري الملمس ! .
تلفتت حولها بذعر فأدركت المرآة ذاتها تقدمت نحوها بسرعة تطلعت إلى نفسها لترى الزي ، تلمست وجهها وما أل عليه شكلها ، انها الان تتشابه الى حدٍ كبيرٍ او مطابقٍ للمرأة التي كانت تحادثها قبل قليل؟! والتفتت بسرعةٍ وادركت انها انتقلت الى الجانب الآخر من المرآة بطريقةٍ ما، شعرت بدوار خفيف استندت على المرآة فاكتست المرآة باللون الأسود، تراجعت قليلاً و نقرت عليها بإصبعها ودققت أكثر ولكن لاشيء مجرد سواد!
-مالذي يحصل معي الآن ؟!

بين عالمينWhere stories live. Discover now