part .(8)

3.5K 239 14
                                    


كيف استطاعت إيزيس أن تتصرف بتلك الطريقة البشعة ؟!
كان حرق الشاي يكفي لتحقيق انتقامها منها وخاصة بعد أن قطعت اللسان لتمنعها من الكلام ولكن إيزيس لم تكتفي فشيطان الحقد الذي بداخلها خرج دفعة واحدة وعندها امسكت سكينًا من المطبخ و بدأت ببقر بطن سمر وإخراج أمعائها وهي تضحك بجنون
علقت الجثة على الحائط لتسيل دماءها وتملئ البرميل قبل أن تلقي بضع كلمات ليقفز ذلك المارد
(حتب سخت) ويسحب الدم كله بتميمة صغيرة معه لها شكلٌ شيطانيٌ قبيح وينفخ على المكان ليعود كل شيء لامسته نظيفاً و لمكانه فورًا، كان قلب نرجس يخفق برعب وعيناها تدمعان خوفًا وحزنًا وقرفاً من هذه الوحشية التي أرغمت على ممارستها
بدأ أذان الفجر من المسجد القريب وملئ المكان بسكينة وطمأنينة.إلا ضربات قلب نرجس التي وصلت لأعلى مستوى لها وصدرها راح يعلو ويهبط و بدأ جسدها بالإرتجاف بقوة والعرق غمرها أما إيزيس ففارقتها بخوف من هذا الصوت فلامكان للشياطينِ الآن ،....دقائق مرت عليها اكتست جبهتا بالعرق الغزير وبدأت تلهث بقوة حتى هدأت نفسها قليلاً وهربت من المنزل لتعود إلى ديارها ركضت باتجاه الغرفة واندست تحت غطاء السرير تصرخ :أيتها الشيطانة أخرجي واتركيني لا أريد أن أصبح قاتلة كأمي .كفاكِ عبثا بي إرجعي لزمانك "

لكن ايزيس أكملت مهمتها تلك وغادرت تاركةً نرجس خائفة مذعورة رفيقة كوابيس وخيالات وهمية لأشباح وسهاد طويل ، حتى حلّ الصباح ولم يغمض لها جفن وبدأ الناس ورجال الأمن يتجمهرون أمام الشقة المجاورة ونرجس تراقبهم من خلف زجاج النافذة .كانت تراقب الشارع من نافذة منزلها وهي منهارة تبكي بحرقة ، وقفت إيزيس خلفها وبدأت تمسح على شعر نرجس فاقشعر بدنها من ملامسة ذلك الطيف لها واقتربت من اذنها هامسة : -هذا كان اتفاقنا منذ البداية ،أساعدك لتساعديني ولتسعدي لأن تلك الملعونة نالت جزائها العادل .كما سيناله غيرها،
-إيزيس ارجوك لقد انتقمتِ منها بوحشية أتركيني وشأني أتوسل إليكِ أريد أن أحيا حياةً طبيعية لقد اكتفيت .
-قهقهت إيزيس وهتفت بها : أنتِ التي قتلتها بيديك "
ثم أمسكت وجه نرجس بكل قوة وأدارته قائلة .:
بدوني ستتحولين إلى جثةٍ هامدة ستقطع هذه الرقبة الجميلة أوتشنق من قبل هؤلاء الفانين ..
-ولكن ...
-هسس ورائنا عمل نقوم به فالطريق ما يزال طويلاً
هيا امسحي تلك الدموع واستشعري لذة النصر .لم تكن هذه إلا البداية ياعزيزتي"
*******
مرت بضعة أيام عليها تفكر بطريقة للهروب من كل تلك المشاكل وخاصة من إيزيس التي كشفت لها عن وجهٍ أخر أكثر دموية ورعباً مما كانت تظن .فهي لم تفارقها أبداً منذ صباح الحادثة والغريب أن رجال الأمن والمباحث أو حتى الجيران لم يقتربوا من نرجس ولم يطرقوا بابها
لم يبقى ساكن في هذا الحي إلا واستجوبوه أو منزل إلا وفتشوه ولكنهم لم يقتربوا منها وكأنها غير موجودة أو مخفية وإيزيس تبتسم وتقول .لن يستجوبك او يشك بكِ أحد صدقيني "

حتى جاء يوم وطرق باب الشقة بقوة هرعت لتفتح فإذا هي جارتها الطيبة أم علي وبعد ساعة من ثرثرتها عن ميتة سمر وجثتها المشوهة وأنها تستحق هذه الميتة بالرغم من غرابتها دخلت بالموضوع الأساسي الذي جاءت لأجله فقالت لها بحنو بالغ :
لم توفقي بعمل يا ابنتي أليس كذلك؟؟
-لا للاسف لم أجد عملاً مناسباً بعد
-إذاً اسمعي قريبي يعمل بواباً لأحد الأثرياء في القاهرة وصاحب العمل يحتاج إلى فتاةٍ أمينة وصغيرة في السن لتعمل عنده وبراتب معقول مارأيك إن أعطيتك العنوان وذهبتي إلى هناك لعلك توفقين في هذا العمل .
-أتقصدين خادمة ؟!
-نعم .
تبسمت نرجس بحزنٍ وبلهجةٍ مريرةٍ أجابت وكأنها تحدث نفسهاً : وما بها الخادمة؟ لفتاةٍ لا شهادة ولا أهل لها حسناً هاتي العنوان وشكراً لكِ.

بين عالمينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن